مار ملاطيوس أسقف أنطاكية (381+)

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
أبو يونان
إدارة الموقع
إدارة الموقع
مشاركات: 935
اشترك في: الجمعة إبريل 16, 2010 11:01 pm
مكان: فيينا - النمسا
اتصال:

مار ملاطيوس أسقف أنطاكية (381+)

مشاركة بواسطة أبو يونان »

مار ملاطيوس أسقف أنطاكية (381+)
بطريرك أنطاكية الرابع والعشرون

في 12 شباط تذكار هذا القديس العظيم

مار ملاطيوس.jpg
[/size]



ولادتُهُ ونشأتُهُ: القرن الرابع ميلادي

وُلد القديس ملاطيوس الإنطاكي في ملاطية، عاصمة أرمينية الصغرى، لعائلة مرموقة يبدو أنه ترعرع في كنفها على محبَّة الله والعادات الكنسية الطيَّبة. ومع أن أسباب الحياة الرغيدة كانت ميسورة لديه فإنه اتخذ الإمساك والصلاة سبيلاً سلك فيه منذُ الشبابيَّة. في هذا الإطار حصَّل قسطاً وافراً من العلوم المتاحة لأمثاله في ذلك الزمان.

ملاطيوس أسقفاً على سبسطية الأرمنية:

سنة 358م أُطيحَ بأفستاتيوس أسقف سبسطية الأرمنية، لأنَّه كان آريوسياً. واختيِرَ ملاطيوس ليشغل الأسقفية عوضاً عنهُ. مختاروه كانوا من أتباع آريوس مع أنَّه لم يكن ما يشير إلى أنَّه كان قد إقتبل الآريوسية مذهباً. غير أنَّ الاضطراب الحاصل في سبسطية وتصلُّب سكّانها حال دون بقاء ملاطيوس فيها طويلاً فغادرها، كما قيل إلى الصحراء التماساً لحياة الهدوء والصلاة. ثمَّ ما لبث أن انتقل إلى مدينة حلب السوريَّة.

ملاطيوس أسقفاً على أنطاكية:

كانت أنطاكية العظمى مستأسَرة لشتى الفرق الآريوسية. فلما أطاح فريق منها بأفدوكسيوس الأسقف الآريوسي، فرغت الساحة فبحث القوم عن بديل فلم يجدوا خيراً من ملاطيوس. معظم الفرقاء فيما يبدو أرثوذكساً وآريوسيين، قبلوا به هؤلاء لظنّهم أنه حليف لهم - أليس أن فريقاً منهم أوصله إلى الأسقفية في سبسطية؟!- وأولئك لأنهم كانوا عارفين بأخلاقه ومناقبه واستقامته. منذُ اليوم الأول لتبوء ملاطيوس سدة أنطاكية في شتاء 360/ 361م واجه استحقاقاً صعباً.
ولم يكف لحظة عن إيمانه القويم. مما خيَّب آمال الآريوسيين، وثبَّت إيمان الأرثوذكسيين لما عاينوا أفعال ملاطيوس على أنها أفعال رجل الله الحقيقي الأرثوذكسي الإيمان، وسمعوا أقواله المقترنة بأفعاله.
لم يواجه أي بطريرك في تاريخ الكنيسة السريانية الارثوذكسية التحديات والمصاعب التي واجهها القديس الجليل مار ملاطيوس , فبالإضافة إلى وضع الانشقاق الداخلي المعقد لكنيسته آنذاك ووجوده في المنفى, فقد تخلى عنه حتى الأصدقاء من الكنائس الرسولية الأخرى في روما والإسكندرية, بل ساهموا في زيادة مشاكله وتحميله أعباءً أخرى وذلك بمعارضتهم له دائماً وخلق المتاعب له وعدم الاستجابة بالدخول معه في الشركة الكنسية, ولكن وبالرغم من كل هذه الأعباء, وكما استطاع موسى تحرير شعبه من العبودية, هكذا استطاع مار ملاطيوس العظيم بقداسته وحكمته وعلمه أن يقود رعيته وسط هذه العواصف القوية من المشاكل والانقسامات الشديدة إلى الاستقرار وبجمع شمل المؤمنين تحت سقف الكنيسة الأم ليكون بحق وجدارة ((موسى أنطاكية)) .

نفيهُ الأول:

لما خابت آمال الآريوسيين في ملاطيوس الأسقف عمدوا إلى قسطنديوس، مطالبين بعزله وأبعاده فكان لهم ذلك. وجرى نفيه إلى أرمينية. لم يطُل الزمن حتى أخذت رياح التغيير تنفخ. في 3 تشرين الثاني سنة361 مات قسطنديوس الملك. وحلَّ محلّه يوليانوس الجاحد الذي اهتمّ بضرب الكنيسة واستعادة الوثنية. وتحقيقاً لرغبته سمح بعودة جميع الأساقفة المنفيّين إلى كراسيهم مبقياً على الآريوسيّين. كان يأمل في تأجيج الصراعات داخل الكنيسة بالأكثر لإيهانها.

