بواسطة إسحق القس افرام » الخميس مايو 01, 2025 4:10 am
يحتفل العالم في الأول من مايو كل عام بعيد العمال. ورغم أن هناك دولا لاتعترف بهذه المناسبة على الإطلاق إلا أن كثير من دول العالم تحتفل بعيد العمال وتعتبره يوم عطلة رسمية وتشهد فيه المدن مسيرات عمالية حاشدة.
تكريما للمساهمة في بناء الحضارة وتطوير المجتمعات.. وتقديرا لنضال الطبقة العاملة من أجل حقوقها وفرصة لتكريم جهود بناة المجتمعات واقتصادات الدول.. يحتفل العالم في الأول من مايو كل عام بعيد العمال.
ورغم أن هناك دولا لاتعترف بهذه المناسبة على الإطلاق إلا أن كثير من دول العالم تحتفل بعيد العمال وتعتبره يوم عطلة رسمية وتشهد فيه المدن مسيرات "عمالية" حاشدة.
وتختلفت طريقة احتفال العديد من الدول بهذه المناسبة، إذ تعتبر عطلة رسمية في معظم الدول الأوروبية، فيما ينظر لها كوداع لفصل الربيع وترحيب بفصل الصيف في بريطانيا.
أما في فرنسا فيتم توزيع الزهور البيضاء ورد مايو خلال هذا اليوم، ويقام حفل موسيقي ضخم في روما بإيطاليا.
البداية واختيار اليوم
تم اختيار الأول من مايو تخليدا لذكرى من سقط من العمال والقيادات العمالية، التي دعت إلى تحديد ساعات العمل بثمانية ساعات يوميا وتحسين ظروف العمل.
ويرجع أصل هذا العيد إلى الاضراب الكبير في مدينة شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1886، مع الثورة الصناعية وانتقال الولايات المتحدة ودول أوربية عديدة إلى دول رأسمالية، واستمرار زيادة وقت العمل وقوته لتحفيز تطور الاقتصاد بسرعة شديدة، واستغلال العمال بصورة قاسية، فكان العمال يعملون من 14 الى 16 ساعة كل يوم مقابل أجورا قليلة.
وأثار هذا الاضطهاد الشديد غضب العمال وطالبوا بـ8 ساعات للعمل - 8 ساعات راحة - 8 ساعات للنوم، وأدرك العمال أن اتحادهم وكفاحهم ضد الرأسماليين من خلال الاضرابات، هو الطريقة الوحيدة لنيل ظروف معيشية معقولة وطرحوا شعار الاضراب وهو "نظام العمل لثماني ساعات".
وفي عام 1877، بدأ أول اضراب على المستوى الوطني في تاريخ أمريكا، ونظم العمال مظاهرة كبيرة واندفعوا إلى الشوارع، وطالبوا الحكومة بتحسين ظروف العمل وتقصير عدد ساعات العمل إلى ثماني ساعات يوميا، وازداد عدد المتظاهرين والمضربين بسرعة في بضعة أيام، ما جعل الحكومة الأمريكية تحت هذه الضغوط الكبيرة إلى وضع قانون لتحديد دوام العمل اليومي بالساعات المطروحة، غير أن الرأسماليين لم يلتزموا بهذا القانون بل واصلوا استغلالهم للعمال، واستمر العمال بالعمل بلا انقطاع.
وفي أكتوبر عام 1884 اجتمعت ثماني نقابات كندية وأمريكية في شيكاغو وقررت الدخول في إضراب شامل في الأول من مايو عام 1886، لإجبار الرأسماليين على تطبيق قانون العمل لثماني ساعات.
وفعلا توقف في الأول من مايو 350 ألف عامل في أكثر من 20 ألف مصنع أمريكي عن العمل، وخرجوا إلى الشوارع في مظاهرة ضخمة، وحاولت الحكومة قمع المظاهرة بالقوة، ما أشعل نيران كفاح العمال في أنحاء العالم، ودخل العمال في أوروبا والقارات الأخرى في اضرابات واحدا تلو الآخر، وبعد شهر اضطرت الحكومة الأمريكية إلى تنفيذ قانون العمل لثماني ساعات بفعالية.
وفي يوليو عام 1889، افتتح مؤتمر النواب الاشتراكيين الدولي في باريس الفرنسية، وقرر المؤتمر تحديد الأول من مايو كل عام عيدا مشتركا لجميع العمال في العالم، وفي هذا اليوم من عام 1890 بادر العمال في أمريكا وأوروبا بتسيير مظاهرات كبيرة للاحتفال بنجاح كفاح العمال، وهكذا ولد "عيد العمال العالمي".
عيد العمال في مصر
في مصر كان هناك تراث عمالي مستقل للاحتفال بعيد العمال بدأ في 1924، إذ نظم عمال الإسكندرية احتفالا كبيرا في مقر الاتحاد العام لنقابات العمال ثم ساروا في مظاهرة ضخمة حيث عقد مؤتمرا ألقيت فيه الخطب.
ورغم ما كان يوجد من صعوبات أمام هذه الحركة النقابية المصرية فقد واصلت الاحتفالات بالمناسبة وتنظيم المسيرات والمؤتمرات طوال الثلاثينات والأربعينات ومع وصول جمال عبد الناصر إلى السلطة أخذت المناسبة شكلا رسميا.
وفي عام 1964 أصبح الأول من مايو عطلة رسمية يلقى فيها رئيس الجمهورية خطابا سياسيا أمام قيادات النقابيين.
