ذكراها لازالت باقية . بقلم : فريد توما مراد

صورة العضو الرمزية
فريد توما مراد
عضو
عضو
مشاركات: 764
اشترك في: الجمعة أغسطس 31, 2012 9:00 am

ذكراها لازالت باقية . بقلم : فريد توما مراد

مشاركة بواسطة فريد توما مراد »

ذكراها لازالت باقية ...!!
صورة

لم تكن ( دينا ) كباقي فتيات كوكبنا ، ولم تكن من جنسهم ..
لم تكن تعرف مثلهم أساليب الحب والعشق والغرام ..ولكنها
كانت محبوبة ، فبمجرَّد الجلوس معها خصوصاً على العشب
الأخضر ، وهي من حولك تتقافز ، وتتدلّع ، وتسرح وتمرح
تشدَّك إليها وتجعلك تتعلَّق بها وتحبَّها ...
دينا هذه كانت صغيرة جدّاً عندما أحبَّها إبننا وهو لايزال في السادسة
من عمره وأرادها ، فلبّينا له طلبه ، وأتينا بها البيت ، لتصبح
واحدة من أفراد العائلة ..
قد تتساءلون عن دينا هذه ، ومن تكون ؟ وأنا أجيبكم :
دينا كانت أرنبة صغيرة جميلة ، بيضاء اللون ، كحيلة العينين
مدوَّرة الفم ، بهيّة الطلعة ، خفيفة الظل ،أليفة المعشر
تدخل القلب مباشرة دون إذن دخول ..
في حديقة المنزل ، كان لها مسكناً خاصّاً ، هناك كانت تعيش
سعيدة مطمئنّة على حياتها ومستقبلها ، يقدَّم إليها الأكل والماء
بإنتظام ، ناهيك عن أقراص الحلوى الخاصة ، التي كانت
تستلذ بها مرّة واحدة في الأسبوع ، وكان كلَّ يوم سبت.
أجل نشأت وترعرعت دينا على الحب والدلال والعناية الفائقة .
توالت الأيام وكبرت دينا ولم تعد تلكَ المخلوقة الصغيرة التي
كانت ترتجف خوفاً عندما أتينا بها لأول مرّة إلى البيت ..
أمّا اليوم وبعد مرور حوالي السنتين ، أصبحت تعرفنا جميعاً
وعندما تناديها بإسمها ، تأتي مسرعة ، فتتقافز وتتدلَّع أمامكَ
لتزيدكَ حبّاً وولعاً بها ..
وفي إحدى أيام الصيف المشمسة ، حيثُ كانت زوجتي جالسة
في حديقة المنزل ، بيدها جريدة تتصفَّحها ، وكانَ إبني الصغير ودينا
يستمتعان بجمال الطقس ، يلعبان ويمرحان ويتراكضان ويتقافزان
على البساط الأخضر الناعم ، لايعكِّر صفو مزاجهما وبهجتهما شيء...
وفجأةً صرخت زوجتي بأعلى صوتها وهي تردد عبارات :
أكلها الكلب ...أكلها الكلب ......!!
كنتُ في داخل المنزل عندما سمعت الصراخ ..فهرعتُ
مسرعاً لأستطلع الخبر ..
(زعلتُ كثيراً لأنني تمنيتُ في تلكَ اللحظة وجود كاميرا تصِّور المشهد ).
لجيراننا السويديّين ثلاثة كلاب صيد ، بيننا وبينهم حاجز خشبي على
أرتفاع المتر تقريباً ، أحّد الكلاب الثلاثة يظهر أنه لمح دينا أو أحسَّ
