الأحد الثاني بعد عيد الصليب ـ ܬܪܝܢܐ ܕܒܬ̣ܪ ܥܐܕܐ ܕܨܠܝܒܐ!

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 48828
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

الأحد الثاني بعد عيد الصليب ـ ܬܪܝܢܐ ܕܒܬ̣ܪ ܥܐܕܐ ܕܨܠܝܒܐ!

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »

الأحد الثاني بعد عيد الصليب ـ !
إنجيل متى ص16
ولما جاء تلاميذه إلى العبر نسوا أن يأخذوا خبزا
وقال لهم يسوع: انظروا، وتحرزوا من خمير الفريسيين والصدوقيين
ففكروا في أنفسهم قائلين: إننا لم نأخذ خبزا
فعلم يسوع وقال لهم: لماذا تفكرون في أنفسكم يا قليلي الإيمان أنكم لم تأخذوا خبزا
أحتى الآن لا تفهمون؟ ولا تذكرون خمس خبزات الخمسة الآلاف وكم قفة أخذتم
ولا سبع خبزات الأربعة الآلاف وكم سلا أخذتم
كيف لا تفهمون أني ليس عن الخبز قلت لكم أن تتحرزوا من خمير الفريسيين والصدوقيين
حينئذ فهموا أنه لم يقل أن يتحرزوا من خمير الخبز، بل من تعليم الفريسيين والصدوقيين.

الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
إن كان السيّد المسيح يُقيم ملكوته السماوي فينا، فإن هذا البناء الإنجيلي يحتاج أولًا إلى هدم المفاهيم الخاطئة لوضع أساس روحي جديد. بدون هدم رياء الفرّيسيّين والصدّوقيّين لا يمكن التمتّع بالإيمان الحيّ الخاص بالملكوت، وبدون تحطيم الإنسان القديم لا يمكن إقامة الإنسان الجديد.
يروي لنا الإنجيلي لقاءً تمّ بين السيّد المسيح وتلاميذه، نستطيع أن نقول أنه أشبه بمجمع كنسي يضم الرعاة وقد حلّ السيّد في وسطهم ليُعلن لهم أسرار ملكوته، فيما يلي تفاصيله
لقد انجذب التلاميذ إلى المسيح له المجد؛ فانطلقوا إلى العَبْر الآخر كما إلى الحياة الأخرى، ليعيشوا بفكرٍ سماويٍ، تاركين كل شيء، حتى الضروريّات، إذ نسوا أن يأخذوا خبزًا.
حيث يجتمع الرعاة معًا في المسيح يسوع ربنا، يقوم المسيح نفسه بقيادتهم وتوجيههم، من الجانب السلبي والإيجابي، فيُحذّرهم من الرياء كما يكشف لهم أسرار الآب.
فمن الجانب السلبي سألهم أن يتحرّزوا من خمير الفرّيسيّين والصدّوقيّين، وللأسف انسحب فكرهم إلى الخمير أو الخبز بالمفهوم المادي، بل ويبدو أنهم ارتبكوا جدًا بسبب عدم وجود طعام، فوبّخهم المسيح، مذكّرًا إيّاهم بمعجزتي إشباع الجموع. بهذا عالج المسيح له المجد ضعفًا جديدًا في حياتهم، ألا وهو الارتباك بالأمور الماديّة والاحتياجات الزمنيّة.
في اختصار نقول أن المسيح له المجد عالج الجانب السلبي من ناحيتين: الأولى هي الهروب من الرياء خمير الفرّيسيّين، والثانية هي عدم الارتباك في التدابير الماديّة خاصة متى اجتمع بزملائه الرعاة في شخص المسيح، هذان المرضان للأسف يصيبان الكثير من اجتماعات الرعاة الكنسيّين.
لقد حذّرهم من خطيّة الرياء بكونها أخطر عدوّ للملكوت، لأن الخطايا الظاهرة يُمكن تداركها والتوبة عنها، أمّا الرياء فيتسلّل إلى حياة القادة الروحيّين والخدّام والمتعبّدين، لا ليشغلهم عن الخدمة والعبادة، وإنما ليُشعل فيهم الشوق نحو الخدمة والعبادة دون الالتقاء مع المسيح نفسه، فيرتفع الإنسان بذاتيّته وأنانيّته تحت ستار الدين والخدمة ويظهر البناء شاهقًا بلا أساس ليسقط هاويًا.
وللمسيح المجد من الأزل وإلى أبد الآبدين آمين.
:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”܀ طقسيات لأيــام الآحـــــاد & الأعيـــاد“