الشهيد مار يعقوب الفارسي المقطع

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
أبو يونان
إدارة الموقع
إدارة الموقع
مشاركات: 935
اشترك في: الجمعة إبريل 16, 2010 11:01 pm
مكان: فيينا - النمسا
اتصال:

الشهيد مار يعقوب الفارسي المقطع

مشاركة بواسطة أبو يونان »

الشهيد مار يعقوب الفارسي المقطع
421 +

مار يعقوب المقطع.jpg

** أرستقراطي فارسي، ولد في أواخر القرن الرابع للميلاد، في مدينة بيت لايات (بيت لافاط) جنديسابور ناحية سوز الفارسية على بعد ثلاثمائة كيلومترا تقريبا شمالي شط العرب
** نبيل ورجل علم وثقافة، نشأ في كنف أسرة مسيحية عريقة وثرية، امتازت بكرم الضيافة، وبمساعدة الآخرين.
** تلقى قسطاً وافراً من علوم عصره، واكتسب مؤهلات وخبرات ساعدته على تسنم أرفع مناصب الحكم في البلاط الساساني.
** شب على الإيمان بالمسيح، وتدرج في المناصب العامة، إلى أن صار ضابطا في الجيش، تحت إمرته أكثر من مائة عنصر.
** ارتبط بصداقة حميمة مع الشاه الساساني يزدجرد الأول 399–421م الذي قدر مؤهلاته، وأسبغ عليه امتيازات وإنعامات كثيرة، و أوكل إليه أهم مناصب المملكة، وكان يصحبه معه في الكثير من مهماته، كما كان صديقة لابنه الشاه بهرام الخامس بعد أن خلف والده 421-438م.
** نال حظوة في عيون موظفي البلاط الساساني، فكانت أبواب البلاط مشرعة أمامه يدخلها متى شاء، ولأي غرض أراد.
** عرف بأريحيته، وبسرعة مبادرته لإغاثة الملهوف، وكان يتحلى بأخلاق وصفات حميدة أهمها: وداعته، ودماثته، وثقافته، وجرأته وجماله، وكان يُقبِلْ على خدمة الناس بطواعية، ودون أي مقابل.
** مع منتصف القرن الرابع، وإلى نهاية الربع الأول من القرن الخامس الميلاديين، ونتيجة لانتشار المسيحية بشكل واسع في بلاد فارس وما بين النهرين، والتي يعود تواجدها هناك إلى القرن الأول الميلادي شهدت هذه البلاد موجات اضطهاد شديدة بحق المسيحيين، أثارها البلاط بتحريض من أصحاب النفوذ المنتمين لديانات ومعتقدات و عبادات أخرى كاليهود، وكهنة المجوس المزدیین، مما أدى إلى وقوع آلاف الضحايا وإلى استشهاد العديد من الشخصيات المسيحية المرموقة من أساقفة وكهنة ورهبان وراهبات وكبار موظفين و علمانيين، لعل أشهرهم المطران (عبدا) أسقف هرمزدادشير ومساعده الشماس (بنیامین)، والرسل الاثني عشر وشهداء كركوك الإثني عشر ألفا وغيرهم.
** دامت هذه الاضطهادات أربعين سنة، وقد عرفت بالاضطهاد الأربعيني الذي أطلقه الشاه شابور الثاني، تلاها فترة هدوء، ما لبثت أن استؤنفت مع قرب نهاية عهد يزدجرد الأول، وازدادت بعد تسلم ابنه (وارهاران) بهرام الخامس 421م.
** انتفض مسيحيو البلاد بوجه هذه الاضطهادات، واتخذوا مواقفا مشرفة للدفاع عن ثباتهم على إيمانهم بالمسيح، إلا أن يعقوب وهو المسيحي المؤمن وسليل إحدى أعرق وأغنى وأهم الأسر المسيحية الفارسية اتخذ موقفا متخاذلا، فانحاز إلى جانب الشاه بهرام الخامس ابن صديقه يزدجرد الأول، حيث اختار إمتيازات السلطة والجاه و النفوذ وبات شريكاً للشاه في عبادة الأوثان.
* * استنكر المسيحيون موقف يعقوب الذي كان أحد وجهائهم فأسقطته أسرته من شركتها، واعتبرته خارجاً على مبادئها.
** فيما كان يعقوب برفقة الشاه بهرام الخامس يقومان بجولة تفتيشية على الجيش في مدينة بابل على الفرات، وصلته رسالة من زوجته ووالدته تحمل عتاباً قاسياً وتقريعاً ولوماً كبيرين، اعتبرتاه فيها خائنا للمسيح، مما جعله يندم على تخاذله ويتوب، فيعود إلى رشده، ويتخذ موقفاً معاكساً أكثر صلابة، وأشد ثباتاً على الإيمان بالمسيح.
** جاهر يعقوب بإيمانه بالمسيح، وراح ينبذ عبادة الأوثان، ويهاجم المعتقدات المخالفة للمسيحية في كل مجلس يرتاده، وفي كل مكان يتواجد فيه .
** ضجت مجالس البلاد بآراء يعقوب وبمواقفه، وبمجاهرته بالإيمان ووصلت أخباره إلى مسامع الشاه.
** لم يصدق بهرام الخامس ما سمعه عن يعقوب، فاستدعاه إليه ليسأله عما سمع، إلا أنه فوجيء بثباته على إيمانه.