بوجودها ، فقفز فوق السياج ، وراحَ يلاحقها ليصطادها ....
ياله من مشهد مُثير ومضحك ومرعب بنفس الوقت .. فعندما خرجتُ
ورأيت الكلب يلاحق دينا ، بدأتُ أنا ألآحقه وأصرخ عليه وأهدده
وأنعتهُ بكلمات بإعتقادي إنني أهينهُ بها ، فمثلاً كنتُ أقول له :
توقّف ياكلب أبن الكلب ...إذا أكلتَ دينا ستلقى جزاءُكَ منّي ..!
بهذه الكلمات كنتُ أجري خلفه وأصرخ عليه .. وزوجتي من
خلفي تجري ، وتقذف به بما أمسكت يداها ، والمضحك في الأمر
أن أغلب القذائف كانت من نصيبي وليس من نصيب الكلب ..
كان من خلفها يجري وينهج بالبكاء على حبيبته الغالية جدّاً
على قلبه ، إبننا الصغير ، حيثُ يتهددها الخطر .. ياله من مشهدٍ
كوميديٍّ درامي مضحك وحزين بآنٍ واحد ..!
لاأبالغ عندما أقول إنها المرّة الأولى التي أشهد بها مثل هذا
الموقف ، وأستطيع أن أسمّيه موقف (الصراع من أجل البقاء )
ياالله كم كانت دينا في تلك اللحظات جبّارة وذكيّة وفطِنة ..
كانت تقفز أمام الكلب قفزات سريعة جداً ، وعندما كانت تشعر
بأنها ستقع بين مخالبه لامحالة ، وهو على وشك الإمساك
بها ، لم تكن تتباطأ ، بل كانت تزيد من سرعتها ، ثمَّ تتوقف فجأة
في مكانها ..أمّا الكلب فربما لم يحسب لتلك الوقفة حساب ، فكانَ يُكمل
بأقصى سرعته ، ليصطدم بالحاجز الخشبي أو بجزع شجرة أو
بحائط المنزل الخارجي .. وهكذا .. قرابة العشرة دقائق ونحنُ على
هذا الحال ، الصراخ مستمر ، والجري على قدمٍ وساق ....
دينا تعدو ، والكلب يعدو خلفها ، وأنا أعدو خلف الكلب ، وزوجتي
تعدو خلفي ، ومن خلفها يعدو إبننا الصغير ، والمشاهد المثيرة متتالية..
أخيراً وعلى صراخنا خرج الجيران المجاورين لنا ليستدركوا الأمر
وسبحان الله ..صرخة واحدة من جارتنا صاحبة الكلب
جعلته يجلس مكانه دون حِراك ، متدلِّي اللسان ، يلهث
لهُاثاً مسموعاً ...
وبهذا أستطاعت دينا أن تنجو من براثن الكلب الخائب ، وتعود الفرحة
إلى قلوبنا جميعاً ، خصوصاً إبننا الصغير ..
بعد مرور عدة أسابيع على هذا الحدث ، صحونا في إحدى الصباحات
الصيفيّة الجميلة لنُصدمْ بغياب دينا ...كانَ الباب مفتوحاً على مصراعيه ..
ولم تكن دينا في الداخل ..
ماالذي حصل لها.....لاندري؟
أخُطفتْ ؟.. أم ُقتلتْ ؟.. أم ُشرِّدتْ؟.. أيضاً لاندري ..؟!
بكاها إبننا الصغير ... فبكينا لبكائه ..
أنتظرنا طويلاً على أمل أن تعود ... لكنها لن تعود أبداً ..
رحلت .. ولكن ذكراها لازالت باقية .

