الملفــان شابو باهـــي

أضف رد جديد
tyodora
عضو
عضو
مشاركات: 325
اشترك في: السبت مايو 15, 2010 6:19 am
مكان: القامشلي

الملفــان شابو باهـــي

مشاركة بواسطة tyodora »

الملفــان شابو باهـــي
الملفونو شابو باهي من مواليد عام 1927 من عائلة قد تصلح نموذجاً لدراسة واقع شعبنا في بدايات القرن الماضي بمعظم ما تعرض له من ويلات ومآسٍ وبكل محاولاته في البقاء والتجدد والانبعاث. وفي منطقة الجزيرة السورية حيث نزحوا وفي مدارس الطائفة السريانية حيث كانت إرهاصات الفكر القومي والنهضة القومية قد بدأت تفعل فعلها في النفوس.. درس ونشأ ليصبح معلماً فيها بعدئذٍ وهو في العشرين من عمره.

وكانت بدايات عمله المؤسساتي في المشاركة عام 1955 بتأسيس لجنة محبة الكنيسة واللغة: سيعةا درحمة عدةا ولشنا مع مجموعة من الشباب الغيورين حيث بدأت تأخذ أعمالها الاجتماعية والخيرية والثقافية طابعاً قومياً ملحوظاً ولا سيما في مجال تدعيم دراسة اللغة السريانية وتقديم الدعم المادي والمعنوي للكاتبين بها. ولم يقتصر نشاطه على هذه اللجنة فحسب وإنما كان نائباً لمسؤول نادي الرافدين لفترة طويلة.

ومع انتقاله إلى حلب عام 1958 استمر اهتمامه بالعمل مع مؤسسات الكنيسة، فقد كان عضواً في المجلس الملي، وكذلك عضواً مؤسساً وإدارياً في نادي الشهباء الرياضي والذي كان قد أصبح شعاره قومياً (الثور المجنح) كما كان عضواً في جمعية الرحمة الخيرية وفي لجنة التعليم الديني عام 1968. حيث كان مسؤولاً عن دورات تعليم اللغة السريانية والفولكلور. وقد أثمر عمله فيها بإنشاء كورال مار أفرام وتأسيس فرقة شاميرام الموسيقية. بالإضافة إلى توحيد التقاويم الكنسية وإضافة بعض الرموز القومية إليها.. وفي دمشق أعاد إحياء وتنشيط جمعية الشبان السريانية. حيث أقامت العديد من النشاطات الثقافية والفولكلورية القومية.

وبعد سفره إلى السويد عام 1987 كان من المشاركين في تأسيس كنيسة مار يعقوب النصيبيني. كما أسس مع بعض الشبان ما سماه بنادي الإعلام الآشوري الذي لم يكتب له الاستمرار طويلاً. كما ساهم بشكل أو بآخر في تعزيز التوسع في نشر التراث والفلكلور القومي هناك.
أما ما تميز به الملفونو شابو باهي فقد كان توجهه لكتابة الشعر الغنائي باللغة السريانية المحكية. ولا يخفي على أحد دور الشعر والأغنية في حياة أي شعب ولا سيما شعبنا الذي ابتعد وتغرّب لفترة طويلة جداً عن التعبير الموسيقي والغنائي خارج حدود الصلوات والترانيم الدينية. كذلك كانت الحاجة ماسة لأن يتمكن الفن الشعري والغنائي من وجدان هذا الشعب وأحاسيسه واختلاجاته في الفرح والحزن والحب، وفي التعبير عن آلامه وأحلامه وطموحاته في تخليد عاداته وتقاليده وفي تسليط الضوء على بعض سلوكياته وعاداته الخاطئة. والأهم من هذا وذاك هو في الارتقاء بذوق الإنسان والسمو بأحاسيسه عبر الكلمة الصادقة والموسيقى المنبعثة من شخصيته وثقافته الأصيلة.

