ديار بكر هي آميدا بالسريانية وجامع المدينة (اولو جامعي) أصله كنيسة سريانية
▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬
ديار بكر مدينة كبيرة واقعة على الضفة الغربية من نهر دجلة، سكانها مائة الف نسمة، وهي مركز ولاية تركية تعرف بهذا الاسم، وكانت قديماً تدعى آمد، والتراك يسمونها (قره آميد) أي (آمد السوداء) لسواد حجارتها. وفيها كثير من الكنائس والمساجد الفسيحة والحمامات والاسواق الجميلة وصناعتها متقنة رائجة. اسمها (آمد) لفظة سريانية اصلها (اميدو /آميدا) ومعناها اللاجئ الفالت المنقذ. فيها اربعة أبواب وهي: باب الروم، باب خربوت، باب الجديد، باب ماردين. وينسب اليها طائفة من علماء المسلمين منهم: ابو القاسم الحسن الامدي، وابو المكارم محمد بن حسن الامدي الشاعر البغدادي، المتوفي سنة 980 م... وجامع المدينة الكبير المعروف بـ (اولو جامعي) أصله كنيسة سريانية.
وكان للسريان فيها شأن عظيم في سائر ادوارها التاريخية وفي عهديها الوثني والمسيحي وبقيت مقراً لبطاركة السريان الانطاكيين، من سنة 1034 الى تاريخ نقل الكرسي منها، الى دير الزعفران سنة 1166 على عهد البطرير ميخائيل رابو. والتواريخ السريانية مليئة من ذكر هذه المدينة واخبارها، وقد سميت مدينة الفخر ومدينة القديسين لكثرة النساك والزهاد الذين تخرجوا من ديورتها العامرة في سالف الزمان، ونخص بالذكر منهم القديس متى الناسك المعروف بالشيخ ومؤسس الدير المعروف باسمه في جبل الفاف بالقرب من الموصل. وفضلا عن هذا يرقد فيها طبقة من مشاهير الاحبار، كمار يعقوب السروجي 522 م ومار بار صليبي مطرانها الهمام 1171 م واليها تنتمي فئة من الاسر السريانية العريقة. ونبغ فيها يعقوب القطربلي الامدي صاحب كتاب (زهرة المعارف) في اصول اللغة السريانية المتوفي سنة 1781.
وكانت هذه المدينة قديماً سريانية بلغتها وعاداتها وسكانها... روى أحد المؤرخين ان قباذ ملك الفرس حارب مدينة آمد وتغلب عليها في سنة 502 م وقتل من سكانها الذين يرجح انهم كانوا الى ذلك العهد سرياناً أكثر من ثمانين الف نسمة... فكانت هذه النكبة من اشد النكبات التي حلت بالامة السريانية في ديار بكر، مع هذا بقيت كبيرة العدد فكان لكنيستها في سنة 1746 عشرون كاهناً فتأمل. وفي خلال الحرب الكبرى وعلى عهد السفاح الطاغية رشيد بك الشركسي اصبحت مسرحاً لافظع ما رواه التاريخ من الاهوال والمصايب فقد ذبح فيها المسيحيون ذبح الاغنام بقساوة بربرية وصارت مدفناً لجميع المسيحيين اللذين سيقوا اليها من جهات مختلفة.
-----------------------------
(المصدر: كتاب نعوم فائق،تأليف مراد فؤاد جقي 1936)
▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬
ديار بكر مدينة كبيرة واقعة على الضفة الغربية من نهر دجلة، سكانها مائة الف نسمة، وهي مركز ولاية تركية تعرف بهذا الاسم، وكانت قديماً تدعى آمد، والتراك يسمونها (قره آميد) أي (آمد السوداء) لسواد حجارتها. وفيها كثير من الكنائس والمساجد الفسيحة والحمامات والاسواق الجميلة وصناعتها متقنة رائجة. اسمها (آمد) لفظة سريانية اصلها (اميدو /آميدا) ومعناها اللاجئ الفالت المنقذ. فيها اربعة أبواب وهي: باب الروم، باب خربوت، باب الجديد، باب ماردين. وينسب اليها طائفة من علماء المسلمين منهم: ابو القاسم الحسن الامدي، وابو المكارم محمد بن حسن الامدي الشاعر البغدادي، المتوفي سنة 980 م... وجامع المدينة الكبير المعروف بـ (اولو جامعي) أصله كنيسة سريانية.
وكان للسريان فيها شأن عظيم في سائر ادوارها التاريخية وفي عهديها الوثني والمسيحي وبقيت مقراً لبطاركة السريان الانطاكيين، من سنة 1034 الى تاريخ نقل الكرسي منها، الى دير الزعفران سنة 1166 على عهد البطرير ميخائيل رابو. والتواريخ السريانية مليئة من ذكر هذه المدينة واخبارها، وقد سميت مدينة الفخر ومدينة القديسين لكثرة النساك والزهاد الذين تخرجوا من ديورتها العامرة في سالف الزمان، ونخص بالذكر منهم القديس متى الناسك المعروف بالشيخ ومؤسس الدير المعروف باسمه في جبل الفاف بالقرب من الموصل. وفضلا عن هذا يرقد فيها طبقة من مشاهير الاحبار، كمار يعقوب السروجي 522 م ومار بار صليبي مطرانها الهمام 1171 م واليها تنتمي فئة من الاسر السريانية العريقة. ونبغ فيها يعقوب القطربلي الامدي صاحب كتاب (زهرة المعارف) في اصول اللغة السريانية المتوفي سنة 1781.
وكانت هذه المدينة قديماً سريانية بلغتها وعاداتها وسكانها... روى أحد المؤرخين ان قباذ ملك الفرس حارب مدينة آمد وتغلب عليها في سنة 502 م وقتل من سكانها الذين يرجح انهم كانوا الى ذلك العهد سرياناً أكثر من ثمانين الف نسمة... فكانت هذه النكبة من اشد النكبات التي حلت بالامة السريانية في ديار بكر، مع هذا بقيت كبيرة العدد فكان لكنيستها في سنة 1746 عشرون كاهناً فتأمل. وفي خلال الحرب الكبرى وعلى عهد السفاح الطاغية رشيد بك الشركسي اصبحت مسرحاً لافظع ما رواه التاريخ من الاهوال والمصايب فقد ذبح فيها المسيحيون ذبح الاغنام بقساوة بربرية وصارت مدفناً لجميع المسيحيين اللذين سيقوا اليها من جهات مختلفة.
-----------------------------
(المصدر: كتاب نعوم فائق،تأليف مراد فؤاد جقي 1936)