فريد توما مراد
ستوكهولم - السويد


[/size]
صورة العضو الرمزية
حنا خوري
عضو
عضو
مشاركات: 1252
اشترك في: السبت مايو 15, 2010 2:39 pm

Re: ذكراها لازالت باقية . بقلم : فريد توما مراد

مشاركة بواسطة حنا خوري »



أخي وحبيبي الغالي ابو بول

ترقرقت الدموع في عيني ... وذرفتُها وانا أتخيّل تلك الواقعة والمعركة بينكم وبين أولائك الكلاب اولاد الكلاب وو تنفّستُ الصعداء على عملية انقاذها من براثنهم الحيوانية ... وبصراحة لو اطّلعتُ على هذه الحادثة لما كنت حاليا اقتني كلبي الصغير الذي لا أستغني عنه البتّة ولا محبّته تنقص في قلبي شعرة واحدة ... فيا عزيزي

جاخ الكنّا جداد ف المانيا وجاخ الكا نري ويحد كي جر كلبو ويان سنّورتو ويان جردونو ... كا نقلب معدنا منّو وانبعّد منّو الى الرصيف اللاّخ
ويجر في منّن ينيمون مع رخّن ف النفينة ... وبلكي ستي ياكلوون معن .. كما هاك الحكّوية اللف آزخ الكاي يبصّن ف ابن روحو .. وكايقووول ببّووك بوش ومسكين الى الكليب ياكلون من صحنو .. ردّ عليه احدهم وقال
الله لا يخلّي هاك الولد التي يخلّي الكلييب تاكل من صحنو .
ويا عزيزي خوديكي قي ما حلّقت هاوارك شاني وشا اخونا ابو جورج ... على بختي كا تنجي لهاوارك وكا تنعدي ااااااالى اسّع خلف هووك الكليب ف هووك الجعدات وكا تنتوّهن فالسويد كلّتا

علّها تبقى وستبقى كما أوردها قلمكم الجميل ذكرى نقيّة وصافية ومحبوبة في تاريخ ولدكم الغالي

اشكرك على جمال السرد وووو
بركة عزرت آزخ معك
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 48828
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

Re: ذكراها لازالت باقية . بقلم : فريد توما مراد

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »

قصة جميلة جداً
وفيها درس مستفاد رائع ... لا تنسوا أن الأرنب كان يجري لأجل حياته.
من المؤسف أن يبكي أحدنا حين يفقد محفظة نقوده ولا يحرك ساكناً
واليوم ارى ان دينا قد فقدت او قد سرقت لم ادري؟! فبكاها الأمير الصغير
أسأل ربي ان يعيد دينا إلى الغالي الأمير الصغير!
مشكور أخي القدير والراوي أبو بول على القصة المحزنة قصة دينا.
سلام ونعمة ربنا تكون معك ومع العائلة الكريمة
:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
توما بيطار
عضو
عضو
مشاركات: 346
اشترك في: الاثنين سبتمبر 09, 2013 7:17 pm

Re: ذكراها لازالت باقية . بقلم : فريد توما مراد

مشاركة بواسطة توما بيطار »

عزيزي فريد :
كثيرة هي القصص التي قرأتها , ولكن قصصكَ تشدني ببساطتها , ودخولها يسهولة إلى النفس , ولكن هذه القصة والتي شدّتني من عنوانها , قيّدت أعصابي , وأثارت في ذهني التخيلات , حتى انتهيتُ من القراءة وحمدتُ الله على السلامة في أول مرّة , وأرجو الله أن يعيدها إليكم سالمة , والحكاية أن إبنتي الكبيرة اسمها {دينا} . وأقول :
متى ستعودين حبيبتنا دينا , فقد اشتاق أميرك إليك , اشتاق إليك البيت , واشتاقت إليك نفوسنا, أحببناك كفرد من البيت , وسنبقى نذكرك وننتظرك ونسأل عنك في كلّ مكان , ونتضرع إلى الله أن ترجعي سالمة إلينا , لن ننسك أرجعي نرجوك .
مع حبي الكبير : توما بيطار
صورة العضو الرمزية
فريد توما مراد
عضو
عضو
مشاركات: 764
اشترك في: الجمعة أغسطس 31, 2012 9:00 am

Re: ذكراها لازالت باقية . بقلم : فريد توما مراد

مشاركة بواسطة فريد توما مراد »