نفيه الثاني:

حكم والنس إمبراطوراً على الشرق ما بين (364- 378م) وكان يدين بالآريوسية كما زوجته التي كان لها الفضل الكبير في محاربة زوجها للأرثوذكسية. هذا ما سمح للآريوسية بالعودة من جديد إلى الواجهة. فبوشر بإخراج الأساقفة الأرثوذكسيين من كراسيهم. ملاطيوس كان في عداد هؤلاء. حيث أوصى أفظويوس الأنطاكي الآريوسي بإبعاده فتمَّ لهُ ذلك خلال العام 365م وانتُزِعَت الكنائس من المؤمنين المسَّمين عليه. لكن يبدو أن ملاطيوس تمكن من العودة إلى كرسيه سنة 367م مستفيداً من انشغال والنس بحربه ضد القوط ومحاولة انقلاب بروكوبيوس عليه. لكن والنس ما لبث أن تخلّص من أعدائه فجرى إبعاد ملاطيوس من جديد سنة 371م، وقد بقي مبعَداً في أرمينية إلى ما بعد وفاة والنس في 9 أب 378م.

العودة من المنفى:

عاد ملاطيوس إلى كرسيه مظفراً في أواخر العام 378م. فعلى أثر تولي غراتيانوس الحكم تمَّ استدعاء المبعَدين من منافيهم. بعد قليل من ذلك أوفد الإمبراطور أحد جنرالاته شابور، لتسليم الفريق الأرثوذكسي ما سبق واغتصبه الأفرقاء الآريوسين من كنائس. سلمَّ شابور ملاطيوس مجمل الكنائس المُستردَّة. ولمَّا توفي القديس باسيليوس الكبير في أول كانون الثاني 379م أضحى ملاطيوس وريث قيادة كنيسة المشرق ورمز الكنيسة الصامدة وأب الآباء.

ملاطيوس رئيساً للمجمع المسكوني الثاني:

في خريف 379م دعا ملاطيوس إلى مجمع أنطاكي ضمَّ مئة وخمسين من الأساقفة. همُّهم كان لملمة الكنيسة وتأكيد الإيمان القويم، والامتداد صوب روما وسواها من مراكز الثقل تثبيتاً لوحدة الكنيسة، وإزالة اللغط السابق حصوله خلال مرحلة الهيمنة الآريوسية. هكذا صار هذا المجمع الذي دعا إليه ملاطيوس تمهيداً للمجمع المسكوني الثاني الذي دعا إليه ثيودوسيوس الملك المعيَّن إمبراطوراً للشرق بدءاً من السنة 379م وامتداداً إلى السنة 395م. فانعقد المجمع المسكوني الثاني في ربيع العام 381م. وكان ملاطيوس الأب والشيخ الأبرز. وكان المجمع برئاسته.

وفاتُهُ:

ما إن تقدم المجمع المقدَّس في أبحاثه قليلاً حتى مرض ملاطيوس ومات. كان ذلك حوالي منتصف شهر أيار من ذلك العام 381م، فبكاه آباء المجمع. حضر الإمبراطور مراسم الدفن ورثاه عدد من الآباء البارزين بينهم القديس غريغوريوس النيصصي والقديس امفيلوخيوس الأيقوني. ثمَّ جرى بعد ذلك نقله إلى أنطاكية.

سوزومينوس المؤرخ ذكر أنَّه: "في ذلك الوقت نُقِل جثمان ملاطيوس إلى أنطاكية ودُفِن بجوار ضريح الشهيد بابيلا. ويُقال أيضاً أنه بموجب أمر ملكي وجب تزيح الجثمان في الجادات الرئيسية داخل الأسوار في كل المدن التي مرَّ بها بالصلوات والتراتيل إلى أن وصل إلى أنطاكية".

بعض من رفاته اليوم موجود في كنيسة القيامة في القدس، وبعضها في المعهد اللاهوتي في خالكي، اسطنبول.

وتذكاره في الكنيسة السريانية الارثوذكسية والكنائس السريانية الملكية (الأرثوذكس والكاثوليك) والسريان الموارنة والكنيسة القبطية والبيزنطية والكنيسة اللاتينية في 12 شباط من كل سنة , كما جاء ذكره في العديد من السنكسارات لهذه الكنائس.
نفعنا الرب الإله بصلواته وجعلها سوراً لنا.


------------------
لمن يرغب بقراءة سيرته كاملة من هذا الرابط : القديس مار ملاطيوس السرياني العظيم / تأليف المهندس موفق نيسكو
https://drive.google.com/file/d/1B6s8rG ... hloC/view
ليس لديك الصلاحية لمشاهدة المرفقات
صورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”سير ومعجزات القديسين“