المرأة.....و التعاليم الخاطئة بقلم المحامي نوري إيشوع

يهتم بقضايا المرأة والموظة والأناقة

المشرف: سعاد نيسان

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
أبو يونان
إدارة الموقع
إدارة الموقع
مشاركات: 935
اشترك في: الجمعة إبريل 16, 2010 11:01 pm
مكان: فيينا - النمسا
اتصال:

المرأة.....و التعاليم الخاطئة بقلم المحامي نوري إيشوع

مشاركة بواسطة أبو يونان »

المرأة.....و التعاليم الخاطئة
بقلم المحامي نوري إيشوع


المرأة هذا الكائن الجميل, الرائع, هذه الأنسانة التي تعتبر بحق كتلة حية من المشاعر النبيلة, هذا الحضن المبارك. المرأة هذه الدنيا المنيرة و الواحة الخضراء. المرأة هذا المخلوق البديع الذي يحمل في أحشائه بذور الحياة, و يتحمل آلام الولادة, يقهر و يصارع الليالي بسهره على وليده. المرأة هذه الخلية القوية رغم شفافيتها و التي تعمل جنباً الى جنب مع الرجل و تشاركه متاعب الحياة. المرأة العاملة, المعلمة, الطبيبة, الوزيرة, رائدة الفضاء و حتى الرئيس, تُعامل في أكثر الدول العربية و الأسلامية معاملة قاسية من قبل المجتمع على أختلاف الدين و اللون, معاملة عدم مساواة, يُنظر اليها نظرة دونية, و ُتعتبر وعاء لحضن الأجنة, و خادمة للعمل في البيت و تربية الأطفال.
لقد تأثرنا ببيئة و معتقدات شرقية مريضة, ورثناها عن أبائنا و أجدادنا الذين ورثوها بدورهم و تأثروا بهذه العادات الغريبة و الشاذة الدخيلة عليهم والتي فُرضت علينا بالوراثة و أصبحت شرائع و قوانين تحكمنا و تتحكم في مصائرنا و في طريقة تعاملنا رغم عيوبها و نواقصها و بُعدها عن طرق و تعاليم الرب الإله, تعاليم بعيدة كل البعد عن أبسط القوانين الأنسانية, تعاليم مشوهه ينظر من خلالها الى المرأة كمخلوق ناقص, و ناقص عقل و دين, مخلوقة تُبطل الصلاة, انسانة عليها الطاعة و الخضوع للسيد الزوج, الأب أو الأخ, أو.... و حتى الأبن, بها أقترن الشرف و هي التي تشوه سمعة العائلة عندما تخطئ, هي التي تستحق القتل و الرجم حتى الموت بدافع الشرف, اذا أعتبروها زانية أو خائنة, محرومة من حقوقها مقارنة مع الرجل. أمرأة شرقية , شهادتها ناقصة و غير كاملة, حقها في الأرث غير عادل, للذكر مثل حظ الأنثيين أي لها نصف الحصة مقابل حصة الذكر الكاملة, و للزوجة الربع, حتى انها تحرم من حقها في التعليم. حريتها مقيدة و مشروطة و محجورٌ عليها بطريقة أو بأخرى.
بيئة و معتقدات بالية, شرعت و بغطاء قانوني كل أعمال الرجل, يسهر, يسافر, يغضب و يسخط, يأمر, و قد يضرب. رجل سيد أُعطي له حق الجمع بين أكثر من أمرأة, ناهيكم عن ملكات اليمين, رجل يخطئ و يزني و يبني علاقات غير مشروعة دون محاسبة تُذكر لا بل كل أعماله الرجولية تحميها القوانين و العادات و الأعراف و حتى المجتمع يبرر له أعماله تلك. و هنا و في هذه العجالة, أستوقفتني مواقف و مشاهد, مضحكة و محزنة لا بل مواقف تجعلنا نبكي : في القرى و منها قريتي و منذ زمن ليس ببعيد كانت المرأة تذهب للتحطب و تحمل عشرات الكيلوات من الحطب (القش) على ظهرها و هي حامل و في أشهرها الأخيرة. و كثيرات منهن و ضعن أحمالهن ( الحطب و الطفل), معاً في البراري القفار و وحدهن دون معين سوى رحمة رب العالمين!!
راعني و استوقفني مشهد رهيب و يدل على قلة أحترام للمرأة و التعامل معها (عفواً) كبهيمة أو دابة :
ففي مدينتي, و في السوق العام رأيتُ هذا المشهد بام عيني, أمرأة كانت تحمل مدفأة على ظهرها و بيدها الأخرى عدة أكياس من الخضار و الفواكه و أكياس الموؤنة و زوجها كان يمشي أمامها, يسبقها بعدة أمتار و هو حامل مسبحة في يد اليمين و سيكارته في يد الشمال و يتباهى كالطاووس.
أخوتي و أعزائي,
لنتوقف جميعاً أمام هذه العادات و المعتقدات التي أثقلنا بها كاهلنا و أصبحنا نطبقها في حياتنا اليومية بصورة عفوية و نعطيها الصفة الشرعية, و لنرميها خارجاً دون رجعة لانها تخالف تعاليم فادينا و مخلصنا.
ألم يخلق الله المرأة لآدم أنيس و معين؟ أليست هي التي سميت حواء لأنها أم لكل حي؟
و قد عبر معلمنا بولس الرسول في رسالته الى أهل أفسس الأصحاح 5 الأعداد 22-31 خير تعبير عن العلاقة المثالية الصحيحة, هذه الشراكة السامية التي يجب أن تبنى بين الرجل و المرأة حين قال :
((22 ايها النساء اخضعن لرجالكن كما للرب. 23 لان الرجل هو راس المراة كما ان المسيح ايضا راس الكنيسة.وهو مخلص الجسد. 24 ولكن كما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك النساء لرجالهن في كل شيء. 25 ايها الرجال احبوا نساءكم كما احب المسيح ايضا الكنيسة واسلم نفسه لاجلها 26 لكي يقدسها مطهرا اياها بغسل الماء بالكلمة 27 لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن او شيء من مثل ذلك بل تكون مقدسة وبلا عيب. 28 كذلك يجب على الرجال ان يحبوا نساءهم كاجسادهم.من يحب امراته يحب نفسه. 29 فانه لم يبغض احد جسده قط بل يقوته ويربيه كما الرب ايضا للكنيسة. 30 لاننا اعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه. 31 من اجل هذا يترك الرجل اباه وامه ويلتصق بامراته ويكون الاثنان جسدا واحدا.))
لنبدأ منذ اليوم بناء جسور المحبة و الأحترام و المشاركة الحقيقية بيننا و بين هذا المخلوق البديع و نعتبره شريكاً حقيقاً لنا في الحياة و لنتذكر دائماً بان المرأة, هي الأم, الأخت, الأبنة و الزوجة!!!

المحامي نوري إيشوع
كندا-مونتريال في 15 /09/ 2010

[email protected]

صورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”܀ منتدى الجمال والاناقة“