وقد كان الملفونو باهي من السباقين الأوائل بالاهتمام بهذا المضمار. حيث بدأ بتأليف الأغاني السريانية باللهجة المحكية عام 1962 وقد سجل باكورة أعماله والتي كانت من تلحينه على مسجلة منزلية عام 1968 وكانت أغنية (او لحدو) والتي جددت لاحقاً باسم (أو برصومو) والتي جاءت في صيغة حوارية بين شاب وفتاة، عبّر كلاهما من خلالها عن أحاسيسه تجاه الآخر بأسلوب سهل وكلمات بسيطة من واقع ومفردات حياة شعبنا وشجونه الاجتماعية والتي كانت محكومة بذهنية قد تحرّم البوح والغزل أو حتى الرقص والغناء. وقد تلاها مجموعة من الأغاني منها ما سجل على اسطوانات وأهمها أغاني (حمى وهايي، ككوو دصفرا حبيبتو، دقلي أو نوقوشو، شلومي شلومي على الشفيري) وجميعها من ألحان الفنان نوري اسكندر وقد غناها كل من موسى فستقجي وحبيب موسى. وقد شكلت هذه المجموعة من الأغاني رافداً قوياً وأساسياً رفد الأغنية السريانية التي بدأت تأخذ في الانتشار أكثر فأكثر ولا سيما بعد ظهور الكاسيت الحديث حينها. كما كان لها دور هام في بلورة صيغة معاصرة وصادقة للأغنية السريانية من خلال ما قدمته من تسجيلٍ تاريخي أمين لتراث هذا الشعب المادي والروحي بمفرداتها وبيئتها وشخصياتها ولحنها الأصيل، كما شكلت دافعاً لدى الكثيرين للاهتمام بالأغنية السريانية شعراً ولحناً وغناءً. والجدير بالذكر أن للملفونو باهي عدد كبير من القصائد الغنائية تم تجميع معظم ما لحن منها حديثاً في أقراص حديثة.

كذلك ويمكن أن نشير إلى العديد من القصائد الشعرية غير المغناة التي ألقاها الملفونو باهي في عدة مناسبات منها ما هو عاطفي ومنها ما هو قومي خاص ببعض المناسبات القومية كعيد الشهيد الآشوري وذكرى الملفان نعوم فائق وغيرها..
ولم يقتصر الاهتمام لديه في المجال الفني بالبقاء في دائرة القصيدة والأغنية، وإنما كانت لديه اليد الطولى في إدخال فن الإسكتش الغنائي التمثيلي إلى حيز اللغة السريانية. حيث ألف أول اسكتش بعنوان (عليموثو وزبنو) (الشبيبة والزمن) والذي عرض في حلب عام 1975 والمؤلف من خمسة عشر مقطوعة شعرية إفرادية وحوارية أداها أكثر من خمسة عشر شاب وفتاة في عدة لوحات تمثيلية غنائية عالجت صراع الأفكار بين جيلي الشباب والشيوخ مستحضرةً بيئة القرية الآشورية بكل رموزها والخروج بمقولة تفيد بأن لتغير الزمن معطيات قادرة على إحداث تغييرات على معظم البنى والمفاهيم وأن الصراع بين الأجيال هو أحد حتميات تغير الزمن.. وقد وضع معظم ألحان هذا الاسكتش الفنان نوري اسكندر والفنان نديم أطمجة، وكان للملفونو باهي مساهمة أيضاً في وضع بعض تلك الألحان.

كما ألّف الملفونو باهي اسكتش غنائي آخر خاص بالأطفال بعنوان (قشتو وتعلو) جسّد من خلاله القصة التراثية المتوارثة مع الأجيال بأسلوب فني جميل وبسيط ومُسلطاً الضوء على بعض القيم الأخلاقية والتربوية كالصدق والأمانة والتعاون. وقد عرضت أوائل الثمانينات.

كذلك ألّف في السويد عام 1994 مسرحية غنائية بعنوان (حانونو) ذلك المدرس الذي انطلق بين أبناء شعبنا في قراه ومدنه معلماً مبشراً بالفكر وبالنهضة القومية مع مجموعة من رفاقه والذين بادروا بعدما تعرضوا للمضايقات والتقييد إلى ترك الوطن والهجرة حيث اختلف كل شيء هناك، وباتوا منغمسين في تفاصيل حياة استهلاكية لا يربطهم أي رابط مبتعدين كل البعد في سلوكهم عن الشخصية القومية والهم القومي، وقد أرّخ بذلك لمرحلة هامة من مسيرة حياة شعبنا.
وهناك مسرحية أخرى بعنوان (الآشوريون والزمن) تعرض على مدى أكثر من ثلاث ساعات أهم المراحل التي مرّ بها شعبنا في مسيرته التاريخية. ابتداءً بمرحلة تكوين الإمبراطوريات العظمى وصولاً إلى يومنا هذا مشيراً إلى أهم الظروف التي رافقت الانتقال من مرحلة لأخرى، والنتائج التي كانت تفرزها على مختلف البنى الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية الخاصة بهذا الشعب. ولم تعرض هذه المسرحية رسمياً لحد الآن.

هذه السطور كانت أهم ما استطعنا أن نوجزه من الحديث المشوق الذي أجريناه مع الملفونو شابو باهي. والذي حاولنا من خلاله إبراز ما قدمه وما يزال يقدمه من أعمال حتى يومنا هذا. أما ما لم يرد في الحوار والذي قد يكون من أهم نتاجاته، فهو ذلك البيت القومي والذي كان هاجس الخدمة والعمل القومي محركه الأساسي.. ولا يـزال.
[/size][/color]
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى مشاهير السريان“