الأحد الخامس من الصوم ـ السامري الصالح ܚܕ ܒܫܒܐ ܚܡܝܫܐ ܕܡܫܪܝܐ!

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 48828
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

الأحد الخامس من الصوم ـ السامري الصالح ܚܕ ܒܫܒܐ ܚܡܝܫܐ ܕܡܫܪܝܐ!

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »

الأحد الخامس من الصوم ـ السامري الصالح ـ !
تمهيد
إن مثل السامري الصالح هو من الأمثال المهمة التي جاءت على لسان المسيح له المجد في العهد الجديد. وقد ذهب شرّاح الكتاب المقدس في تفسير هذا المثل مذاهب شتى، ولكن يبقى سؤال الناموسي الذي جاء إلى يسوع ليجربه قائلاً: يا معلم. ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟ هو الدافع إلى إبداء رأي المسيح له المجد في قضية الفواصل العرقية والدينية.
فمن المعلوم أن هذا السامري الذي كان في طريقه بين أورشليم وأريحا كان عدواً في رؤيته إلى اليهود، وفي رؤية اليهود إليه. ولكن المسيح له الكرامة خلال زياراته المتكررة وتعليمه للناس كان يريد أن يؤكد على رفع كل أسباب الكراهية والضغينة والحقد من قلب الإنسان نتيجة نظرته إلى الفواصل العرقية والدينية، وكما قال بولس الرسول في رسالته إلى أهل كولوسي: حيث ليس يوناني ويهودي ختان وغرلة بربري سكِّيثي عبد حرٌ، بل المسيح الكل وفي الكل (كولوسي 3 : 11). والسبب في رفع هذه الحواجز بين أبناء الإنسانية هو: لأن المسيحي أي المنتسب إلى المسيح الفادي قد لبس الجديد الذي يتجدد للمعرفة حسب صورة الخالق.
والسامري هنا يمكن أن يكون المسيح ذاته، والإنسان الجريح أن يكون كل إنسان بل الإنسانية جمعاء، و اللصوص هم التجارب والمحن الصعبة التي تُبعد الإنسان عن الله، والحنان هو حنان الله الذي يُغدقه على كل من الصالحين والطالحين، ولكن المغزى هو أن تُشعر أن الذي يصنع معك الرحمة هو الأقرب إليك لأنه قريب إلى الله بعمله الصالح. وقراءة هذا الفصل قد تعطي القارئ بحسب بيئته أفكاراً جديدة تدفعه ليفهم عمق هذا المثل.

ترتيلة : يا مكوّن العوالم

يـا مُكَــوِّنَ العَـوالِـمْ بِقُــــدْرَةٍ مِـنْ عَــــــدَمْ
يـا مُخَـلِّـصْ جِنْسَ آدمْ بِحَـنــــــانٍ وَكَـــــرَمْ

إجْعَلْ يا رَبّ هذا القُرْبانْ يَـمْحُـوْ ذَنْبنـــا العَظِيــــمْ
وَجُـدْ عَلْينا بِالإحْـسانْ أَيُّـهـا الفـــادي الكَـــرِيـمْ.

فروميون : السبح للمسيح الطبيب السماوي الذي جاء ليداوي جراحنا، ويشفي أسقامنا، ويفتح أمامنا خزانة خيراته الإلهية، ومواهبه الروحية، الشكر لرب الأنام الذي مهّد لنا الطريق إلى ميناء الراحة والسلام، الحمد لمن جعل ذاته باب رجاء وعزاء لكل من يقرعه ويلجأ إليه، الذي به يليق المجد والوقار في هذا الوقت.
سدرو: لك الشكر يا مكوّن العوالم ومانح العطايا الحسنة، وصانع العجائب المدهشة، يا من نشلت جنسنا من قعر الخطيئة الآسن وغفرت له سيئاته، وعدت به إلى جنَّة عدن، أنت الذي ملأت قلوبنا بالعزاء الكامل، وأنعمت علينا نحن الخطاة بفيض مراحمك، وامتلأت نفوسنا عجباً بكثرة معجزاتك، ولهذا نهتف بإيمان صادق قائلين: هذا هو الطبيب السماوي الذي بكلمة منه طهّر الأبرص المعذب. هذا هو الطبيب السماوي الذي أمر المخلّع أن يحمل سريره ويمضي إلى بيته بعد أن منحه الشِّفاء نفساً وجسداً، فتعجب الذين شاهدوا ومجدوا الله على أعماله. هذا هو الطبيب السماوي الذي نالت منه نازفة الدم الشفاء بلمسة من طرف ثوبه. هذا هو الطبيب السماوي الذي عالج صيّادين بسطاء فجعل منهم صيّادين مهرة للأنفس التائهة. هذا هو الطبيب السماوي الذي ما حلّت يمينه على مريض إلا وشفاه ومن دائه. هذا هو الطبيب السماوي الذي قال للكنعانية: أذهبي وليكن لك بحسب إيمانك. هذا هو الطبيب السماوي الذي أعطانا عربون الحياة بانتشاله لعازر وابن الأرملة من بين الأموات.
والآن نحن أولاد البيعة المقدسة، نتضرع إلى مراحمك الغزيرة قارعين بابها الواسع، لتتقبل هذا الصوم والصلاة، وتؤهّلنا لعمل الصالحات الباقيات والسلوك في طريق الحياة، وترضى بما نقدمه لك من قرابين وضحايا روحية، وتنيح بها أنفس موتانا المؤمنين، وتقيمنا وإياهم عن جانبك اليمين، ربنا ومتعنا صحبة الأبرار والصالحين، وأبعد عنا المحن والشدائد، وأغفر لنا ما أسأنا به إليك، وأحفظ أسماءنا وأسماء آبائنا في سفر الحياة، وأجلسنا في أحضان ابراهيم، ومتعنا في جنان النعيم لنسبحك وأباك وروحك القدوس الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين آمين.

