الغرفة المظلمة بقلم بنت السريان سعاد اسطيفان

أضف رد جديد
بنت السريان
أديبة وشاعرة
أديبة وشاعرة
مشاركات: 16170
اشترك في: السبت يونيو 05, 2010 11:51 am

الغرفة المظلمة بقلم بنت السريان سعاد اسطيفان

مشاركة بواسطة بنت السريان »

الغرفة المظلمة
بقلم
بنت السريان
سعاد اسطيفان
وما أدراك ما الغرفة المظلمة!
فالعنوان يكفي لأن يولِّد لديك رغبة جيّاشة في استكشاف المخبّأ بين حروفه, لرؤية أعماق نفسك ورؤية العالم بمنظاره الجديد وعلى حقيقته ,فما بين الأفعال والأقوال ,خفايا تبهر صاحب البصيرة النيّرة ,وما بين المظاهر وحقيقة الذات ,ما يندى له الجبين أحيانا, لذا تعكف عن كشف المستور .
كلما تمعن القاريء بما يقرأ, زادت قدراته العقلية , في بلورة الأحداث ,وأمكنه أن يستشف صلب الموضوع من عنوانه ,ألم يقل من ثمارهم تعرفونهم, فالشجرة الرديئة تنتج ثمارا رديئة ,قد تكون للناظربهية زاهية للعين أما حقيقتها تكمن العفونة في جوفها,أدخل الغرفة المظلمة التي في داخلك واعرف كنه ذاتك. وكن أنت الحاكم
لستُ في صدد حديث فلسفي ,لكني في كشف مستور خفي مزيف ,بغطاء ذهبي
, بكل ما في الكلمة من معنى , الغرف المظلمة تفتقد حتى نافذة نور صغيرة , كي لا تُكشف محتوياتها وعما يجري بداخلها, تتوسط بين غرفة النوم حيث الاحلام والخطط الجهنمية وبين المطبخ الذي بداخلك فيه تطبخ المهمات الصعبة بعيداً عن عيون الرقابة و باتقان تنتقي البهارات اللازمة لتغطي عفونة الطبخة,
ترى أهناك ما يعيب لما يجري بداخل الغرفة هذه
أوما يخيف؟
تماما هكذا النفس البشرية التي فيها ينعدم الضمير فلا صوت يبكتها عن خطيئة, يسكنها شيطان أرعن ,ملاك الظلمة ,يلهيها عما تفعله دون قيد أو قانون يحدها , ويقدم لها أعذارا على طبق يلمع فيبعد المرء عن أي وازع ديني يؤنبها ,ودون مبالاة تقترف الخطيئة في سبيل تحقيق شهوات دنيوية ,شهوة الجسد ,وشهوة العين ,وتعظم المعيشة وهذا ما يسود عالمنا اليوم ونحن في متاهة لانعرف لها مخرجا
, ويبقى نيل المجد الباطل يلازمها ,فتقترف الإثم وتمسح فمها , وتقول ما عملت أمرا معيباً ,المهم تحقيق الغاية المرجوة باعتماد القاعد الخاطئة الغاية تبرر الوسيلة
إما ناسية أو متناسية من أن أعمالها تسبقها للآخرة , أما رائحة عفونة أفعالها , المنشرة ,ستلازمها أينما حلّت, وتستمر حتى بعد وفاتها,إن هي رحلت,و تحوم حول سيرتها في الحياة ويشار إليها بالبنان
عمل أبليس, يحيك المؤامرات والدسائس ,يوسوس صدورجبابرة الرؤساء وكبار رجالات الدين ,,يقدم لهم أعذاراً ووسائل خبثٍ للإرتداد عن الحقائق الايمانية لاهين عن السم الذي دسَّ لهم بذكاء
ليبعدهم عن حقيقة الايمان المستقيم ,وأخيرا يسقطهم بشر أعمالهم ويتركهم بؤساء تزعجهم قهقهات ضحكات ابليس المنتصرة.
وهكذا تُدمَّر بيوتًا ومدناً ودولاً مصير أصحابها إلى جهنم وبئس المصير فالإنسان مخير بين طرقي الخير والشرفي تقرير مصيره ولنحذر فنحن محاسبون على أي كلمة شر أوتفكيرفإنه أوصانا كل كلمة بطّالة عليها دينونة فماذا عن الافكار السوداوية الي يوسوها الشيطان في غرفة النفس المظلمة والتي منها تخرج الأفكار الشريرة.؟
الأجدر بنا ان نصرخ لربنا له المجد قائلين
سامحنا على التفكير في أي أمر شرير سامحنا على التقصير بالعمل والخدمة ياربنا ولنحذر عدونا أبليس إنه كأسد يزأر يريد افتراسنا لأنه يتخبط خوفا عالما أن وقت هلاكه قد قرب ومجيء المسيح على الأبواب
الله محبة صورة
بنت السريان
سعاد اسطيفان
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى الأدب“