القديسة تيودورة الملكة المؤمنة 548 +

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
أبو يونان
إدارة الموقع
إدارة الموقع
مشاركات: 935
اشترك في: الجمعة إبريل 16, 2010 11:01 pm
مكان: فيينا - النمسا
اتصال:

القديسة تيودورة الملكة المؤمنة 548 +

مشاركة بواسطة أبو يونان »

القديسة تيودورة الملكة المؤمنة 548 +
الملكة تيودورا.jpg
تيودورة قصة البطولة والجهاد والتضحية والإيمان
ولدت تيودورة في مدينة منبج الواقعة بين حلب والرها في مطلع القرن السادس ووالدها قس سرياني أرثوذكسي ولا نعرف شيئاً هاماً عن طفولتها ودراستها إلا أننا متأكدون أنها نالت ثقافة واسعة ظهرت آثارها في حياتها العملية .
أما زواجها من القيصر يوسطنيان (جستنيان - Justinian) فقد حدثنا المؤرخون السريان بوضوح وصراحة قالوا :
مرَّ يوسطنيان بمنبج وهو في طريقه الى محاربة الفرس فبهره جمال تيودورة وفضائلها وذكائها فقرر الزواج منها , فطلب يدها من والدها بذاته وتم هذا الظزاج الملكي فعقد لتيودورة التاج وأصبحت قيصرة لبيزنطية الى جانب زوجها القيصر يوسطنيان , فانتعشت بها قلوب السريان الأرثوذكسيين وذلك سنة 527 م .
أطرى عليها الكثير من المؤرخين واعتبروها بمصاف عظام رجال التاريخ انها كانت شخصية فائقة الحكمة , ولدت لكي تلمع في جميع مجالات الحياة .
وكانت تيودورة الى جانب ذلك راسخة بإيمانها لم تتزعزع وان تعاليم أبيها القسيس أثرت فيها تأثيراً عميقاً وجعلها مثلاً أعلى للمجاهدين في هذا الميدان.
لم يكن قلب تيودورة الكبير يستمد قوته وشجاعته إلا من التقوى والتدين العظيميين اللذين سكناه منذ صباها , وكان شعارها الأسمى قول رسول الأمم : (إن كان الله معنا فمن علينا).
أما جهادها في سبيل الكنيسة السريانية الارثوذكسية فيمكن تلخيصه في ثلاث نقاط هامة :
1- عطفها على رجال الكنيسة :
كافة القياصرة الذين جلسوا على عرش الإمبراطورية كان في قلبهم احقاد وضغائن ضد الكنيسة السريانية الارثوذكسية لحين اعتلى يوسطنيان وتيودورة وكانت فاتحة أمل للمؤمنين , وحاول يوسطنيان ان يعقد الصلح بين الكنيسة السريانية المُضطَهدَة والكنيسة البيزنطية المُضطَهِدة إلا أنه لم يوفق لتمسك البيزنطيين بغرورهم وظلالهم , وبقت السجون والمعتقلات مليئة بالرؤساء والكهنة وغيرهم , نظرت تيودورة الى كل ذلك نظرة ألم واشفاق ولم تستطع تحريك ساكن بشأنهم مع كل ما نالته من الصلاحيات الملكية الواسعة حفظاً لموقف زوجها الذي اتهموه البيزنطيون بالتحيز, لذلك راحت تبذل كل ما في وسعها للتخفيف عنهم في سجونهم , وهذا كل ما استطاعت عمله.
يقول مار يوحنا الأفسسي المؤرخ الثقة وهو معاصر وشاهد عيان لهذه الحوادث الدامية : كانت القيصرة تيودورة قد جمعت في بلاطها الملكي المسمى (هرموزدا) جمهوراً عظيماً من الاحبار والرهبان يقدر عددهم بخمسمائة شخص من سريان ويونان وكانت تتعهدهم بالعطف والرعاية وتتبرك منهم , وذكر بعض المؤرخين السريان نها كانت تغسل أقدام الشيوخ منهم بيديها , الامر الذي يبرهن ان تيودورة المؤمنة كانت تحوز قلباً يفيض بالعطف والمحبة برجال الكنيسة ولا سيما المُضطَهَدين منهم .
2- همتها في رسامة مار يعقوب البرادعي وتيودور اسقف بصرى :