[center][size=150][color=#0000BF][b]يحتفل العالم في الأول من مايو كل عام بعيد العمال. ورغم أن هناك دولا لاتعترف بهذه المناسبة على الإطلاق إلا أن كثير من دول العالم تحتفل بعيد العمال وتعتبره يوم عطلة رسمية وتشهد فيه المدن مسيرات عمالية حاشدة.[/b]
تكريما للمساهمة في بناء الحضارة وتطوير المجتمعات.. وتقديرا لنضال الطبقة العاملة من أجل حقوقها وفرصة لتكريم جهود بناة المجتمعات واقتصادات الدول.. يحتفل العالم في الأول من مايو كل عام بعيد العمال.
ورغم أن هناك دولا لاتعترف بهذه المناسبة على الإطلاق إلا أن كثير من دول العالم تحتفل بعيد العمال وتعتبره يوم عطلة رسمية وتشهد فيه المدن مسيرات "عمالية" حاشدة.
وتختلفت طريقة احتفال العديد من الدول بهذه المناسبة، إذ تعتبر عطلة رسمية في معظم الدول الأوروبية، فيما ينظر لها كوداع لفصل الربيع وترحيب بفصل الصيف في بريطانيا.
أما في فرنسا فيتم توزيع الزهور البيضاء[b] ورد مايو [/b]خلال هذا اليوم، ويقام حفل موسيقي ضخم في روما بإيطاليا.
البداية واختيار اليوم
تم اختيار الأول من مايو تخليدا لذكرى من سقط من العمال والقيادات العمالية، التي دعت إلى تحديد ساعات العمل بثمانية ساعات يوميا وتحسين ظروف العمل.
ويرجع أصل هذا العيد إلى الاضراب الكبير في مدينة شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1886، مع الثورة الصناعية وانتقال الولايات المتحدة ودول أوربية عديدة إلى دول رأسمالية، واستمرار زيادة وقت العمل وقوته لتحفيز تطور الاقتصاد بسرعة شديدة، واستغلال العمال بصورة قاسية، فكان العمال يعملون من 14 الى 16 ساعة كل يوم مقابل أجورا قليلة.
وأثار هذا الاضطهاد الشديد غضب العمال وطالبوا بـ8 ساعات للعمل - 8 ساعات راحة - 8 ساعات للنوم، وأدرك العمال أن اتحادهم وكفاحهم ضد الرأسماليين من خلال الاضرابات، هو الطريقة الوحيدة لنيل ظروف معيشية معقولة وطرحوا شعار الاضراب وهو "نظام العمل لثماني ساعات".
وفي عام 1877، بدأ أول اضراب على المستوى الوطني في تاريخ أمريكا، ونظم العمال مظاهرة كبيرة واندفعوا إلى الشوارع، وطالبوا الحكومة بتحسين ظروف العمل وتقصير عدد ساعات العمل إلى ثماني ساعات يوميا، وازداد عدد المتظاهرين والمضربين بسرعة في بضعة أيام، ما جعل الحكومة الأمريكية تحت هذه الضغوط الكبيرة إلى وضع قانون لتحديد دوام العمل اليومي بالساعات المطروحة، غير أن الرأسماليين لم يلتزموا بهذا القانون بل واصلوا استغلالهم للعمال، واستمر العمال بالعمل بلا انقطاع.
وفي أكتوبر عام 1884 اجتمعت ثماني نقابات كندية وأمريكية في شيكاغو وقررت الدخول في إضراب شامل في الأول من مايو عام 1886، لإجبار الرأسماليين على تطبيق قانون العمل لثماني ساعات.
وفعلا توقف في الأول من مايو 350 ألف عامل في أكثر من 20 ألف مصنع أمريكي عن العمل، وخرجوا إلى الشوارع في مظاهرة ضخمة، وحاولت الحكومة قمع المظاهرة بالقوة، ما أشعل نيران كفاح العمال في أنحاء العالم، ودخل العمال في أوروبا والقارات الأخرى في اضرابات واحدا تلو الآخر، وبعد شهر اضطرت الحكومة الأمريكية إلى تنفيذ قانون العمل لثماني ساعات بفعالية.
وفي يوليو عام 1889، افتتح مؤتمر النواب الاشتراكيين الدولي في باريس الفرنسية، وقرر المؤتمر تحديد الأول من مايو كل عام عيدا مشتركا لجميع العمال في العالم، وفي هذا اليوم من عام 1890 بادر العمال في أمريكا وأوروبا بتسيير مظاهرات كبيرة للاحتفال بنجاح كفاح العمال، وهكذا ولد "عيد العمال العالمي".
عيد العمال في مصر
في مصر كان هناك تراث عمالي مستقل للاحتفال بعيد العمال بدأ في 1924، إذ نظم عمال الإسكندرية احتفالا كبيرا في مقر الاتحاد العام لنقابات العمال ثم ساروا في مظاهرة ضخمة حيث عقد مؤتمرا ألقيت فيه الخطب.
ورغم ما كان يوجد من صعوبات أمام هذه الحركة النقابية المصرية فقد واصلت الاحتفالات بالمناسبة وتنظيم المسيرات والمؤتمرات طوال الثلاثينات والأربعينات ومع وصول جمال عبد الناصر إلى السلطة أخذت المناسبة شكلا رسميا.
وفي عام 1964 أصبح الأول من مايو عطلة رسمية يلقى فيها رئيس الجمهورية خطابا سياسيا أمام قيادات النقابيين.
[/color][/size][/center]