فاقد الشيء لا يعطيه بقلم بنت السريان

أضف رد جديد
بنت السريان
أديبة وشاعرة
أديبة وشاعرة
مشاركات: 16336
اشترك في: السبت يونيو 05, 2010 11:51 am

فاقد الشيء لا يعطيه بقلم بنت السريان

مشاركة بواسطة بنت السريان »


فاقد الشيء لا يعطيه
بقلم بنت السريان
هذه المقولة استنبطت من دراسة مكثفة لعدة أنماط من المشاكل الاجتماعية الخطيرة.
فلو تمعنا بها جيدا وجدناها تنصب في بوتقة الفقدان,
ففقدان الشيءيدخل صاحبه في دوامة لا مفر منها ,عاجزا عن الافلات منها , فهو لا يملك ما يُطلب منه , فكيف يستطيع ان يعطي ولو جزء بسيط منه؟؟؟
وعلى سبيل المثال ,
هل يمكن لمن لايملك نقودا أن يتبرع بالمال لمن يحتاج وهو بحاجة لمن يعطيه المال؟؟؟؟من أين يأتي بها إن كان هو بالأساس لا يملكها ؟؟؟
هل يطلب من الملحد أن يكون معلم دين للأطفال وحتى للكبار؟ ويشرح لهم عن وجود الله ,إن كان هو لا يعترف بوجوده؟؟؟؟
حتما سيقودهم إلى عدم الاعتراف بوجود الله
ويخسرواحياتهم الأبدية
, وبنفس المنطق, فاقد الفضائل كيف يتمكن من غرسها في نفوس أفراد عائلته على وجه التحديد,
إن كان هو(هي) بالأصل لم يتحلّى بالأخلاق الحميدة, ولم يعرف الرب ووصاياه ,هل يمكن أن يكون معلما للأجيال؟؟؟؟
ترى ماذا سيعطيهم وأي أخلاق يورثهم؟؟؟
ومن قد لبس جلباب التدّين الكاذب ,ويفعل المستحيل لأظهار نفسه بالمنظر اللائق, من أجل غاية في نفسه, وقد سيطر على ذاته المجد الباطل,على حساب كل الفضائل,فماذا نرجو من أمثال هؤلاء همهم الوحيد جمع مال الحرام وبالخفية يحاولون الحصول على المناصب المرموقة
أليسوا(ذئاب في زي حملان)؟؟؟
لهذا يجب أن نسمع وصية الحكيم القائل:
الحكمة تظهركسيدة تدعو المؤمن للاقتراب منها لتقدسه،
وتظهر الجهالة كزانية تدعو البشرية إليها لهلاكهم.
وهنا لابد من الإشارة ل إلى مقابلات بين الحكمة والجهالة، بين الصلاح والشر.
الصلاح بكونه الحكمة وكل الفضائل وما ينصبّ في بحرها
وقد وردت "الحكمة"، 17مرة في هذا القسم من سفر الأمثال.
يقول الكتاب "رأس الحكمة مخافة الرب" (7:1)
والحيدان عن الشر هو الفهم" (أي20:28-28).
"أما الحكمة فأين توجد؟! ,وما عظم قيمتها؟!
إنسان لا يعرف مكانتها وقيمتها،لأنها لا توجد في أرض الأحياء.وهي لا توزن بذهب أو فضة
الله فقط يفهم طريقها، وهو عالم بمكانها.
لأنه وحده القادر أن ينظر إلى أقاصي الأرض، وتحت كل السماوات يرى
هكذا يقول الكتاب في أمثال20:1، 1:8؛ 3:9 تقدم الحكمة دعوةإلى الصلاح والخير.
وكأنّه لكل من الحكمة والجهل أتباع،
فالحكمة تقدم نداءها علانية في الشوارع، وميادين الحياةومداخلها،
أما الجهل والشر فهما مخفيان وسرّيان,يعملان في الظلام و يخشيان ضوء الشمس
الحكمة لتنادي بصوتٍ عالٍ في مناطق استراتيجية هامة حتى يسمع الكل صوتها. وصوتها يقف في مضادة لصوت الأشرار المخادعين،قائلة:
إلى متى أيها الجهال تحبون الجهل والمستهزئون يُسرّون بالاستهزاء،
والحمقى يبغضون العلم" [21-22].
وكأن حكمة الله تلتقي بالبشر في واقع الحياة، في مجالس القضاء كما في الأسواق، لتقودهم إلى الحق العملي. حكمة الله المتجسد، يسوع المسيح ، نزل إلينا، وحلّ بيننا كواحدٍ منا.
من هنا نرى الحكمة في الشوارع تصرخ( الجامعة) ,ونحن بحاجة إلى أن نغرف من أنهارها,كي نستمد منها قوتنا ومعرفتنا في خوض غمار المعضلة, وهدم أركانها لنظفر بالوصول إلى معالجتها بالطرق السليمة الصحيحة.
وواجب علينا قبل كل شيء أن نبحث عن أسباب نشوء المشكلة
(فإن عُرف السبب بطل العجب )
وليس هذا بالامر السهل ,فهناك مشاكل قداستفحل أمرها ونقف عاجزين أمام علاجها نحتاج لقوة تدعمنا وتؤازرنا كي نتوصل إلى النتيجة المرضية الأمر الذي يتطلّب منّا التفرّغّ لها, بالصلاة والصوم والاستعانة بالقوة الالهية ,وليس بغيرها.