لما علمت تيودورة ان جميع المحاولات التي قام بها يوسطنيان لاطلاق المسجونين من أحبار الكنيسة السريانية ورعاتها باءت بالفشل والكنيسة بحاجة الى رعاة , قررت ان تقوم بعمل يبعد الخطر عن الكنيسة في محنتها , وقد شعر غيرها من أصحاب النفوذ مثل ملك الغساسنة الحارث بن جبلة الغساني , فقابل القيصرة واتفقا على ترقية الاب يعقوب بن القس ثيوفيل لأسقفية الرها واسيا والراهب تيودور العربي الغساني لمدينة بصرى وسائر التغالبة , وهكذا في سنة 543 أو 544 رسم القديس يعقوب البرادعي في كنيسة البلاط الملكي بوضع يد مار ثاودوسيوس بطريرك الإسكندرية ومار انتيموس بطريرك القسطنطينية , وهكذا تم فيه أمل القيصرة البارة التي رأت بأم عينها انتعاش الكنيسة وعودتها للحياة و وكان هذا التوفيق أعظم مكافأة لجهادها وغيرتها وأعمالها الصالحة .
3- اقناع زوجها يوسطنيان بقدسية ايمان الكنيسة :
نشأ القيصر منشأً مضاداً للكنيسة الارثوذكسية بتأثير أساتذته الأولين ووسطه الكنسي في القسطنطينية وربما كان يضمر حقداً ورثه عن أسلافه القياصرة, إلا أنه منذ تعرفه بتيودورة ورؤيته اخلاصها وتفانيها في سبيله وفي سبيل عرشه وتاجه تغيرت آراؤه تجاه هذه الكنيسة, وأصبح ينظر إليها نظرة عطف واشفاق وقد علم المظالم الوحشية التي ارتكبها أسلافه ضد رعاتها الأمناء وآبائها الابرار, الا انه لم يستطع عمل شي لاطلاقهم تجاه القوة الغاشمة التي كانت تعارض ذلك, ومع هذا لميقف مكتوف اليدين, بل عمل كل ما في وسعه وأصدر رسائله الملكية يدعو فيها الى الصلح واستتباب الامن في سائر اطراف الكنيسة وحرص على عدم إضافة أذية لرعاتها واستطاع ان يعيد المنفيين , والدليل على اقتناعه بقدسية الكنيسة تأييده عبارة (يا من صلبت لأجلنا ارحمنا) وحمله اكليروس القسطنطينية لترديد هذه العبارة في طقوسه الدينية .
وذكر بعض المؤرخين عن اعمال هذه القيصرة وبالاتفاق مع زوجها في نشر الانجيل وبناء الكنائس ولم تكتف بذلك بل توسعت اعمالها في خدمة الانجيل وانتشاره , وقد اعتنقت معظم بلاد الحبشة المسيحية بواسطتها.
ظهرت القيصرة البارة تيودورة في فترة دقيقة من تاريخ الكنيسة السريانية حيث كانت بأمس الحاجة الى لطف الله والى منقذ يشد أزرها فقامت مقام أعظم المنقذين في التاريخ بالنسبة الى امتها وكنيستها وانقذتها بإخلاصها وتقواها وشجاعتها,
وعندما أنهت جهادها ذهبت الى ربها في ريعان القوة والحياة وعم الحزن على السريان واحتفلوا بالصلوات والقداديس لراحة نفسها وادردوا اسمها في سفر الحياة بين أولياء الله الصالحين ودفنت في كنيسة فيتالي في رافينا بإيطاليا في عام 548 للميلاد.
تعيد لها كنيستنا السريانية الارثوذكسية في 30 تموز من كل عام يصادف تذكارها
وليكن ذكرها مؤبداً وبركة صلواتها تكون مع الجميع.
وتهنئة قلبية لكل من تحمل اسم هذه القديسة البارة وكل عام وأنتن بالف خير.
-------------------------
المصدر: تيودورة قصة البطولة والجهاد والتضحية والإيمان - بقلم مار غريغوريوس بولس بهنام مطران بغداد والبصرة 1968 +
ليس لديك الصلاحية لمشاهدة المرفقات
صورة
صورة
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 48828
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

Re: القديسة تيودورة الملكة المؤمنة 548 +

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »

لتكن صلواتها سوراً لنا جميعاً
احون وعيدو بريخو
:tawdee:
:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
صورة العضو الرمزية
سعاد نيسان
مشرف
مشرف
مشاركات: 15443
اشترك في: الأربعاء أكتوبر 27, 2010 5:08 pm

Re: القديسة تيودورة الملكة المؤمنة 548 +

مشاركة بواسطة سعاد نيسان »

امين
صلاتها معنا
أقتن الذهب بمقدار أما العلم فاكتسبه بلا حد لأن الذهب يكثر الآفات أما العلم فيورث الراحة و النعيم .
أضف رد جديد

العودة إلى ”سير ومعجزات القديسين“