ابحث معي بقلم بنت السريان

أضف رد جديد
بنت السريان
أديبة وشاعرة
أديبة وشاعرة
مشاركات: 16170
اشترك في: السبت يونيو 05, 2010 11:51 am

ابحث معي بقلم بنت السريان

مشاركة بواسطة بنت السريان »

إبحث معي
بقلم
بنت السريان

صخب الحياة أرهقني وصراعات العالم أربكتني ,أخذت عن مرفأٍ أمين أبحثُ حائرة, لترسو به سفينتي وسط عالم أهوج, تعاظمت به قوى الشرِّالجائرة.
ولولا بقيّة الإيمان الذي يعتمرُ قلبي, من يدري لأيِّ سوء كانت تؤول إليها حالتي ,لم أملك زمام نفسي إنّي حائرة.
توغّلت في أعماق التاريخ عبر قنواته المتعدِّدَة ,علّي أجدُ ضالَّتي المنشودة,لأريح نفسي وآخذُ القيلولة,من تعبِ التنقُّل بين تضاريس الحياةالمتنوّعة,وتحرُّكات رمال صحاريها الزاحفة ,نحوطمر كل ماهو طيبٌ وجميل فيها.
بحثتُ دون جدوى فلم أعثر على واحةٍ تصلح لنموِّ غرسة. صفحات التاريخ تنحب ,وأقلام المؤرخين تشجُب ,عباءةً سوداءَ ,تختبيءتحتها ذئابٌ على الغدر تجرؤ,.
فبإسم الدين اقتَرِفَوا ذنوباً وهدَموا جِدارَ الزمنِ,
عبثوا بصفحاتِ التاريخِ وشّوَّهوا حقيقة الشعوب والأمم ,أضاعوا كل المفاهيمِ ِوالقيَمِ ,بين شراذمِ قُضاةِ شوَّهوا المبادئ وأبكموا القلم...
وقفتُ بين أطلالِ الحضارات,تذكَرتُ قصصَ الأجداد والبطولاتِ,كيف عصفت بها رياحٌ حارقات,لم يبقَ منها سوى شبه أساطير وخرافاتٍ, فالكلُ قد ضاع في قيء أقلام ٍ متكسِّرةٍ في دروب العولمات.
ترى من سيّج التاريخ باسلحة الهلاك؟
أهولاكو بُعِثَ من جديدِ!أم هجمات التترالمتكررات؟ تمركزت في عقر التاريخ, فأضحى مريضا متعباً
لا يقوى على إصلاح الذات!.
لعلَّ وحوش اليوم كاسرةٌ, قساوتها أشدُّ ضراوةً من وحوش الأمس ؟
وكأنّي بها قد تهجّنت فأعطت تنانين عظام همجيَّةٌ الجينات,
كواسٌر تحت أقدامها تسحق كل من هبَّ ودبّ ,لا تفقه سوى قانون الغاب, ولا جدوى من الكلام ديدنهم اللعب بمشاعر الناس, والسطو عليهم بالإرهاب.
سقطت قواعد الضبط من قاموس البشر,وعالمنا يهبط نحوالهاوية في أعمق منحدر,والبشرية تئنُّ تحت وخز الأُبر
تُجرًّح أ قدامها الحافيةأطراف الحجر.,
ورئيس هذا العالم يصول ويجول ,يعزف على نفس الوترفي تضليل البشر,والبشُر أضحى أعمى البصر,
إذن ما العمل؟
أخشى أنّي أضعت الطريق,في بحثي عن ميناء ٍ إليه أرجو أن أصل .وأنا في خربف عمري
ولكلِّ عمرٍ أجلْ وقدأتعبني البحث في كتب العالم ,ولم أجد فيها ضالتي جلّها تعظم المعيشة وشهوة العين والجسد.
وأناأخشى أن يأتينيي السارق ,وأنا في نومي غارق, .
يقيدني, وينهب أمتعتي, والعمر منّي قد ولّى ورحل ,فأندم ولات ساعة مندمٍ,وأبكي ولات ساعة بكاءٍ,أصرُخ وما مَنْ يسمع الصراخ,فإن جاء العريس ....من كان مستعدٌّ مع العريس يدخل الوليمة, من ثمَّ يوصد الباب,
ومن يبقى في الخارج, يحزُّ الالم نفسه صرخا يارب يارب افتح لنا,يأتيه,.
صوت العريس ينتهره,قائلاً:لا أعرَفك ,إبتعد عنّي , إرحل..
لذا عليًّ أن أجدًّ في البحث والعمل.
هلمَّ معي قاريء سطوري إن شئت,نبحث ونعملْ ,نفتِّش كتابا وحيداًننال خلاصاً فيه, أجلْ. هو ,بين أيدينا كتاب الخلاص لكنّه على الرفِّ مُهْمَل, هلمّ نسرع إليه نتغذى منه كلامه شهد عسل, هو نداء نَجِدُ فيه لكل داءٍ دواء ولكلِّ مشكلة حلْ.
لنرفع الكتاب المقدس من على الرف ,ولنتلذذ بكلامه ,فيه خلاص وأكله سهل, وفي وصاياه عِبَرْ,وقوة وأمل.
لنرفض وساوس أبليس ومشوراته ونكيل له الضربة الموجعة
نحبّ بعضنا بعضاً,ونأخذالحذرْ,فإنّ أبليس عدُوُّنا أسدُ يزأر.
لنصعدونجلس فوق جبل التطويبات ونسمع مخلصنا يعلِّمنا , ويقيتنا كما أطعم الألوف من قبلنا,ولنتَّكل عليه و بين يديه نسلِّم حياتنا ,فقدأعدَّ لنا منازل الراحة والأطمئنان
فلن نجوعَ أونعطشَ بعد الآن.,
لن تذرف لنا دموعٌ ,لن نتأوَّه من شر ,ولن يشكو إنسان
ما زالت يدا الرب على عود الصليب مفتوحتان, يقبلنا رغم أوساخنا, فقد أعَدَّ نفسه لخلاصنا, هو يقودنا لمرفأ الأمان,
مهما فعلنا من سيّئات...يغفر لنا, لانه المحبة ,ومن بحر محبته يغدق علينا,وبرش دمه يمحو خطايانا ,ها قد وجدنا دربنا,إنّه اليوم المقبول,فلنستعدَّ للقائه, إنّه آتٍ, ولنهتف جميعنا
(مبارك الآتي باسم الرب)
هو بين آحضانه نجدالميناء الآمن, في تعاليم صفحاته
,الكتاب المقدس
وكل كتب العالم من بعده نفاية
الله محبة صورة
بنت السريان
سعاد اسطيفان
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى الأدب“