الأحد الثالث بعد عيد الصليب ـ ܚܕ ܒܫܒܐ ܬܠܝܬܝܐ ܕܒܬܪ ܥܐܕܐ ܕܨܠܝܒ!

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 48840
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

الأحد الثالث بعد عيد الصليب ـ ܚܕ ܒܫܒܐ ܬܠܝܬܝܐ ܕܒܬܪ ܥܐܕܐ ܕܨܠܝܒ!

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »

الأحد الثالث بعد عيد الصليب
القراءة من إنجيل لوقا ص16
وقال أيضا لتلاميذه: كان إنسان غني له وكيل، فوشي به إليه بأنه يبذر أمواله
فدعاه وقال له: ما هذا الذي أسمع عنك؟ أعط حساب وكالتك لأنك لا تقدر أن تكون وكيلاً بعد
فقال الوكيل في نفسه: ماذا أفعل؟ لأن سيدي يأخذ مني الوكالة. لست أستطيع أن أنقب، وأستحي أن أستعطي
قد علمت ماذا أفعل، حتى إذا عزلت عن الوكالة يقبلوني في بيوتهم
فدعا كل واحد من مديوني سيده، وقال للأول: كم عليك لسيدي
فقال: مئة بث زيت فقال له: خذ صكك واجلس عاجلاً واكتب خمسين
ثم قال لآخر: وأنت كم عليك؟ فقال: مئة كر قمح. فقال له: خذ صكك واكتب ثمانين
فمدح السيد وكيل الظلم إذ بحكمة فعل، لأن أبناء هذا الدهر أحكم من أبناء النور في جيلهم
وأنا أقول لكم: اصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم، حتى إذا فنيتم يقبلونكم في المظال الأبدية
الأمين في القليل أمين أيضاً في الكثير، والظالم في القليل ظالم أيضاً في الكثير܀

الشرح
إذ تحدَّث رب المجد يسوع بأمثال عن مدى شوقه لاجتذاب الخطاة عن طريق ضلالهم للدخول بهم إلى مقدَّسه، وجه حديثه إلى تلاميذه في حضرة الفرِّيسيِّين الذين عُرفوا بحب المال والمجد الباطل، مقدَّما لهم مثلًا عن وكيل ظالم يبذر أموال سيِّده، وإذ سأله الموكل أن يقدَّم حساب الوكالة لينزعها عنه حاول أن يكسب له أصدقاء ظلمًا حتى متى طُرد من الوكالة يقبله الأصدقاء في بيوتهم. وقد امتدح السيِّد هذا الوكيل، لا في تبذيره الأموال، ولا في ظلمه، وإنما في حكمته بكسبه أصدقاء له واهتمامه بالحياة المقبلة، فيقدَّم متاع الدنيا الحاضرة لأجل الراحة في المستقبل.

نستطيع قبل أن نستعرض أقوال الآباء في هذا المثل أن نوجز باختصار غاية هذا المثل في النقاط التاليَّة:
أولاً: إن كانت الأمثلة السابقة تعلن عن الحب الأبوي الإلهي نحو الخطاة، فإنه من واجب الخطاة في توبتهم وعِودتهم إلى بيت أبيهم أن يتذرعوا بالحكمة. كما استهان هذا الوكيل بالحاضر من أجل راحته المقبلة، هكذا يليق بنا في توبتنا أن نسلك بروح الحكمة التي تتعدى الاحتياجات الزمنيَّة وتعبر بنا إلى طلب الراحة العتيدة في السماويات.
ثانيًا: أبرز المثل السابق الابن الضال عودة الخاطي إلى بيت أبيه نادمًا وتائبًا. هنا في هذا الأصحاح يحدثنا عن الصدقة وحب العطاء، لا كما من مالنا، بل مما أوكلنا الله عليه، فنكسب لنا أصدقاء من مال موكلنا فيقبلوننا معهم في السماوات.
ثالثاً: يرى البعض أن هذا المثل لم يكن غريبًا على مسامع اليهود في ذلك الحين، إذ يشير الرجل الغني الموكل إلى الدولة الرومانية، التي تركت أمر الجباية في يدّ العشارين الذين يجمعون لحسابها مع اغتصاب الكثير لحسابهم الخاص. فمع جشع الدولة الرومانية كمستعمر إلا أنها كانت تمتدح العشارين الذين يتصرفون في هدوءٍ مع الناس عند جمع الجباية. فالعشار المعتدل في تصرفه يستطيع على المدى الطويل أن يجمع أكثر للدولة كما ينال نصيبًا أوفر، ولا يرهق الممولين، أما العنيف فيحطم الممولين، ويفقد هو سلامه، ولا تستريح الدولة لتصرفاته على المدى الطويل. فالوكيل المذكور هنا حين تنازل عن بعض مما ورد في الصكوك تصرف بحكمة، إذ يخفف عبء الجباية عن اليهود، وفي نفس الوقت يمكن للدولة الرومانية أن تحصل هذه الجباية وإن كانت أقل لكنها بطريقة أسهل.
رابعاً: يؤكد القديس كيرلس الكبير في تعليقه على هذا المثل كما في مواضع أخرى كثيرة، أن السيِّد المسيح إذ يقدَّم لنا مثلًا لا يقصد بنا أن نطبقه في كل الجوانب، وإنما في الجانب الذي قصده السيِّد. هكذا لا يليق بنا أن نتمثل بهذا الوكيل بتبذيره أموال الوكالة ولا بتلاعبه في الصكوك، وإنما نتمثل بالتزامنا بالحكمة والنظرة المستقبليَّة (الأبديَّة).
الوكيل الذي طرده سيِّده من وكالته قد مُدح لأنه حصَّن نفسه من المستقبل...
يلزمنا ألا نتمثل نحن به في كل شيء، إذ لا يليق بنا أن نخدع سيدنا، فنقدَّم الصدقة خلال الخداع...
من ناحيَّة أخرى قيل هذا المثل لكي ندرك أنه أن كان الوكيل الذي عمل بخداع استطاع أن ينال مديحًا... فكم بالحري الذين يسرون الله بتنفيذهم وصاياه في أعمالهم؟!
خامساً: يقول المسيح له المجد: لأن أبناء هذا الدهر أحكم من أبناء النور في جيلهم. الإنسان الذي يعمل لحساب حياته الزمنيَّة يُحسب ابنًا لهذا الدهر، أما من يعمل لحساب مملكة النور الأبديَّة، فيحسب ابنًا للنور. يود الله أن يكون أبناء النور عاملين بحكمة من أجل هذا الهدف: التمتع بمملكة النور، لكن للأسف أحيانًا يسقطون في التهاون، فيفقدون الحكمة السماويَّة، ليصير السالكون في هذا العالم أكثر منهم تعقلًا من جهة تحقيق غايتهم.
يقصد بأبناء هذا الدهر أولئك الذين يضعون فكرهم في خيرات الأرض؛ وأبناء النور الذين ينشغلون بالكنوز الروحيَّة خلال الحب الإلهي. أحياناً في تدبير الأمور البشريَّة نسلك بتعقل منهمكين فيها حتى متى رحلنا نجد ملجأ لحياتنا، بينما ونحن نوجه الأمور الإلهيَّة لا نفكر في نصيبنا هناك.
وللمسيح المجد من الازل وإلى أبد الآبدين آمين.
:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”܀ طقسيات لأيــام الآحـــــاد & الأعيـــاد“