صديقي العزيز توما..
يظهر أن القلوب عند بعضها ... دينا إبنتكم الغالية ، حرسها الرب ، ودينا من
كانت حبيبة إبننا الصغير التي فقدناها وتأثَّرنا جدّاً لفقدانها ..وأنا شخصيّاً أرى
المحبّة هي المحبّة ، إن كانت مع البشر ، أو غير البشر
طبعاً إذا كانت (محبّة صادقة حقيقيّة ).
أشكرك عزيزي على هذه المداخلة اللذيذة ، حيث أثنيت عليَّ بما قد لاأستحقّه
فهذه شهادة أعتزّ بها ، خصوصاً عندما تأتي من شاعر كبير
عرفناه منذ سنوات بعيدة ، وكيف ليَّ أن أنسى ذاك اليوم الذي غادرت
فيه الوطن ، وكان منذ حوالي خمسة وثلاثين عاماً ، كنا مجموعة من
الأصدقاء مجتمعين ، وأنت معنا ، هناك في دمشق ، في ( الطبّالة ) ، وكانت فرحتنا
كبيرة بصدور أول ديوان شعر لكم أيها العزيز، يحمل عنوان :
(حبكِ كان رواية ).
في المساء رافقني بعض الأصدقاء إلى المطار ، لأودِّعهم وأودِّع الوطن
بحقيبة سفر صغيرة جدّاً ، وديوان – حبك كان رواية – الذي لاأزال أحتفظ
به في مكتبتي المتواضعة لغاية هذه اللحظة .
لقد مرّت السنين بسرعة ياصديقي .
لك محبتي الدائمة .
فريد
[/size]
صورة العضو الرمزية
فريد توما مراد
عضو
عضو
مشاركات: 764
اشترك في: الجمعة أغسطس 31, 2012 9:00 am

Re: ذكراها لازالت باقية . بقلم : فريد توما مراد

مشاركة بواسطة فريد توما مراد »

الشمّاس العزيز إسحق .
نعم الكل كان يجري في تلك اللحظة ..
الأرنب من أجل الحياة ..
الكلب من أجل إشباع رغباته ..
نحن ، من أجل محبتنا ، وتعلّقنا بدينا ..
وهذه سنّة الحياة ياصديقي .
شكراً جزيلاً على مداخلتك الطيّبة .
حماك الله .
فريد
[/size]
صورة العضو الرمزية
فريد توما مراد
عضو
عضو
مشاركات: 764
اشترك في: الجمعة أغسطس 31, 2012 9:00 am

Re: ذكراها لازالت باقية . بقلم : فريد توما مراد

مشاركة بواسطة فريد توما مراد »

عزيزي صاحب القلب الطيّب ( أبو لبيب )
(چاخل ويحد إييمو تكتمل على هالأرظ ، الله مبدالك إيكون
فقاقيه رش تيروح ، ويكون فحظن أمّو تيروح ..!
ويجا المسكينه ( دينا ) أنا أقول إييما كن أكتملو ..
يعني إلى الپپوكه خلّصنها من سم الكلب فالهاوارات
ماعرفنا خلف كم سبّه تتصير كما فص ملح وتزوب وتختفي
وهازا الشي زعَّلنا بوش ، وخلاَّ حسرة عميقة فقلوبنا
چنكو إلى هلاَّ ماعرفنا مصيرا أشنو ؟!
وأصعب مالمصير چاخل إيكون مجهول ، ومو معروف ، ماكو .
أشكرك جزيل الشكر على أستعدادك الدائم للهاوار.. وأنا كعرف
مو تقصّر، وماألنا غير بعظ ، والله إيديم المحبّة .)
شكراً لمداخلتك الأكثر من رائعة ، لأنها تكللت باللهجة الأزخينيّة الحبيبة .
لك دوماً أجمل التحيّات .
حرستك عزرت آزخ
فريد

[/size]
صورة العضو الرمزية
بهيج شمعون حنو
عضو
عضو
مشاركات: 80
اشترك في: الاثنين يوليو 19, 2010 10:18 pm

Re: ذكراها لازالت باقية . بقلم : فريد توما مراد

مشاركة بواسطة بهيج شمعون حنو »

