هذا الشِبلْ منْ ذاكَ الأسدْ.بقلم :فريد توما مراد

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
فريد توما مراد
عضو
عضو
مشاركات: 764
اشترك في: الجمعة أغسطس 31, 2012 9:00 am

هذا الشِبلْ منْ ذاكَ الأسدْ.بقلم :فريد توما مراد

مشاركة بواسطة فريد توما مراد »

هذا الِشبلْ من ذاكَ الأسدْ.
يقولون الليْ خلّفْ ماماتْ ، وَفرخْ البط عوَّام ، وهذا الِشبلْ من ذاكَ الأسدْ ........... ونِعمَ القولْ !.
من هوَ ذاكَ الذي أنجب جبرائيل شيعا ورحلْ ؟
وهل إستطاع جبرائيل أن يُكمل مسيرة والدهُ حنا شيعا ؟ .
في الستينات من القرن الماضي ، كانَ الطفل منّا إنْ لمْ يكنْ يسمع كلام
أمّه ،كانت تقول لهُ : سوفَ أخبرْ أستاذ حنا بأنكَ لم تسمع كلامي !.
كانَ أستاذ حنا شيعا (رَحِمهُ اللهْ ) مُعلمنا في مدرسة السريان الخاصة
ذو شخصيّة قويّة جسورة ، محبّاً ومحبوباً من قبل الجميع ، الكل يكنَّ
له الأحترام والتقدير ، كانَ يملكْ قدرة عجيبة تجعلنا نلتفْ حوله في
تلكَ الباحة كما تلتفْ الفراشات حولَ مِصباح النور، فكيفَ كانت الأم
تهددْ طفلها به إذا لم يسمع كلامها ؟ وكيف كان ذاكَ الطفل يُحّبهُ
ويَهابهُ ؟ والجواب يكمن في تلكَ الشخصيّة الفذة التي أستطاعت أن
تحمل بين جوانحها في آن واحد ، الجدْ والمزحْ و الصرامة والليونة
كان يعرف جيداً أسلوب التعامل مع الطفل ، كان طفلاً مثلنا أوقات اللعب والمرح
لكنهُ كان يعرف أيضاً كيف يوقفنا عند حدّنا إذا
تطلبَ الأمر إلى ذلكْ ، كنّا نفهمهُ من خلال الإشارة ، أو حركة
العينْ أوالرأس، نعمْ كنّا نُحبه ونََََهابهُ ونحترمهُ ونقدّرهُ ، والدليل على ذلك إذا سألتَ اليوم
أيُ أحّدٍ ينتمي إلى ذاكَ الجيلْ ( جيل الستينات ) عن أستاذ حنا شيعا سوف يطلق حسرةً عميقة ويقولْ :
كان رحمه الله رمزاً من رموز ديريكْ ، كانَ شهماً ومِقداماً ومضحيّاً من أجل رسالته
ورسالته كانت إرادة خَلقَ جيلاً إنضباطيٍاً مطيعاً و منظَّماً ، لهذا كنتَ
تراهُ دوماً حتى خارج دوام المدرسة يسير بتلك الخطوات الخفيفة
متنقلاً هنا وهناك ، بين تلكَ الأزقة والشوارع والحارات ، حتى في
البيوت ( يدق الباب ويدخل) ليتفقد الأولاد ماذا يفعلون ! وهل هم عاقلين ومؤدَّبين !
كل هذا حِرصاً وغيرةً عليهم وعلى مستقبلهم .
ولكن للأسف رحل ذاكَ المعلم والمرشد العظيم قبل أن ُينهي رسالته .
أجل رحلَ قبل أن يُنهيها ، إنما رسالته لم تنتهي أبداً ، !
فها هي نراها مستمرةً وباقيةً في شخص نجله العزيز الأخ والصديق
الدكتور المهندس جبرائيل شيعا ، نعم قد تختلف نوعاً ما رسالة الأمس
عن رسالة اليوم ، إنما الهدف واحد ، ألا وهوالتفاني والتضحية في
سبيل خدمة هذه الأمّة العريقة .
واليوم نراه يسعى بكل نشاط وجهد وقوة لإكمال الرسالة التي إستلمها
وقطع عهداً أن يستمر بها مهما كلّفه ذلك من غالٍ ونفيسْ .
فحقَّّ عليه المثل القائل : هذا الِشبلْ منْ ذاكَ الأسد .

فريد توما مراد
ستوكهولم - السويد
9- 9 -2012م
أضف رد جديد

العودة إلى ”رجال ونساء من شعبنا“