** دارت مناقشات طويلة بين الإثنين، كان يعقوب خلالها يخطّيء الشاه، ويدعوه إلى نبذ الأوثان، وإلى الإيمان بالرب يسوع المسيح، وكانت هذه المناقشات من أروع المحاورات التي تفوَّقَ فيها على الشاه، وأظهر معرفةً وفهماً وبلاغةً شدّت إليه اهتمام وإعجاب رجال البلاط الساساني.
** تقديرا لمكانة يعقوب ولإخلاصه للعرش وللملك، حاول هذا الأخير استمالته إلى جانبه، كما حاول إغراقه بالتجربة، حيث أغراه بأرفع المناصب، ووعده بالمزيد من المال والجاه والنفوذ كما رغبه بالأمجاد الكبيرة، كأن يهبه نصف مملكته.
** رفض يعقوب كافة مغريات الشاه، وأبى أن يتراجع عن إيمانه، الأمر الذي أدى إلى محاكمته و إلى تعذيبه و إعدامه.
** عذب يعقوب بتقطيع أطرافه الطرف الواحد تلو الآخر وذاق أشد ويلات العذاب والألم، إلى أن استشهد في السابع والعشرين من شهر تشرين الثاني عام 422م، في مدينة بابل على الفرات وكان يوم جمعة.
** تنفرد قصة استشهاد مار يعقوب المقطع بخصوصية بالغة العبر، فلقد تم تقطيع أطرافه واحداً واحداً، وعلى فترات متفاوتة إمعاناً في شدة التعذيب، ورغبةً بالتأثير عليه لكي يتراجع عن إيمانه وكان كلّما قطع الجلادون طرفاً من أطرافه يرددُ آيةً من الإنجيل أو ترنيمةً أو مزموراً، أو يرتجلُ عبارة تتلاءم مع وقع الألم الذي يعاني منه، ولم يُبقِ الجلادون على أي طرف من أطرافه دون أن يفصلوه عن جسده ويقطعوه.
** روی شهود عيان قصة تعذيب القديس يعقوب المقطع، وسجلها أحدهم كاملة، وكما وقعت بالفعل.
** تمكن بعض المؤمنين الأتقياء من سرقة ما تبقى من جثمان يعقوب بعد أن لملموا أطرافه المبعثرة، وحملوا هامته إلى مدينة كرمندج لكي توارى الثرى بكل خشوع واحترام.
** نال مار يعقوب المقطع نعمة القداسة، بفضل استشهاده نتيجة ثباته على إيمانه بالمسيح، واجترع أنواعا شديدة من العذاب والألم.
** أجرى الله بصلوات هذا القديس العظيم في الشهداء عجائب كثيرة، وتوجد رفاته اليوم في أكثر من موضع في العالم، فالهامة في روما، وبعض من أعضائه في البرتغال، حيث يحتفل بعيده في الثاني والعشرين من شهر أيار .
** هو واحدٌ من أهم شهداء وقديسي الكنيسة المسيحية الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية، ولقد أشيدت على اسمه عشرات الكنائس والأديرة في أماكن عديدة من العالم، منها أديرة مشهورة في سورية ولبنان.
** عاش قديسنا صاحب السيرة في مدينة قطيسفون (المدائن) عاصمة الفرس الساسانيين، وكان أحد أهم رجال البلاط كما كانت حياته حافلة بالنشاط الثقافي والسياسي والديني المتميز.
** استشهد في مدينة بابل على الفرات، وتم تدوين قصة استشهاده وقت وقوعها، كما تم تدوين سيرته في كتب ومراجع متعددة منها السواعي الكبير والميناون، وسنكسار البطريرك الإنطاكي مكاريوس بن الزعيم، وكتاب شهداء المشرق (الجزء الثاني) للسيد أدي شير مطران سعرد على الكلدان طبعة الموصل ۱۹۰۹م، وكتاب السنكسار للمطران ميخائيل عساف، وكتاب السنكسار الأرثوذكسي " سير القديسين " الجزء الأول للراهب الإرشمندريت توما البيطار، كما في مؤلفات البطريرك مكسيموس الثالث مظلوم وغيرها.
* * اسمه منتشر وذائع في الموسوعات والمعاجم، وكتب تاريخ الكنيسة، وكتب الفهرست و التراجم، كما أبدع الفنانون ورسامو الأيقونات في تجسيد قصة استشهاده بلوحات وأيقونات جليلة العبر، منها أيقونة رائعة يحملها أيقونسطاس كنيسة دير لافرا في جبل آثوس المقدس باليونان، وأيقونة جليلة موجودة بدير مار يعقوب دده - قضاء الكورة بلبنان - وغيرها في كنائس تركيا، وروسيا والعراق وأرمينيا وأوكرانيا.
** تجمع أكثر المراجع على أن استشهاد القديس مار يعقوب المقطع وقع في عهد الشاه بهرام الخامس، بينما يرجع بعضها الحادثة إلى أيام يزدجرد الأول، وتذكر بعض المراجع وقوعها في عهد يزدجرد الثاني، فيما تتفق جميع المراجع على صحة الحادثة وتفاصيلها.

ورد تذكاره في الكلندار السرياني في 27 كانون الثاني

لتكن بركة صلواته معنا جميعاً وللرب المجد في كل حين آمين.
ليس لديك الصلاحية لمشاهدة المرفقات
صورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”سير ومعجزات القديسين“