عزيزنا الغالي فريد مراد سبق واشرت من قبل في تعليقنا على

كتاباتك الشيقة بأن لك اسلوب درامي اذا صح التعبير في سردك

للقص والاحداث ان كانت اجتماعية او حتى عائلية بحتا اوحدثاً ما

فالحقيقة اقرأ هذه القصة وكانني احضر مشهد من فيلم اومسلسل درامي

وذكرتني هذه القصة بقصة كانت جرت معي منذ ثمان سنوات

اذ كنت قد اشتريت ارنب ابيض لابنتنا ماريا وكانت قد اسمته (جاستين)

وكان الوقت صيفاً حيث اخذناه الى (البقجة ) حيث كانت تلعب معه هي

والاولاد من العائلة ومن ثم بدأ موسم البقجة يعطي انتاجه من

الكوسا والخيار والبقدونس والخص وكما تعرفون الارانب تحب اكل الخص

وأذ يوماً من الايام نرى الارنب يأكل من الخص وبعض الخضرةات الاخرى

فقلنا خليه يأكل حصته هو ايضاً ولكن ما اكتشفناه فيما بعد بأن اصبح له صديقة

وبنفس اللون الابيض وكانت لأحد الجيران من البقج فهنا بدأت اتذمر كنا بوحدة صرنا بأرنبين

فما كان علي ان اقوم واحمل الارنب الذي كان عندنا , وكما كنت ذكرت

في قصتك فهو اليف جداً كنا نناديه بأسمه كان ياتي وبسرعة فناديته جيستي جيستي

فحملته واخذته وضعته في الجانب الاخر من (البقج) وتركته هناك وكانت المسافة بعيدة جداً

يصعب عليه العودة الى بقجتنا ولكن المأساة كانت عندما بنتي استفقدته بدأت تتذمر وتسأل عليه

ولكن لا احد يعلم في الموضوع سيواي وبعد ان جاء الشتاء فقمت سردت القصة لابنتي فتذمرت قليلاً

ولكن الى الان عندما ترى ارنب اونتكلم عن الارانب فتتذكره وتلومني على فعلتي .

مع محبتي لكم جميعاً
آخر تعديل بواسطة بهيج شمعون حنو في الخميس أكتوبر 24, 2013 6:17 pm، تم التعديل مرتين في المجمل.
مع محبتي الخالصة
صورة
صورة العضو الرمزية
adiblula
عضو
عضو
مشاركات: 914
اشترك في: السبت مايو 15, 2010 8:25 am

Re: ذكراها لازالت باقية . بقلم : فريد توما مراد

مشاركة بواسطة adiblula »

عزيزي فريد
قصة رائعة والسرد أروع
شدتني الرواية لأعرف نتيجة هذه المطاردة الكوميدية
وحمدت ربي لنجاة الارنب وعودة البسمة الى شفاه ولدكم العزيز
وتنفسكم الصعداء بعد جهود إنقاذ الأرنب من بين براثن الكلب وأسنانه
ولكن المفاجأة غير المتوقعة جاءت في النهاية ... اختفاء الأرنب !
لو أكله الكلب ، لحزنّا عليه ونسيناه بعد فترة ويصبح ذكرى !
فعلى الأقل عرفنا غريمنا !
أما أن يختفي الأرنب هكذا (بلا ترقين تفنگه ) !
فعلاً شيء مؤسف

