السرياني الذي انتظر امه سبعين سنة

يعنى بالأدب ـ الشعر ـ الخواطر ـ القصة ..الخ
أضف رد جديد
بنت السريان
أديبة وشاعرة
أديبة وشاعرة
مشاركات: 16187
اشترك في: السبت يونيو 05, 2010 11:51 am

السرياني الذي انتظر امه سبعين سنة

مشاركة بواسطة بنت السريان »

ابن السريان كتب: الجمعة يونيو 09, 2017 11:53 am السرياني الذي انتظر أمه 70 عاماً
(( القصة منقولة عن موقع ، الرابط في التعليقات ))
صورة

هو جرجس قبلان، مواليد 1928، ابن العتال حنا، من قرية بينابيل السريانية، على بعد 14 كيلومتراً من ماردين، والدته فادية.
أطلقت عليه والدته لقب "باهي"، فيما أطلق عليه الماردينيون لقب "بينابيل"، الذي هو اسم قريته مسقط رأسه، والذي يعني بالسريانية البلبل. بذلك نسي الجميع اسمه الأصلي، وبات الكل يعرفونه باسم باهي بينابيل.
في أشهره الأولى كان وضع باهي جيداً، إذ اعتنت به أخواته عناية جيدة. ولكن عندما كان في عمر العام والنصف أرقدته أمه إلى جانب بئر الماء، وذهبت تقضي بعض الحوائج، ثم أتت مذعورة على صوت صراخ الصبي، الذي تبين أن ديكاً هاجمه، وفقأ إحدى عينيه. كما حمل أثر الجراح على وجهه دوماً. وفي سن الرابعة تبين أن هناك جراحاً أخرى حملها منذ تلك الليلة، وهي جراح نفسية، فقد أظهر تأخراً عقلياً ما، وبقي يعيش في طفولته مهما امتدت به السنون، إضافة إلى صعوبات في إدراك الحديث والفهم.
في سن السادسة من عمره مات والده، وعاشت والدته فادية في وضع عصيب؛ فهي من جهة تريد العودة إلى منزل والديها، ومن جهة أخرى تدرك أن هذا مستحيل بوجود باهي. فأودعته في الدير. وضمته ضمة الوداع، قائلة له "نحن سنعود يا باهي". تقول شقيقته إن الدير أصبح والد ووالدة باهي البسيط الذي يحيى في طفولته. وأخذ يعمل في وظائف بسيطة فيه مثل الزراعة والرعي وغيرها. وكان كلما فُتح باب الدير يركض إليه. عاش أعواماً في هذه الحال، واعتاد عليه الجميع، حتى قالوا عنه: "العم باهي هو إحدى حجارة هذا الدير، فإن توفي ستنقص حجارة الدير حجرة"
طيلة هذه الفترة بقي باهي ينتظر والدته فادية، وتكلم اللغة العربية التي علمته إياها، ولم يستخدم السريانية التي يتكملها الجميع في الدير. بقي ينتظرها مؤمناً إيماناً يقينياً بأنها قادمة لا محالة.
يقول كاهن كنيسة "قرقلار" في ماردين إن "باهي دخل الدير عندما كان عمره ست سنوات، وهو الآن بلغ السادسة والسبعين، ولا زال ينتظرها" وفي عام 2014 فقد قلبه القدرة على الانتظار فتوفي، ونقصت حجارة الدير حجرة.

منقووووووووووولة عن نسور السريان
من كتاب: السريان في الأناضول
الله محبة صورة
بنت السريان
سعاد اسطيفان
أضف رد جديد

العودة إلى ”المنتدى الأدبي“