الأحد الأول بعد الميلاد ܚܕ ܒܫܒܐ ܩܕܡܝܐ ܕܒܬ̣ܙ ܝܠܕܐ!

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 49126
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

الأحد الأول بعد الميلاد ܚܕ ܒܫܒܐ ܩܕܡܝܐ ܕܒܬ̣ܙ ܝܠܕܐ!

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »

إنجيل القداس الإلهي لو ص2
وَكَانَ الصَّبِيُّ يَنْمُو وَيَتَقَوَّى بِالرُّوحِ، مُمْتَلِئًا حِكْمَةً، وَكَانَتْ نِعْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ.
وَكَانَ أَبَوَاهُ يَذْهَبَانِ كُلَّ سَنَةٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ فِي عِيدِ الْفِصْحِ. وَلَمَّا كَانَتْ لَهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَنَةً صَعِدُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ كَعَادَةِ الْعِيدِ. وَبَعْدَمَا أَكْمَلُوا الأَيَّامَ بَقِيَ عِنْدَ رُجُوعِهِمَا الصَّبِيُّ يَسُوعُ فِي أُورُشَلِيمَ، وَيُوسُفُ وَأُمُّهُ لَمْ يَعْلَمَا. وَإِذْ ظَنَّاهُ بَيْنَ الرُّفْقَةِ، ذَهَبَا مَسِيرَةَ يَوْمٍ، وَكَانَا يَطْلُبَانِهِ بَيْنَ الأَقْرِبَاءِ وَالْمَعَارِفِ. وَلَمَّا لَمْ يَجِدَاهُ رَجَعَا إِلَى أُورُشَلِيمَ يَطْلُبَانِهِ. وَبَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ وَجَدَاهُ فِي الْهَيْكَلِ، جَالِسًا فِي وَسْطِ الْمُعَلِّمِينَ، يَسْمَعُهُمْ وَيَسْأَلُهُمْ. وَكُلُّ الَّذِينَ سَمِعُوهُ بُهِتُوا مِنْ فَهْمِهِ وَأَجْوِبَتِهِ. فَلَمَّا أَبْصَرَاهُ انْدَهَشَا. وَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: يَا بُنَيَّ، لِمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا هكَذَا؟ هُوَذَا أَبُوكَ وَأَنَا كُنَّا نَطْلُبُكَ مُعَذَّبَيْنِ!
فَقَالَ لَهُمَا: لِمَاذَا كُنْتُمَا تَطْلُبَانِنِي؟ أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ فِي مَا لأَبِي؟. فَلَمْ يَفْهَمَا الْكَلاَمَ الَّذِي قَالَهُ لَهُمَا. ثُمَّ نَزَلَ مَعَهُمَا وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ وَكَانَ خَاضِعًا لَهُمَا. وَكَانَتْ أُمُّهُ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذِهِ الأُمُورِ فِي قَلْبِهَا. وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ يَتَقَدَّمُ فِي الْحِكْمَةِ وَالْقَامَةِ وَالنِّعْمَةِ، عِنْدَ اللهِ وَالنَّاسِ.

الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
إن كان الحبل بالمسيح وميلاده قد أفرح السماء والأرض؛ ابتهج السمائيُّون وانطلقوا إلى الأرض يطوِّبونها، وفرح البشر من بسطاء كالرعاة وحكماء كالمجوس وكهنة كزكريَّا وسمعان الشيخ، ونساء متزوِّجات كأليصابات وعذارى كمريم وأرامل كحنَّة بنت فنوئيل وأطفال كيوحنا المعمدان إلخ. فإنَّه بعد دخوله الهيكل في سن الأربعين يومًا عاد إلى الناصرة في جوّ من الهدوء الشديد ليُمارس الحياة البشريّة كواحدٍ منَّا؛ وكما يقول القدِّيس يوحنا ذهبي الفم̣: لم يردْ أن يُظهر معجزات في طفولته وصبوَّته حتى بدأ الخدمة لكي يمارس حياتنا معلنًا حقيقة إخلائه. يؤكِّد هذا ما قاله الإنجيلي يوحنا في تحويل الماء خمرًا في عرس قانا الجليل، معلنًا أنها أول آية صنعها يسوع (يو 3).
