الأحد الرابع بعد الدنح حديثه مع امْرَأَةٌ سَامِرِيَّة ܚܕ ܒܫܒܐ ܪܒܝܥܝܐ ܕܝܬܪ ܕܢܚܐ!

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 48828
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

الأحد الرابع بعد الدنح حديثه مع امْرَأَةٌ سَامِرِيَّة ܚܕ ܒܫܒܐ ܪܒܝܥܝܐ ܕܝܬܪ ܕܢܚܐ!

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »

الاحد الرابع بعد عيد الدنح
نتذكر انه يبحث عن كل انسان لكي يقطع معه طريق الحياة، ويصل به الى ميناء الخلاص. لنا نموذج عن ذلك في لقاء الرب يسوع مع المرأة السامرية على بئر يعقوب. فلا بدّ من الانفتاح لنور المسيح ونعمته، عبر حوار مع المسيح الذي ينير كل انسان آتٍ الى العالم (يو 1: 9).
القراءة من انجيل القديس يوحنا 4: 5 -42
فَأَتَى يسوع إِلى مَدِينَةٍ مِنَ السَّامِرَةِ يُقَالُ لَهَا سُوخَار، عَلى مَقْرُبَةٍ مِنَ الأَرْضِ الَّتِي أَعْطَاهَا يَعْقُوبُ لابْنِهِ يُوسُف، وفِيها نَبْعُ يَعْقُوب. وكَانَ يَسُوعُ قَدْ تَعِبَ مِنَ الـمَسِير، فَجَلَسَ عِنْدَ النَّبْع، وكَانَتِ السَّاعَةُ نَحْوَ الظُّهْر. وجَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنَ السَّامِرَةِ لِتَسْتَقِيَ مَاء، فقَالَ لَهَا يَسُوع: أَعْطينِي لأَشْرَب"؛ لأَنَّ تَلامِيذَهُ كَانُوا قَدْ ذَهَبُوا إِلى الـمَدينَةِ لِيَشْتَرُوا طَعَامًا. فقَالَتْ لَهُ الـمَرْأَةُ السَّامِريَّة: كَيْفَ تَطْلُبُ مِنِّي أَنْ تَشْرَب، وأَنْتَ يَهُودِيّ، وأَنَا امْرَأَةٌ سَامِرِيَّة؟. قَالَتْ هـذَا، لأَنَّ اليَهُودَ لا يُخَالِطُونَ السَّامِريِّين. أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهَا: لَو كُنْتِ تَعْرِفِينَ عَطِيَّةَ الله، ومَنِ القَائِلُ لَكِ: أَعْطينِي لأَشْرَب، لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيًّا. قَالَتْ لَهُ الـمَرْأَة: يَا سَيِّد، لا دَلْوَ مَعَكَ، والبِئْرُ عَمِيقَة، فَمِنْ أَيْنَ لَكَ الـمَاءُ الـحَيّ؟ هَلْ أَنْتَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا يَعْقُوب، الَّذي أَعْطَانَا هـذِهِ البِئْر، ومِنْهَا شَرِبَ هُوَ وبَنُوهُ ومَاشِيَتُهُ؟. أَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهَا: كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هـذَا الـمَاءِ يَعْطَشُ مِنْ جَدِيد. أَمَّا مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الـمَاءِ الَّذي أُعْطِيهِ أَنَا إِيَّاه، فَلَنْ يَعْطَشَ إِلى الأَبَد، بَلِ الـمَاءُ الَّذي أُعْطِيهِ إِيَّاهُ يَصِيرُ فيهِ نَبْعَ مَاءٍ يَتَفَجَّرُ حَيَاةً أَبَدِيَّة. قَالَتْ لَهُ الـمَرْأَة: يَا سَيِّد، أَعْطِنِي هـذَا الـمَاء، حَتَّى لا أَعْطَش، ولا أَعُودَ إِلى هُنَا لأَسْتَقِي. قَالَ لَهَا: إِذْهَبِي، وادْعِي زَوْجَكِ، وعُودِي إِلى هُنَا. أَجَابَتِ الـمَرْأَةُ: لا زَوْجَ لِي". قَالَ لَهَا يَسُوع: حَسَنًا قُلْتِ: لا زَوْجَ لِي. فَقَدْ كَانَ لَكِ خَمْسَةُ أَزْوَاج، والَّذي لَكِ الآنَ لَيْسَ هُوَ زَوْجَكِ. صَدَقْتِ في مَا قُلْتِ. قَالَتْ لَهُ الـمَرْأَة: يَا سَيِّد، أَرَى أَنَّكَ نَبِيّ. آبَاؤُنَا سَجَدُوا في هـذَا الـجَبَل، وأَنْتُم تَقُولُون: إِنَّ الـمَكَانَ الَّذي فَيهِ يَجِبُ السُّجُودُ هُوَ في أُورَشَلِيم. قَالَ لَهَا يَسُوع: صَدِّقِينِي يَا امْرَأَة. تَأْتِي سَاعَةٌ، فِيهَا تَسْجُدُونَ لِلآب، لا في هـذَا الـجَبَل، ولا في أُورَشَلِيم. أَنْتُم تَسْجُدُونَ لِمَا لا تَعْلَمُون، ونَحْنُ نَسْجُدُ لِمَا نَعْلَم، لأَنَّ الخَلاصَ هُوَ مِنَ اليَهُود. ولـكِنْ تَأْتِي سَاعَة، وهِيَ الآن، فِيهَا السَّاجِدُونَ الـحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُّوحِ والـحَقّ. فَعَلى مِثَالِ هـؤُلاءِ يُريدُ الآبُ السَّاجِدينَ لَهُ. أَللهُ رُوح، وعَلى السَّاجِدِينَ لَهُ أَنْ يَسْجُدُوا بِالرُّوحِ والـحَقّ. قَالَتْ لَهُ الـمَرْأَة: أَنَا أَعْلَمُ أَنَّ مَشِيحَا، أَيِ الـمَسِيح، آتٍ؛ وعِنْدَمَا يَأْتِي فَهُوَ يُخْبِرُنَا بِكُلِّ شَيء". قَالَ لَهَا يَسُوع: أَنَا هُوَ، أَنَا الـمُتَكَلِّمُ مَعَكِ. عِنْدَئِذٍ عَادَ تَلامِيذُهُ، وكَانُوا يَتَعَجَّبُونَ مِنْ أَنَّهُ يَتَكَلَّمُ مَعَ امْرَأَة. ولـكِنْ لَمْ يَقُلْ أَحَد: مَاذَا تُرِيد، ولِمَاذَا تَتَكَلَّمُ مَعَهَا؟ فَتَرَكَتِ الـمَرْأَةُ جَرَّتَهَا، ومَضَتْ إِلى الـمَدِينَةِ تَقُولُ لِلنَّاس: تَعَالَوا وانْظُرُوا إِنْسَانًا قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ. أَلا يَكُونُ هُوَ الـمَسِيح؟. فَخَرَجُوا مِنَ الـمَدِينَةِ وأَخَذُوا يَأْتُونَ إِلَيْه. فِي أَثْنَاءِ ذـلِكَ، كَانَ التَّلامِيذُ يَطْلُبُونَ مِنْهُ قَائِلين: رابِّي، كُلْ. فَقَالَ لَهُم: أَنَا لِي طَعَامٌ آكُلُهُ وأَنْتُم لا تَعْرِفُونَهُ. فقَالَ التَّلامِيذُ بَعضُهُم لِبَعض: هَلْ جَاءَهُ أَحَدٌ بِمَا يَأْكُلُهُ؟. قَالَ لَهُم يَسُوع: طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةِ مَنْ أَرْسَلَنِي، وأَنْ أُتِمَّ عَمَلَهُ. أَمَا تَقُولُونَ أَنْتُم: هِيَ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ وَيَحِينُ الـحِصَاد؟ وهَا أَنَا أَقُولُ لَكُم: إِرْفَعُوا عُيُونَكُم وانْظُرُوا الـحُقُولَ إِنَّهَا قَدِ ابيَضَّتْ لِلحِصَاد". فَآمَنَ بِيَسُوعَ سَامِرِيُّونَ كَثِيرُونَ مِنْ أَهْلِ تِلْكَ الـمَدِينَة، مِنْ أَجْلِ كَلامِ الـمَرْأَةِ الَّتِي كَانَتْ تَشْهَد: إِنَّهُ قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْتُ". فَلَمَّا جَاءَ السَّامِرِيُّونَ إِلَيْه، سَأَلُوهُ أَنْ يُقِيمَ عِنْدَهُم، فَأَقَامَ يَومَين. وآمَنَ عَدَدٌ أَكْثَرُ مِنْ أَجْلِ كَلِمَتِهِ. وكَانُوا يَقُولُونَ لِلْمَرْأَة: مَا عُدْنَا مِنْ أَجْلِ كَلامِكِ نُؤْمِن، فَنَحْنُ قَدْ سَمِعْنَاه، ونَعْلَمُ أَنَّ هـذَا هُوَ حَقًّا مُخَلِّصُ العَالَم.

الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
ـ قصد الرب يسوع السامرة وفي باله اهلها السامريون الذين يعيشون في عداوة مع اليهود. قصدهم رسولاً وجلس على بئر يعقوب ينتظر من يأتي من القرية ليبدأ معه مهمته الرسولية. فكانت المرأة السامرية
التي قصدت البئر لتملآ جرّتها. يسوع الله الذي يخلص شعبه من خطاياه ( متى 1: 21)، وعمانوئيل الهنا معنا ( متى 1: 23)، يبحث عن كل انسان لينير طريقه ويدعوه الى الخلاص. ولذلك يتخذ هو المبادرة الاولى كما فعل مع المرأة السامرية، وسواها
في حواره مع المرأة السامرية اتخذ ثلاث مبادرات متتالية:
* في المبادرة الاولى، طلب منها ماء ليشرب، فرفضت بسبب العداوة بين اليهود والسامريين. اما يسوع فاستوعبها وتفهمّها (يو 4: 7-9).
* في المبادرة الثانية، ارتفع بها من الماء الطبيعي الى الماء الحي، الذي هو الروح القدس، الذي سيعطيه يسوع للعالم ليحيا حياة جديدة. فاستصغرته وقارنته بيعقوب الذي اعطاهم هذه البئر. فسّر لها يسوع أن الماء الذي يعطيه هو يتفجّر في من يشربه نبع ماء للحياة الابدية فلا يعطش من جديد، اما من يشرب من ماء البئر فيعطش دوماً. لكن المرأة بنوع من السخرية اجابته: اعطني هذا الماء، حتى لا أعطش، ولا اعود الى هنا لاستقي ( يو 4: 10-15).
* في المبادرة الثالثة، ذهب يسوع الى عمق حياتها الشاذّة التي يعرفها، فقال لها: أذهبي وادعي زوجك وتعالي إلى هنا. فانكرت المرأة ان لها زوجاً، وظنّت انها تخفي عنه حقيقتها. لكن يسوع كشف لها حقيقتها التي خبّأتها: صحيح ان لا زوج لك. فقد كان لك خمسة ازواج، والذي لكِ الآن ليس هو زوجكِ. صدقتِ في ما قلتِ. عندما اقرّت المرأة وجاهرت بأن يسوع " نبي" (يو 4: 16-19).
هذا ما ابتعاه يسوع كمرحلة اولى، اي ان تعرفه المرأة على حقيقته.لقد سأل ذات يوم تلاميذه: من يقول الناس اني هو... ثم وانتم من تقولون اني هو ( متى 16: 13 و15).
وهنا بدأت مبادرة اولى من المرأة السامرية، التي أخذت تعطش الى ماء الحي الذي كلمها عنه، فسألته عن المكان الافضل لعبادة الله: هل الجبل كعادة السامريين، ام اورشليم بحسب اليهود؟ فكان جواب يسوع مروياً: العبادة الحقيقية للآب هي بالروح والحق، ولا ترتبط بمكان، انها في قلب الانسان؛ وهي عبادة لاله نعرفه، لا لاله مجهول، ولان الله روح فعبادته تتم بالروح والحق. ولان المرأة لم تفهم كلامه، نطقت بكلام نبوي:{ المسيح الآتي سيخبرنا عن كل هذه الامور}. فقال لها يسوع: {انا هو، انا المتكلّم معك } (يو4: 20-26).
وقامت بمبادرة ثانية، تركت المرأة جرّتها وأسرعت الى المدينة، واخبرت انها وجدت المسيح. من يعرف المسيح معرفة العقل والقلب، لا يستطيع إلا ان يشرك غيره بمعرفة هذا الكنز. بهذا المعنى الكنيسة رسولية، وكل مسيحي رسول. وهكذا المرأة دعت اهل السامرة ليأتوا ويروا يسوع (يو 4: 28)، تماماً كما فعل اندراوس مع اخيه سمعان (يو 1: 40-42)، وفيلبّس مع نتنائيل (يو 1: 45-47).
تجاوب اهل السامرة مع المرأة، وبادروا الى تلبية دعوتها، فخرجوا لرؤية يسوع، وأمن به كثيرون. وطلبوا اليه ان يمكث بينهم، فمكث يومين، فآمن به عدد اكبر من اجل كلمته. وبلغوا الى المرحلة النهائية من معرفته. انه هو حقاُ مخلص العالم (يو4: 28- 29؛ 39 -42).
حوار يسوع مع المرأة هو النموذج لكل حوار. فالحوار اكتشاف تدريجي للحقيقة. هكذا كانت تتدرج معرفة المرأة يسوع: كان اولاً بمثابة عدو للسامريين، من بعدها نبي، ثم المسيح المنتظر، واخيراً مخلص العالم.
ان نعمة المسيح تسبقنا، وتقتضي التعاون بقبولها والعيش حسب مقتضياتها، فتغيّر مجرى حياتنا. قال القديس اغسطينوس: الله يبدأ متدخلاً في حياتنا، لكي نصل الى حيث هو يريد ويصبو اليه فينا، ويحقق بموآزرتنا مشروعه الخلاصي. انه يشفينا اولاً، ويقوّينا، ثم يرسلنا للشهادة. ان الله يلمس قلب الانسان بنور الروح القدس، فيحرّكه للتعاون والتجاوب مع النعمة الالهية.
وللمسيح المجد من الأزل وإلى أبد الآبدين آمين.
:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”܀ طقسيات لأيــام الآحـــــاد & الأعيـــاد“