الأحد الثاني من الأخيرة والعامة بعد عيد القيامة!

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 48843
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

الأحد الثاني من الأخيرة والعامة بعد عيد القيامة!

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »

انجيل مت الاصحاح 17 انجيل القداس الالهي
وفيما هم يترددون في الجليل قال لهم يسوع: ابن الإنسان سوف يسلم إلى أيدي الناس
فيقتلونه، وفي اليوم الثالث يقوم. فحزنوا جدا.
ولما جاءوا إلى كفرناحوم تقدم الذين يأخذون الدرهمين إلى بطرس وقالوا: أما يوفي معلمكم الدرهمين؟
قال: بلى. فلما دخل البيت سبقه يسوع قائلا: «ماذا تظن يا سمعان؟ ممن يأخذ ملوك الأرض الجباية أو الجزية، أمن بنيهم أم من الأجانب؟
قال له بطرس: من الأجانب. قال له يسوع: فإذا البنون أحرار.
ولكن لئلا نعثرهم، اذهب إلى البحر وألق صنارة، والسمكة التي تطلع أولا خذها، ومتى فتحت فاها تجد إستارا، فخذه وأعطهم عني وعنك.

الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوه المسيح له المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
إن كان الارتفاع إلى جبل التجلّي يملأ التلاميذ فرحًا وبهجة، يليق بهم أن ينزلوا إلى الحياة المجاهدة ليسمعوا للمسيح من حين إلى آخر، يؤكّد التزامه بتسليم نفسه بين أيدي الناس ليُقتل فتُعلن قيامته. لم يكن التجلّي إلا طريقًا يسند التلاميذ في مرحلة حياتهم مع المسيح المصلوب، فينعموا بقيامته ويدخلوا إلى بهجة تجلٍّ دائمٍ.
ولما جاءوا إلى كفرناحوم تقدم الذين يأخذون الدرهمين إلى بطرس وقالوا: أما يوفي معلمكم الدرهمين؟ قال: بلى. فلما دخل البيت سبقه يسوع قائلا: ماذا تظن يا سمعان؟ ممن يأخذ ملوك الأرض الجباية أو الجزية، أمن بنيهم أم من الأجانب؟ قال له بطرس: من الأجانب. قال له يسوع: فإذا البنون أحرار. ولكن لئلا نعثرهم، اذهب إلى البحر وألق صنارة، والسمكة التي تطلع أولا خذها، ومتى فتحت فاها تجد إستارا، فخذه وأعطهم عني وعنك. (متى 17: 24-27)
إيفاء الدرهمين
خضع المسيح مع تلاميذه لإيفاء الجباية أو الجزية، ليؤكّد مبدأ هامًا في حياتنا الإيمانيّة: أن انتماءنا السماوي يهبنا طاعة وخضوعًا لملوك العالم أو الرؤساء، فنلتزم بتقديم واجباتنا الوطنيّة. فالمسيحي وهو يحمل المسيح يسوع ملكًا سماويًا داخل قلبه، إنّما يحمل روح الوداعة والخضوع في حب للوطن وطاعة.
إن كان بطرس الرسول قد دُعي للتكريس الكامل والتفرّغ للخدمة لحساب الملكوت السماوي، لكن دون تجاهل للحياة الواقعيّة. لهذا ذهب إلى البحر كما إلى العالم، وألقى بالصنارة ليعمل، وإنِّما بقدر ضئيل، فيجد الله قد أعدّ له أستارًا في فم سمكة، ليفي به عن سيّده وعن نفسه. لقد قدّس الله العمل، لكن دون أن يرتبك فيه الإنسان، أو يدخل به إلى روح الطمع، وإنِّما من أجل الاحتياجات الضروريّة.
ولعلّ ما فعله بطرس كان يمثِّل التزام المؤمنين ككل، الكنيسة في جامعيّتها، أما بعد حلول الروح القدس فالتزم الرسل للتفرّغ للخدمة ليس احتقارًا للعمل اليومي العادي، وإنما من أجل عدم الارتباك به.
يُعلن القديس كيرلس الكبير على تصرُّف المسيح هنا بقوله: إذ صار الابن الوحيد كلمة الله مثلْنا، وحمل قياس الطبيعة البشريّة انحنى لنير العبوديّة، فدفع بإرادته لجامع الجزية اليهودي الدرهمين حسب ناموس موسى، لكن هذا لم يمنع سِمة المجد الذي فيه. وكأن خضوعنا لكل نظام بروح الرضا والفرح لا يعني إلا مشاركة المسيح في خضوعه لننعم معه بمشاركته مجده الداخلي.
وللمسيح المجد من الان وإلى ابد الابدين امين.
:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”܀ طقسيات لأيــام الآحـــــاد & الأعيـــاد“