لقد حمل ناسوتنا، فصار مثلنا بالرغم من عدم انفصاله قط عن لاهوته. بسبب هذا الناسوت قيل: وكان الصبي ينمو ويتقوَّى بالروح ممتلئًا حكمة، وكانت نعمة الله عليه. وفيما يلي بعض التعليقات للآباء علي هذه العبارة وأيضًا علي قوله: وأما يسوع فكان يتقدَّم في الحكمة والنعمة عند الله والناس.
يشير القول يتقدُّم الصبي في الحكمة والقامة والنعمة إلى طبيعته البشريّة، ولذلك فإنَّي أرجو أن تفكِّروا في عمق نظريّة الفداء، فقد تحمَّل الله الكلمة أن يولد إنسانًا، مع أنه بطبيعته الإلهيّة لا بداية له ولا يحدّه زمان، فهو الإله الكامل الذي قبل أن يخضع لقانون النمو الجسماني، ويتقدَّم في الحكمة وهو إله الحكمة، فانظر إلى المسيح الآن وقد أصبح مثلنا فصار الله إنسانًا والغني فقيرًا والعالي ذليلًا. إن الله الكلمة أخلى ما فيه بقبوله الطبيعة البشريّة. كان لله الكلمة أن يتَّخذ جسدًا من امرأة، فيصبح بمجرد ولادته رجلًا نامي الأعضاء كامل الأنسجة، ولكن لو حدث ذلك لكان من قبيل اللعب التخيُّلي، ولذلك سار الصبي علي قوانين الطبيعة البشريّة فكان يتقدَّم في الحكمة والقامة والنعمة.
ولكن لا تتألّموا إذ سُئلت: كيف يتقدَّم الله وينمو؟ وكيف يمكن الله الذي يهب الملائكة والناس نعمة يُمنح حكمة ونعمة؟
أرجو أن تفكِّروا في العبارات التي وردت في الإنجيل توضيحًا لهذا السرّ العجيب، فإنَّ الإنجيلي الحكيم لم يُشر بآيتيه السابقتين إلى الكلمة وهي الطبيعة الإلهيّة، بل أشار في غير لبس أو غموض إلى المسيح، وقد وُلد إنسانًا من امرأة، واتَّخذ صورتنا، وصار صبيًا بشريًا. في هذه الحالة يقول الإنجيلي عنه إنه كان يتقدَّم في الحكمة والقامة والنعمة"، فترون أن جسم الصبي نما طبقًا للنواميس الطبيعيّة، وعقله تقدَّم ماشيًا مع النمو الجسماني.
ولما أكملوا كل شيء حسب ناموس الرب، رجعوا إلى الجليل إلى مدينتهم الناصرة. وكان الصبي ينمو ويتقوى بالروح، ممتلئا حكمة، وكانت نعمة الله عليه (لوقا 2: 39-40) - مجموعة سمعان وحنة يقابلان يسوع (لوقا 2: 21-40).
نما الجسم في القامة، وتقدَّمت النفس في الحكمة، أما الله فبطبيعته الإلهيّة كامل لأنه مصدر الحكمة والكمال.
لقد حّل اللاهوت في جسم بشري... بل وفي نفس بشريّة أيضًا... كان ينمو... لقد أخلى ذاته وأخذ شكل العبد (في 2: 7) ...
وبالقدرة التي بها أخلى ذاته نما أيضًا.. فظهر ضعيفًا لأنه استطاع في حبه أن يأخذ جسدًا ضعيفًا واستطاع أيضًا أن ينمو ويتقوّى...
