الأحد الثامن بعد العنصرة ܚܕ ܒܫܒܐ ܬܡܝܢܝܐ ܕܒܬܪ ܕܦܢܛܝܩܣܛܝ!

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 49113
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

الأحد الثامن بعد العنصرة ܚܕ ܒܫܒܐ ܬܡܝܢܝܐ ܕܒܬܪ ܕܦܢܛܝܩܣܛܝ!

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »

الأحد الثامن بعد العنصرة القراءة من إنجيل مت 12: 22 ـ 32،
حِينَئِذٍ أُحْضِرَ إِلَيْهِ مَجْنُونٌ أَعْمَى وَأَخْرَسُ فَشَفَاهُ، حَتَّى إِنَّ الأَعْمَى الأَخْرَسَ تَكَلَّمَ وَأَبْصَرَ.
فَبُهِتَ كُلُّ الْجُمُوعِ وَقَالُوا: أَلَعَلَّ هذَا هُوَ ابْنُ دَاوُدَ؟
أَمَّا الْفَرِّيسِيُّونَ فَلَمَّا سَمِعُوا قَالُوا: هذَا لاَ يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ إِلاَّ بِبَعْلَزَبولَ رَئِيسِ الشَّيَاطِينِ.
فَعَلِمَ يَسُوعُ أَفْكَارَهُمْ، وَقَالَ لَهُمْ: كُلُّ مَمْلَكَةٍ مُنْقَسِمَةٍ عَلَى ذَاتِهَا تُخْرَبُ، وَكُلُّ مَدِينَةٍ أَوْ بَيْتٍ مُنْقَسِمٍ عَلَى ذَاتِهِ لاَ يَثْبُتُ. فَإِنْ كَانَ الشَّيْطَانُ يُخْرِجُ الشَّيْطَانَ فَقَدِ انْقَسَمَ عَلَى ذَاتِهِ. فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَمْلَكَتُهُ؟ وَإِنْ كُنْتُ أَنَا بِبَعْلَزَبُولَ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ، فَأَبْنَاؤُكُمْ بِمَنْ يُخْرِجُونَ؟ لِذلِكَ هُمْ يَكُونُونَ قُضَاتَكُمْ! وَلكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ، فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ! أَمْ كَيْفَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَ الْقَوِيِّ وَيَنْهَبَ أَمْتِعَتَهُ، إِنْ لَمْ يَرْبِطِ الْقَوِيَّ أَوَّلًا، وَحِينَئِذٍ يَنْهَبُ بَيْتَهُ؟ مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ، وَمَنْ لاَ يَجْمَعُ مَعِي فَهُوَ يُفَرِّقُ. لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ خَطِيَّةٍ وَتَجْدِيفٍ يُغْفَرُ لِلنَّاسِ، وَأَمَّا التَّجْدِيفُ عَلَى الرُّوحِ فَلَنْ يُغْفَرَ لِلنَّاسِ. وَمَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ يُغْفَرُ لَهُ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ، لاَ فِي هذَا الْعَالَمِ وَلاَ فِي الآتِي.

الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
حتى لا يَحسب الفرّيسيّون أن يسوع المسيح له المجد برئيس الشيّاطين يخرج الشيّاطين يلزمهم أن ينصتوا إلى قوله: إن كنتُ أنا ببعلزبول أُخرج الشيّاطين، فأبناؤكم فبمن يُخرجون؟ لذلك هم يكونون قضاتكم بلا شك يقصد بهم تلاميذه، هؤلاء الذين هم من أبناء هذا الشعب. فمن المؤكد تمامًا أنهم لم يتلقَّنوا شيئًا من الفنون الشيطانيّة من سيّدهم الصالح حتى يمكنهم التسلّط على الشيّاطين، لذلك قال لهم: هم يكونون قضاتكم. إنهم أوفياء، من أقل الطبقات، لا يعرفون الحقد بل يتّسمون ببساطة قوّتي المقدّسة. إنهم شهود لي وقضاة عليكم، لذلك أضاف: ولكن إن كنتُ أنا بروح الله أُخرج الشيّاطين فقد أقبل عليكم ملكوت الله... فإن كنتُ أنا بروح الله أُخرج الشيّاطين فأبناؤكم الذين لم أُعلّمهم أي تعليم مخادع وإنما ببساطة الإيمان فقط يُخرجون الشيّاطين... لذلك سيُقبل عليكم ملكوت الله وتهلك مملكة الشيطان وأنتم تهلكون معها.
بقوله: فأبناؤكم بمن يُخرجون؟ يظهر لهم أنهم يفعلون ذلك بحسب نعمته وليس كاستحقاقهم. لذلك يقول: أم كيف يستطيع أحد أن يدخل بيت القوي وينهب أمتعته، إن لم يربط القوي أولًا وحينئذ ينهب أمتعته؟ فأبناؤكم الذين آمنوا به والذين سيؤمنون به يُخرجون الشيّاطين ببساطة القداسة وليس بقوة بعلزبول. إنهم بلا شك كانوا أشرّارًا وخطاة مثلكم، فإذ كانوا في بيت الشيطان وآنية له، فكيف يستطيعون الخلاص منه هذا الذي ربطهم بالظلمة وتسلّط عليهم، ما لم يكن قد ربطه الرب بسلاسل عدالته وأخذ منه الآنية التي كانت للسخط وجعلها للرحمة؟ هذا هو عين ما قاله الرسول الطوباوي عندما زجر المتكبّرين المتّكلين على برِّهم الذاتي، قائلًا: لأنه من يميّزك؟ (1 كو 4: 7)، أي من يميّزك من الهلاك الأبدي الموروث عن آدم، أو من يحوِّلك عن كونك إناءً للسخط؟ فإذ لا يستطيع أحد أن يجيب بأنه ببرّه الذاتي يتغيّر عن كونه إناءً للسخط، لذلك يضيف الرسول وأي شيء لك لم تأخذه؟ يتحدّث الرسول بولس عن تغيير نفسه من كونه إناءً للسخط بقوله: وكنا بالطبيعة أبناء غضب كالباقين أيضًا (أف 2: 3). فقد كنت مضطهدًا للكنيسة، كنت مجدّفا ومقاومًا وحاقدًا وحاسدًا، كنت إناءً في منزل ذلك القوي في الشرّ، ولكن المسيح يسوع له الكرامة الذي ربط هذا الشيطان القوي أخذ آنية الهلاك وجعلها آنية مختارة.
يقول القديس أغسطينوس بأن كنيسة المسيح تمثِّل مملكة الله غير المنقسمة، فهي كنيسة جامعة، أمّا الهراطقة الذين يحملون اسم المسيح وهم منشقّون على الكنيسة فلا ينتمون لمملكة الله، ولا يعني وجودهم أن انقسامًا قد حدث في جسد المسيح، فإن لهم مجرّد الاسم دون العضويّة.
حقًا إن كل انقسام سواء على مستوى الكنيسة الجامعة أو المحليّة أو كنيسة البيت أو داخل قلب المؤمن، إنّما هو غريب عن روح المسيح، يفقد الإنسان عضويّته الحقّة في جسد المسيح يسوع الواحد. إنه من عمل الشيطان!
يستغل عدوّ الخير كلمات المسيح بخصوص عدم مغفرة التجديف على الروح القدس لتحطيم بعض النفوس، فيشكِّكها أنه قد مرّ على فكرها تجديفًا على الأرواح ليُغلق أمامها باب الرجاء في الخلاص! وإذ عانى القديس أغسطينوس كأسقف من هذا الأمر وسط شعبه أراد أن يبعث فيهم روح الرجاء محطّما كل تشكيك شيطاني، فبدأ بتأكيد أن كل إنسان معرّض لفكر تجديف، إن لم يكن بالنطق بكلمة تجديف خاصة قبل إيمانه. فهل يُغلق باب الخلاص أمام الجميع؟
من ذا الذي لم يخطئ بكلمة ضدّ الروح القدس قبل كونه مسيحيًّا أو قبل كونه تابعًا للكنيسة الجامعة؟
1. الوثنيون: أليس الوثنيّون الذين يعبدون آلهة كثيرة باطلة، ويسجدون للأصنام، ويقولون بأن الرب يسوع الفادي صنع معجزاته بقوة السحر، يكونون كمن قالوا بأنه برئيس الشيّاطين يُخرج الشيّاطين، وإذ يجدّفون على مقدّساتنا يوميًا... ألا يكون ذلك تجديفًا على الروح القدس؟!
2. اليهود: أليس اليهود بنطقهم تلك الكلمات أثاروا المناقشة التي أعالجها؟! ألا ينطقون إلى اليوم بكلمة تجديف ضدّ الروح القدس بإنكارهم حلوله في المسيحيّين؟!