هذه القصة ذكّرتني بأرنبنا
جاء حفيدي من السويد مع والديه وعمره تقريبا سنتان بزيارة للبلد
وطلب أن نحضر له ارنبا مثل الأرنب الذي يراه في افلام الكرتون
طبعا لبينا الطلب وأصبح الارنب كما ذكرت واحدا من البيت
كنا جميعا نلعب ونتسلى معه
لكن المشكلة ليست هنا
فبعد انقضاء شهر الاجازة وفي اليوم الأول بعد عودتهم إلى السويد
جلست أمام الكمبيوتر، شغلته ... فَتَحَتْ الشاشة ...لكنه لم يشتغل
حاولت كثيرا أن أتصفح ... دون جدوى !
فقلت لربما ارتخت الوصلات أو خرجت من أماكنها ... سأتفحص الوصلات
انحنيت تحت طاولة الكومبيوتر ...... ماذا أرى
جميع الوصلات مقطعة بأسنان الأرنب عدا سلك الكهرباء الرئيسي الذي لم يتمكن من قطعه
لكن آثار أسنانه ظاهرة عليه في عدة أماكن.
فقلت في نفسي ،
هل علم الأرنب بسفر حفيدي فأراد أن ينتقم مني بهذه الطريقة ؟!

تحياتي لك اخي العزيز أبو پول و عوضنا وعوضكم على الله
[/size]
صورة العضو الرمزية
فريد توما مراد
عضو
عضو
مشاركات: 764
اشترك في: الجمعة أغسطس 31, 2012 9:00 am

Re: ذكراها لازالت باقية . بقلم : فريد توما مراد

مشاركة بواسطة فريد توما مراد »

الصديق الوفي بهيج شمعون أدامك الله .
بداية أشكرك على هذه القصّة الجديدة عن ( جاستين ) المشرّد .
هناك تقارب في بعض المواقف بين ( دينا وجاستين ) من خلال الوصف
واللون ، والمحبّة والمودّة والإلفة ... وإختلاف ظاهر في نهاية القصّة .
ياأخي : أنت فعلت فعلتك ، وتخلّصت من جاستين ، وقلت بينك وبين نفسك من سيدري ؟..
ولكن أتدري ياأخي وياصديقي ، ربما كلَّمك جاستين في تلك اللحظة ( قد يكون في اللهجة الأزخينيّة )
وقال لك : لا..لا .. لاتتركني.. أرجوك ... فقلت له : سأتركك ، ومن سيدري ..!
فأجابك : بضبضوكات الربيع سيشهدون عليك ياصاحبي .
وها أنت اليوم جئت لتعترف بعضمة لسانك ، بأنك كنت وراء عملية إختفاء ( جاستين ) .
شكراً لك ياعزيزي على هذه المداخلة الطيّبة والصادقة ، وثق تماماً
أن قصّة جاستينكم لاتقل مأساة عن قصّة دينتنا ، فمصيرهما كانا واحداً .
أتمنى أن يجمعهما الله سويّة في الفردوس النعيم .
تقبّل أجمل تحيّاتي
حرستك عزرت آزخ .
فريد
[/size]
صورة العضو الرمزية
فريد توما مراد
عضو
عضو
مشاركات: 764
اشترك في: الجمعة أغسطس 31, 2012 9:00 am

Re: ذكراها لازالت باقية . بقلم : فريد توما مراد

مشاركة بواسطة فريد توما مراد »

أبو جورج الغالي .. رعاك الله .
قبل قليل قصَّ علينا الأخ بهيج حنو ، حكايته مع أرنبهم المدلل جاستين .
وكانت قصّة حقيقيّة وصادقة منه ، حيث أعترف بفعلته ، وله كل الشكر.
وهاأنت ياأستاذي العزيز ، تسرد لنا قصّة جديدة عن أرنب حفيدكم
( حفظه الرب )
ومافعله هذا الأرنب من عصيان وتمرّد عندما تركه صديقه وعاد إلى
السويد .
مثل هذه المواقف ياعزيزي تترك أثراً عميقاً في النفس ، خصوصاً عندما
يتعلّق الأمر بالأطفال ، ومحبّة الأطفال ، وعفويّة الأطفال وبراءتهم من جهة
وإلفة هذا الحيوان ، و تودده ، وتعلّقه بدوره بهذا الطفل ، من جهة
أخرى ، وفجأة يحدث مالم يكن يتوقّعه الطفل ، ليُصدم عندما يبتعد عن
محبوبه ، وليس من السهل أبداً إقناعه .
بقي شيئاً واحداً ياعزيزي أبو جورج لم نعرفه ولم تذكره لنا ، بعد رحيل
حفيدكم ، وبعد تمرّد أرنبه ، وقضمه لأشرطة الكومبيوتر
ماذا كان مصيره ؟
تقبّل منّي أجمل التحيّات .
وشكراً جزيلاً على هذه المداخلة ( بقصّة جديدة واقعيّة )
وليرحم المولى أرنبكم .
فريد
[/size]
صورة العضو الرمزية
adiblula
عضو
عضو
مشاركات: 914
اشترك في: السبت مايو 15, 2010 8:25 am