أخلي ابن الله ذاته، وبنفس القُدرة امتلأ حكمة وكانت نعمة الله عليه...
امتلأ نعمة لا في شبابه، إنما كان يُعلِّم الجموع وهو بعد صبي.. كان عجيبًا في كل شيء، عجيبًا في صبُوَّته فامتلأ بملء حكمة الله.
وكانت أُمُّه تحفظ جميع هذه الأمور في قلبها. لقد عرفت مريم أن هناك أشياء تفوق ما للإنسان الطبيعي فحفِظت في قلبها كل كلمات ابنها... كانت تراه ينمو ويتقوَّى في النعمة أمام الله والناس... كان يسوع ينمو في الحكمة، وكان يظهر أكثر حكمة من سنة إلى أخرى.
التقدَّم هنا خاص بالجسد، إذ هو يتقدَّم، فيه يتقدَّم إعلان اللاهوت للذين يرونه، وإذ كان اللاهوت يُعلن أكثر فأكثر لذلك كانت نعمته تتزايد في أعين كل البشر. كطفلٍ حُمل إلى الهيكل، إذ صار صبيًا بقي هناك يناقش الكهنة في الشريعة، وإذ نما جسده أعلن الكلمة ذاته فيه. لذلك اعترف به بطرس ثم البقيّة: أنت هو ابن الله (مت 16: 16؛ 27: 54)... نمو الحكمة هنا لا يعني نمو الحكمة ذاته إنما تقدَّم ناسوت في الحكمة (بإعلانها)... لذلك قيل: الحكمة بَنَت بيتها (أم 19: 1) وأعطت لذاتها نموًا لبيتها.
وكان أبواه يذهبان كل سنة إلى أورشليم في عيد الفصح. ولما كانت له اثنتا عشرة سنة صعدوا إلى أورشليم كعادة العيد (لوقا 2: 41-42) - مجموعة يسوع الفتى ذو الاثني عشر عامًا في أورشليم (لوقا 2: 41-52).
وكان أبواه يذهبان كل سنة إلى أورشليم في عيد الفصح. ولما كانت له اثنتا عشرة سنة صعدوا إلى أورشليم كعادة العيد (لوقا 2: 41-42) - مجموعة "يسوع الفتى ذو الاثني عشر عامًا في أورشليم (لوقا 2: 41-52)
8. يسوع في الهيكل
لم تروِ لنا الأناجيل المقدَّسة شيئًا عن شخص المسيح منذ عودته من مصر وهو طفل، ربَّما في الثالثة من عمره وحتى بدء الخدمة في سن الثلاثين سوى قصَّة دخوله الهيكل في سن الثانية عشر من عمره. هذه القصة الفريدة تكشف لنا عن صبُوَّة السيِّد المسيح وتقدِّم لنا الكلمات الأولى التي نطق بها السيِّد المسيح في الأناجيل: ألَم تعلِّما أنه ينبغي أن أكون فيما لأبي، وهي تكشف لنا عن طاعته وخضوعه لأُمّه القدِّيسة مريم.
ويلاحظ في هذه القصَّة الآتي:
أولًا: أمرت الشريعة أن يذهب كل الرجال اليهود إلى أورشليم في كل سنة ليحتفلوا بعيد الفصح (خر 13: 17، تث 16: 16) يقضون هناك ثمانية أيام (عيد الفصح وعيد الفطير معًا)، وكان المسافرون يسيرون على قافلتين، إحداهما للنساء في المقدِّمة والثانية للرجال في المؤخِّرة، وكان الصِبيَّان يسيرون إِما مع الرجال أو النساء. لذلك فإنَّه إذ اِنقضى اليوم الأول في العودة اِقتربت القافلتان واِلتقى يوسف بمريم كل منهما يسأل الآخر عن الصبي، إذ حسب كل منهما أنه مع الآخر، وقد بقيا يومًا كاملًا يسألان عنه بين الرجال والنساء، وإذ لم يجداه قرَّرا العودة إلى أورشليم حيث قضيا يومًا ثالثًا، لذا يقول النجيلي: وبعد ثلاثة أيام وجداه في الهيكل جالسًا في وسط المعلِّمين، يسمعهم ويسألهم.