لقد أنكر الصدّوقيّون الروح القدس، أمّا الفرّيسيّون فلم ينكروه مؤكِّدين وجوده، لكنهم أنكروا علاقته بالرب يسوع المسيح البار، إذ حسبوه برئيس الشيّاطين يُخرج الشيّاطين مع أنه أخرجها بالروح القدس.
3. الهراطقة: كل من اليهود والهراطقة الذين يعتقدون بوجود الروح القدس ينكرون علاقته بجسد المسيح له السلطان، أي كنيسة الواحدة الوحيدة الجامعة، هؤلاء بلا شك كالفرّيسيّين الذين رغم اعترافهم بوجود الروح القدس إلا أنهم أنكروا وجوده في المسيح، ناسبين إخراج الشيّاطين إلى كونه رئيسًا للشيّاطين...
لقد اتّضح أن كلًا من الوثنيّين واليهود والهراطقة قد جدّفوا على الروح القدس، فهل يُهمل هؤلاء، ويفقدون الرجاء بحسب العبارة وأما من قال كلمة على الروح القدس فلن يغفر له، لا في هذا الدهر، ولا في الآتي. هل لا يمكن أن يوجد من لم يجدّف على الروح القدس إلا المسيحي الذي نشأ منذ طفولته في الكنيسة الجامعة؟
حقًا إن كل الذين آمنوا بكلمة الله وتبعوا الكنيسة الجامعة، سواء كانوا وثنيّين أو يهودًا أو هراطقة، نالوا نعمة المسيح وسلامه. فلو لم يكن لهم غفران عن الكلمات التي تفوّهوا بها ضدّ الروح القدس لكان وعدنا لهم وتبشيرنا بالرجوع إلى الله لينالوا السلام وغفران الخطايا أمرًا باطلًا... لأن العبارة لم تقل: لا تُغفر إلا بالمعموديّة بل قال:
لا يُغفر له لا في هذا الدهر ولا في الآتي.
4. المسيحيّون: قد يظن البعض بأنه لا يخطئ إلى الروح القدس غير الذين اغتسلوا في جرن الولادة الجديدة، فخطيتّهم هذه تكون بجحدهم العطيّة العُظمى التي وهبهم المخلّص إيّاها، ملقين بأنفسهم ـ بعد نوالهم العطيّة ـ في الخطايا المهلكة كالزنا والقتل والارتداد عن المسيحيّة أو عن الكنيسة الجامعة... ولكن كيف يمكننا أن نُبرهن على صحّة هذا؟ إنّني لا أستطيع القول بهذا، لأن الكنيسة لن ترفض التوبة عن أي خطيّة كانت. والرسول بولس يقول بأنه يمكن توبيخ الهراطقة (أي المسيحيّين الذين انحرفوا) لأجل نوالهم التوبة: عسى أن يعطيهم الله توبة لمعرفة الحق، فيستفيقوا من فخ إبليس إذ قد اِقتنصهم لإرادته (2 تي 2: 25-26). وما الفائدة من إصلاحهم إن لم يكن لهم رجاء في نوال المغفرة؟ كذلك لم يقل الرب: المسيحي المعمَّد الذي يقول كلمة على الروح القدس، بل قال وأما من قال كلمة... أي من قال كلمة سواء كان وثنيًا أو يهوديًا أو مسيحيًا أو هرطوقيًا.
هل يقصد بالتجديف المعنى الشامل، أم معنى خاص؟
بعد أن أكّد القديس أغسطينوس أن أبواب مراحم الله مفتوحة للجميع حتى الذين تعرّضوا للتجديف على الروح القدس سواء قبل الإيمان بالمسيح من اليهود أو أمم أو حتى بعد الإيمان مثل السقوط في هرطقات ضدّ الروح القدس أو اِرتكاب خطايا مرّة، بدأ يوضّح كلمات المسيح عن التجديف على الروح القدس في العبارة التي بين أيدينا ليظهر أنه لا يقصد المعنى الشامل، أي كل تجديف ضدّ الروح القدس وإنما يقصد معنى خاصًا.
لم يقل الرب لا يُغفر كل تجديف على الروح أو من قال أيّة كلمة بل وأما من قال كلمة. فلو ذُكرت كلمة كل لما أمكن للكنيسة أن تحتضن الخطاة والأشرار والمقاومين لتعطيهم المسيح ومقدّسات الكنيسة، سواء كانوا يهودًا أو أمميّين أو ثنيّين أو هراطقة... أو حتى الضعفاء من المسيحيّين الذين ينتمون للكنيسة الجامعة نفسها. حاشا أن يكون ذلك هو قصد الرب!
أقول، حاشا أن يقول الرب كل أو أي تجديف أو كلمة على الروح القدس ليس لها مغفرة... إذن فبلا شك توجد تجديفات وكلمات معيّنة لو قيلت على الروح القدس لا يكون لها غفران. فما هي هذه الكلمة؟ هذه هي إرادة الله أن نسأل هذا السؤال ليوضّحه لنا؛ إرادته أن نسأله لا أن نعترض على كلامه.
غالبًا ما يستخدم الكتاب المقدّس هذه الطريقة، وهي أن يعبّر عن أمر ما دون تحديد إن كان يقصد به معنى عامًا أم خاصًا، وبذلك لا توجد ضرورة ملزمة لفهمه بالمعنى العام أو الخاص؛ فهو لا يستخدم كلمة كل ولا بعض لا يتحدّث بصيغة عامة ولا صيغة خاصة.
وللمسيح المجد من الازل وإلى ابد الابدين آمين.
:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”܀ طقسيات لأيــام الآحـــــاد & الأعيـــاد“