ليست أضغاث أحلام بقلم بنت السريان سعاد اسطيفان

أضف رد جديد
بنت السريان
أديبة وشاعرة
أديبة وشاعرة
مشاركات: 16170
اشترك في: السبت يونيو 05, 2010 11:51 am

ليست أضغاث أحلام بقلم بنت السريان سعاد اسطيفان

مشاركة بواسطة بنت السريان »

ليست أضغاث أحلام
بقلم بنت بيت زبدي
بنت السريان سعاد اسطيفان

hämta (3).jpg
وحيدة جلستُ تلك الليلة في غرفتي ,سارحةً ببصري يخترقُ زجاج النافذة, ناظرة َالى لا شيء ,ثقلت رأسي ,وكأني غفوتُ في مقعدي , لستُ أدري إن كانت قد إشتطَّتْ أفكاري وتحولت إلى أحلام, أم كانت إحدى الرؤى الروحانيّة.
وجدتني محمولةً على أجنحةٍ تصعدُ بي إلى فوق, شيئاً فشيئاً تلاشى ضوضاء العالم, حتى تحوَّل كل ما حولي إلى صمت.
تأملتُ نفسي ,فقد خفَّ وزني حتّى أحسستُ أنّي روح بلا جسد.
وفي غمرةِ حيرتي شنَّفت آذاني أصواتُ تراتيلَ ملائكيَّة فإذابي في كنيسة علويَّة في كبد السماء تتلألأ أنوارها وأسرجتها أشُّدُّ لمعانا من الأنجم المتراقصة في العلاء ,ينبعثُ منها صوت جمهور, يرنِّم أعذب لحن ترنيمةٍ حفظتُ منها ما يلي:
ا(ألله هاليلويا هاليلويا الله في قدسه قد لبس الجلال)
وعلى ثلاث مراتٍ
لن أتمالك نفسي,في الحال حفظتها وأنشدتُها معهم بسرّي,
لقد إهتزَّ بدني , علمتُ أني في غيرِ عالمي,
نغمات قدسية لم تطرق أذني قبلاً وأصوات الجميع ترتفع في نغم واحد موسيقيٍّ عجيب,
نغمٌ شجيٌّ ينسابُ كشلالِ ماءٍ متدفِّق
نشوة روحية تنعش النفس وتخترق
أعماق الأحاسيس والمشاعر فتنبثق
تسابيح عذبة بلحن سماوي عبق
في تبجيل رب الكون , الله الخالق
أذهلني كل ما حولي وبشوق شديد إتَّجهت نحو الأنوار التي تشًعّ من الكنيسة ,ويا لروعة ما رأيتْ.
لوحة فنيّةً روحيّة , أعدّتها أيدي نورانيّة تفوق حد الوصف.
شمامسة بأقمصتهم البيضاء, كلُّ حسب رتبته التي يدلُّ عليها الهرّار الذي يلبسهُ,
وجمهور كهنةٍ واقفة صقَّيْنِ يرتلون, ويزيحون شخصينْ كل واحد منهم لابس بدلة كاهن,
بيده اليسرى شمعة وبالأخرى صليب,
واقفان الواحد قبالة الآخر ,
هذان الشخصان,
أعرفهما حقَّ المعرفة إنَّهما على قيد الحياة,
يا لسعادتي التي لا توصف,
فقدسيَّة الموقف أمدَّتني بروحٍ معبَّقةٍ برائحة البخور المتصاعد من مباخر الكنيسة, وهي غاصّة بالمؤمنين, أو لعلّ الجميع ملائكة نورانيين.
فأنا لم أعرف سوى هذين الشخصيْن ,
أمّا البقيّة
فإن هيئة أجسامهم روحية والذي أقصده ,لو حاولتَ لمسه لا تحسه ُشخصأً لكنّك تنظُرُه بعينيك .
بعدها أفقت من غيبوبتي لأجدني لا زلتُ في مكاني وإنّ الوقت المستغرق في ذلك خمس’ دقائق فقط لا أكثر ,عجبت لأمري ما عسى أن يكون ذلك؟! وفي الحال تذكّرتُ قول يوئيل النبي
(ص2 :28 -29 )
ويكون بعد ذلك أنّي أسكبُ روحي على كلَّ بشَر فيتنبَّأ بنوكم وبناتكم ويحلمُ شيوخكم أحلاماً ويرى شبابكم رؤىً وعلى العبيد أيضا وعلى الإماء أسكبُ روحي في تلك الأيام.
قلتُ إنَّها ليست أضغاثُ أحلام !
لابدَّ أن يكون لها معنىً مُعيّنْ ومغزى,
وإلاَّ فماذا يكون؟!
لا أُخفي عليكم إنّ الشخصين توفيا في ذات السنة, وانتقلا إلى الخدور الإلهية
وللأمانة وجب عليَّ القول إنَّ أحد الشخصين كان والدي المرحوم
اسطيفان عيسى البنَّاء (مقدسي)
والثاني المرحوم
حنَّا يشوع نور الدين رحمهما الله وأسكنهما ملكوته السماوية ,
عزيزي القاريء
أحياناً يتعامل الرب مع عبيده ويكشف لهم أموراً تفوق العقل , ليشدد عزيمتهم ويقوّي إيمانهم , ويثبّتهم كي يبقوا على اتصال به ,فإن نحن تركناه هو لا يتركنا, وإن ضللنا منه, فهو يبحث ُعنّا, وله طرقه الخاصة التي بها يفتقدنا .
وإنّي أقِرُّ واعترفُ بأنَّ
القصد من كتابتي هذه , ما هو إلآ لأن أفتخر بربي ومخلصي يسوع المسيح ,الذي لم يتركني ولم يرذلني ولم يخذلني طيلة أيام حياتي ,لا بل إنّه دائما معي أُحسُّه من خلال معاملاته لي , ولحد الان هو رفيق دربي في حياة غربتي على الأرض , لذا وجب عليَّ أن اعترف بأفضاله ومعاملاته معي فلولاه لكنتُ على غير حالٍ في ظلِّ قساوة مصاعب الحياة و مآسي الضروف الصعبة التي كان لها جزءاً في حياتنا.
له كل المجد والحمد والشكر الى الأبد .
[/size][/color][/b]
ليس لديك الصلاحية لمشاهدة المرفقات
الله محبة صورة
بنت السريان
سعاد اسطيفان
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى الأدب“