ومن هنا أعرض لكم قصة حقيقية لها مساس بالموضوع حدّثنا عنهاأحدهم حصلت معه في بلاد الاغتراب حيث قال:
قصدت إحدى كنائس أوربا بغية الزيارة ,وجدت فتاة راكعة على الأرض وقد أشعلت أمامها شمعة, أمعنت النظر بها , وجدتها تجهش في البكاء, استمرت على ذي الحال حتى انطفأت الشمعة, حزنت لأجلها وأليت على نفسي أن أعرف سرَّمحنتها, رجوت الكاهن أن يعرّفني بها,
وتم الحديث التالي بيننا .
قالت: إني أبكي خطيئتي وارجو الله أن يغفر لي,لم أكن سابقا أعلم كنه الخطيئة, بل كنت أجهل تماما معناها ,أصبحت بمعنى اليتيمة مذإنفصلت أمي عن أبي, وبقيت في حمايتها.
ضاقت بنا الدنيا, اشتغلت والدتي راقصة , بعد أن تفذ أمامها كل أبواب الرزق , في مجتمع لا يرحم, نعيش الاثنتان بما تحصّله والدتي من عملها, وبحكم عملها أصبح لها أصدقاء
تقضي معظم وقتها معهم.
هكذا فهمت الحياة وهذا ماتعلمته من أمي وحتى لو تزوّجت ماذا سأورث لأفراد عائلتي غير الذي تعلمته منها واعتدت عليه؟
ماتت أمي , وبقيت وحيدة لا أعرف سوى أصدقائها ,أورثوني عمل أمي ,وأصبحت ألعوبة بأيديهم.
ولعله بتدبير من الرب , تعرفت على شاب شرقي في أحد المطاعم, وضع قدمي بمعيته على طريق الصواب ,عرّفني بالرب يسوع ,ونبّهني لبشاعةوخطورة الطريق التي أسلكها, وبالخطايا التي أقترفها’ومخاطرها على حياتي الأبدية التي كنت أجهل معناها,علّمني حياة الفضيلة, وكان بمثابة أخ لي ,تصرفاته معي تختلف عن الاخرين الذين تعاملت معهم طوال حياتي منه علمت أنه مبشّر يتبع المسيح, حتى جاء يوم تركني فيه وغادر إلى أهله في بلده البعيد حيث أنتهت مدة إقامته ولابد أن يعود.
لست أدري ما العمل , بقيت وحيدة ,لا دخل لي أعيش منه,, حزنت جداً وأظلمت في عيني الدنيا, التزمت البيت
لأني لا أجيد سوى فن الرقص, الذي ورثته من والدتي ,حيث كانت تصطحبني معها في أغلب الأحيان, والمدة التي قضاها معي الشاب الشرقي قصيرة جداً , لم تضمن لي تعلم عمل آخر.
أبليس أغلق علي جميع الأبواب التي طرقتها للعمل بعيش شريف, وما من يرحم , الحياة صعبة ولابد ان آكل وأشرب,و البس ,هي مقومات الحياة ,وفرص العمل صعبة جدا وأنا لا أصلح لأي عمل, فلكل عمل شروط خاصةلست مؤهلة بها, الكل رفضوني.
وأخيرا وجدتني فريسة بيد الذئاب الذين أكلوا لحم أمي قادوني لنفس عملها,يتاجرون بي كما كانوا يتاجرون بأمي , إفلا يحق لي أن أبكي ليلي ونهاري لما أنا فيه؟؟؟؟
أبكتني هذه الفتاة ,واليوم موعد سفري إلى بلدي ولست قادرا على مساعدتها, ولابد أن أسافر بعد ساعات.وأنا أمام معضلة صعبة وقاسية,بعدها ودعتني ومضت لسبيلها.
فاقد الشيء لا يعطيه
فلو كانت والدتهاتعيش حياة الفضيلة, وتعلم طريق الرب لأورثتها الفضائل وخشية الرب, والدتها الفاقدة
لكل الفضائل وبعيدة عن الرب, جعبتها فارغةمنهم,كيف لها أن تعطي شيء لإبنتها؟؟؟
لذا قبل الزواج يجب دراسة حال الشخصين الذين يودّان الارتباط , والبت في أمر الزواج كي لا يجنى على الأطفال .
والبيت يعتبرالمدرسة الأولى في حياة الطفل, والأب والأم هما المسؤولان عن تربية أفراد عائلتهما, هما المسؤولان عن الوزنات التي بحوزتهما, ولعل من يقرأ يتّخذ العبرة.
ومن بعد دور الاسرة, يأتي دور الكنيسة ثم المجتمع ,وقبل كل شيء يجب استشارة الله بالصوم والصلاة , فالأعتماد على الله خير من الاعتماد على البشر,ومن استعان بغير الله ذلّ
[/color][/b]
الله محبة صورة
بنت السريان
سعاد اسطيفان
صورة العضو الرمزية
سعاد نيسان
مشرف
مشرف
مشاركات: 15550
اشترك في: الأربعاء أكتوبر 27, 2010 5:08 pm