لا نعرف شيئًا عن حديث المسيح مع المعلِّمين وهو في الثانية عشر من عمره، لكننا نعرف أن كل الذين سمعوا بُهتوا من فهمه وأجوبته، وأن القدِّيسة مريم والقدِّيس يوسف إذ أبصراه اِندهشا. لعلَّه كان يتحدَّث معهم بخصوص الفصح الحقيقي، فيكشف لهم عن الحاجة للانطلاق من خروف الفصح الرمزي إلى الحقيقي، أو كان يحدّثهم عن العبور لا من أرض مصر إلى كنعان، بل من الجحيم إلى الفردوس، أو لعلَّه كان يحدّثهم عن الحاجة إلى المسيَّا ويكشف لهم النبوَّات... على أي الأحوال كان يتحدَّث بسلطانٍ، فيُبهت السامعين. بلا شك رأت القدِّيسة مريم عجبًا، حتى يقول الإنجيلي: وكانت أُمّة تحفظ جميع هذه الأمور في قلبها.
حدَّد الإنجيلي أنهما وجداه بعد ثلاثة أيام في الهيكل جالسًا في وسط المعلِّمين، فإنَّ كان رقم 3 كما رأينا في دراستنا لسفر يشوع تُشير للإيمان بالثالوث القدِّوس، كما تشير لقيامة المسيَّا من الأموات، فإنَّه لا يمكن للكنيسة أن تُلقي بعريسها في هيكله المقدَّس إلا خلال الإيمان الثالوثي، أو التلامس مع عمل الثالوث القدِّوس في حياتها، وخلال خبرة الحياة المُقامة مع المسيَّا. بمعنى آخر لن نستطيع أن نلتقي بالسيِّد وننعم بصداقته الفائقة في مقدَّساته ما لم نتقدَّس بالإيمان الثالوثي، ونحيا بحياته المُقامة فينا!
وبعدما أكملوا الأيام بقي عند رجوعهما الصبي يسوع في أورشليم، ويوسف وأمه لم يعلما. وإذ ظناه بين الرفقة، ذهبا مسيرة يوم، وكانا يطلبانه بين الأقرباء والمعارف (لوقا 2: 43-44). مجموعة يسوع الفتى ذو الاثني عشر عامًا في أورشليم (لوقا 2: 41-52).
وبعدما أكملوا الأيام بقي عند رجوعهما الصبي يسوع في أورشليم، ويوسف وأمه لم يعلما. وإذ ظناه بين الرفقة، ذهبا مسيرة يوم، وكانا يطلبانه بين الأقرباء والمعارف (لوقا 2: 43-44) - مجموعة يسوع الفتى ذو الاثني عشر عامًا في أورشليم (لوقا 2: 41-52).
إن قبِلنا الإيمان الثالوثي عمليًا، فتمعُنًا بأبوَّة الآب، وانفتح قلبنا لفداء الابن، ونلنا شركة روحه القدِّوس، إن صارت لنا الحياة السماويّة المقامة في المسيح نرى السيِّد نفسه في قلبنا كما في هيكله يقود كل مناقشاتنا الداخليّة، يعلمنا ويدربَّنا كمعلمٍ صاحب سلطان، يقود القلب بكل عواطفه، والفكر بكل أبعاده، والجسد بكل أحاسيسه! لنبصره مع أُمّه القدِّيسة مريم ونندهش معها من أجل عمله فينا!
وللمسيح المجد من الازل وإلى ابد الآبدين لآمين.
& سنة ميلادية مباركة
:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”܀ طقسيات لأيــام الآحـــــاد & الأعيـــاد“