Re: ذكراها لازالت باقية . بقلم : فريد توما مراد

مشاركة بواسطة adiblula »

فريد توما مراد كتب:
أبو جورج الغالي .. رعاك الله .
بقي شيئاً واحداً ياعزيزي أبو جورج لم نعرفه ولم تذكره لنا ، بعد رحيل
حفيدكم ، وبعد تمرّد أرنبه ، وقضمه لأشرطة الكومبيوتر
ماذا كان مصيره ؟
تقبّل منّي أجمل التحيّات .
وشكراً جزيلاً على هذه المداخلة ( بقصّة جديدة واقعيّة )
وليرحم المولى أرنبكم .
فريد
[/size]

اخي الكريم أبو پول
القصة فعلا لم تنته ، ولكن رغبة مني في عدم الإطالة توقفت عند قضم وصلات الكومبيوتر ،
وطالما سألت لا بد من الإجابة !

فبعد سفر حفيدي وقضم الوصلات لم يبق من مبرر لبقاء الارنب
فحولناه الى شوربة لذيذة على لحمه
لكن كلما يتم اتصال هاتفي بيننا وبين عائلة حفيدي في السويد
يمسك حفيدي الهاتف ويسأل عن أرنبه وهل كبر وكيف يعيش ؟
والطفل يعد الأيام بانتظار الصيف كي يأتي مرة أخرى الى البلد ويلتقي ارنبه
وكي لايحزن الطفل على أرنبه نقول له أن الأرنب قد كبر وهو بصحة جيدة وهو ينتظرك فيفرح كثيرا.
حتى اقترب موعد مجيئهم في الصيف القادم
والطفل كله شوق لرؤية أرنبه العزيز !

ما العمل ؟ وكلها أيام قليلة ويأتي الطفل !
أوصيت أحد المعارف كي يجلب لنا ارنبا جديدا أبيض كالارنب السابق .
جاء الأرنب الأبيض الجديد ... ولكن ...كان به بعض البقع الرمادية
فهو لا يشبه الارنب القديم !!!...

ما العمل ؟ ... لا بد من إقناع الطفل كي لا يحزن على أرنبه !

عندما وصلت العائلة من السويد ، اندفع الطفل داخل البيت باحثا عن ارنبه العزيز
امسك الارنب وجاء نحوي وعلامات الخيبة بادية عليه قائلا:
" جدّو هالارنب مو أرنبي أينو أرنبي ؟ "
" ارنبي كلّو كان أبيض !!! "

- هنا لابد من الحيلة لإقناع الطفل -
قلت له يا جدو أرنبك كبر كتير وصار عندو اولاد
وهالارنب هو ابن ارنبك
وارنبك صار كبير ومو ممكن يعيش فالبيت ، راح عالچول وما بقا يرجع .

اقتنع الطفل بابن أرنبه وفرح به كثيرا.
وتخلصنا من الاحراج .

أخي فريد انشالله عجبتك تكملة القصة ؟ بس لا تسألني عن نهاية الأرنب الابن بعد سفر الطفل!
سلفا سأقول لك مرقة الأرنب طيبة كتير.
ولك مني چوّال أبو خطين تحيات .
[/size]
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى الكاتب والراوي فريد توما مراد“