Re: فاقد الشيء لا يعطيه بقلم بنت السريان

مشاركة بواسطة سعاد نيسان »

أقتن الذهب بمقدار أما العلم فاكتسبه بلا حد لأن الذهب يكثر الآفات أما العلم فيورث الراحة و النعيم .
بنت السريان
أديبة وشاعرة
أديبة وشاعرة
مشاركات: 16336
اشترك في: السبت يونيو 05, 2010 11:51 am

Re: فاقد الشيء لا يعطيه بقلم بنت السريان

مشاركة بواسطة بنت السريان »

عزيزتي سعاد المباركة
شكرا لمشاعرك الطيبة
يرعاك الرب ويحفظك

بنت السريان
الله محبة صورة
بنت السريان
سعاد اسطيفان
صورة العضو الرمزية
adiblula
عضو
عضو
مشاركات: 914
اشترك في: السبت مايو 15, 2010 8:25 am

Re: فاقد الشيء لا يعطيه بقلم بنت السريان

مشاركة بواسطة adiblula »

فلو كانت والدتهاتعيش حياة الفضيلة, وتعلم طريق الرب لأورثتها الفضائل وخشية الرب, والدتها الفاقدة
لكل الفضائل وبعيدة عن الرب, جعبتها فارغةمنهم,كيف لها أن تعطي شيء لإبنتها؟؟؟
لذا قبل الزواج يجب دراسة حال الشخصين الذين يودّان الارتباط , والبت في أمر الزواج كي لا يجنى على الأطفال .
------------------------------

هذا يقودنا الى التأكيد على أن الأخلاق تُوَرَّث من جيل إلى جيل كما تُوَرَّث الأموال !
سلمت يديك اختنا الكبيرة بنت السريان
بنت السريان
أديبة وشاعرة
أديبة وشاعرة
مشاركات: 16336
اشترك في: السبت يونيو 05, 2010 11:51 am

Re: فاقد الشيء لا يعطيه بقلم بنت السريان

مشاركة بواسطة بنت السريان »

دائما تحلو لي مداخلتكم أخونا أديب المبارك
وردا لمداخلتكم أقول
العرق دساس
الله محبة صورة
بنت السريان
سعاد اسطيفان
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى الأدب“