القراءة إنجيل لوقا 10 : 25 ـ 37
وَإِذَا نَامُوسِيٌّ قَامَ يُجَرِّبُهُ قَائِلاً: يَا مُعَلِّمُ مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ. فَقَالَ لَهُ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي النَّامُوسِ. كَيْفَ تَقْرَأُ. فَأَجَابَ تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ. فَقَالَ لَهُ بِالصَّوَابِ أَجَبْتَ. اِفْعَلْ هَذَا فَتَحْيَا. وَأَمَّا هُوَ فَإِذْ أَرَادَ أَنْ يُبَرِّرَ نَفْسَهُ سَأَلَ يَسُوعَ وَمَنْ هُوَ قَرِيبِي. فَأَجَابَ يَسُوعُ إِنْسَانٌ كَانَ نَازِلاً مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَرِيحَا فَوَقَعَ بَيْنَ لُصُوصٍ فَعَرَّوْهُ وَجَرَّحُوهُ وَمَضَوْا وَتَرَكُوهُ بَيْنَ حَيٍّ وَمَيْتٍ. فَعَرَضَ أَنَّ كَاهِناً نَزَلَ فِي تِلْكَ الطَّرِيقِ فَرَآهُ وَجَازَ مُقَابِلَهُ. وَكَذَلِكَ لاَوِيٌّ أَيْضاً إِذْ صَارَ عِنْدَ الْمَكَانِ جَاءَ وَنَظَرَ وَجَازَ مُقَابِلَهُ. وَلَكِنَّ سَامِرِيّاً مُسَافِراً جَاءَ إِلَيْهِ وَلَمَّا رَآهُ تَحَنَّنَ. فَتَقَدَّمَ وَضَمَدَ جِرَاحَاتِهِ وَصَبَّ عَلَيْهَا زَيْتاً وَخَمْراً وَأَرْكَبَهُ عَلَى دَابَّتِهِ وَأَتَى بِهِ إِلَى فُنْدُقٍ وَاعْتَنَى بِهِ. وَفِي الْغَدِ لَمَّا مَضَى أَخْرَجَ دِينَارَيْنِ وَأَعْطَاهُمَا لِصَاحِبِ الْفُنْدُقِ وَقَالَ لَهُ اعْتَنِ بِهِ وَمَهْمَا أَنْفَقْتَ أَكْثَرَ فَعِنْدَ رُجُوعِي أُوفِيكَ. فَأَيُّ هَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةِ تَرَى صَارَ قَرِيباً لِلَّذِي وَقَعَ بَيْنَ اللُّصُوصِ. فَقَالَ ﭐلَّذِي صَنَعَ مَعَهُ الرَّحْمَةَ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: ﭐذْهَبْ أَنْتَ أَيْضاً وَاصْنَعْ هَكَذَا.

الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
كان هذا الرجل، وهو أحد علماء شريعة موسى، يقتبس كلمات سفري اللاويين (لا 19: 18) والتثنية (تث 6: 5). وقد تحدث الرب يسوع بإفاضة عن هذه الشرائع في (مت 19: 16-22؛ مر 10: 17-22).
لقد تعامل علماء الشريعة مع الرجل الجريح كموضوع للجدل والمناقشة، وتعامل معه اللصوص كموضوع للنهب والسرقة، أما الكاهن فتعامل معه كمشكلة عليه أن يتجنبها، بينما تعامل معه اللاوي كموضوع للفضول. وليس سوى السامري الصالح الذي تعامل معه كإنسان يستحق الحب والرحمة.
من هذا المثل نتعلم ثلاثة مباديء عن محبة القريب وهي:
1 ـ إن نقص المحبة كثيراً ما يسهل تبريره.
2 ـ القريب هو أي إنسان محتاج، من أي جنس، ومن أي عقيدة، ومن أي لون، ومن أي خلفية اجتماعية.
3 ـ الحب معناه العمل على سد احتياجات الآخرين. إنك ستجد أناساً محتاجين يعيشون على مقربة منك، أينما كنت تعيش. وليس هناك أي منطق سليم لرفض مساعدة الغير.
وللمسيح المجد من الأزل وإلى ابد الآبدين آمين.
شرح معاني الكلمات السريانية
فروميون كلمة يونانية تعني الجزء الأول من صلاة الإستغفار
سدرو كلمة سريانية تعني النص
زميرتو كلمة سريانية تعني الترتيلة
حساية كلمة سريانية ومعناها أستغفار وغفران
كلمة سريانية تعني الإنجيل
صــــــــــــــــــــــــــومــــــــــــــــــــــــــاً مبــــــــــــــــــــــــــــاركــــــــــــــــــــــاً
:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”܀ طقسيات لأيــام الآحـــــاد & الأعيـــاد“