الأحد الخامس بعد القيامة ــ ܚܕ ܒܫܒܐ ܚܡܝܫܝܐ ܕܩܝܡܬܐ!

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 48828
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

الأحد الخامس بعد القيامة ــ ܚܕ ܒܫܒܐ ܚܡܝܫܝܐ ܕܩܝܡܬܐ!

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »

الأحد الخامس بعد القيامة
إنجيل لوقا الأصحاح التاسع

وحين تمت الأيام لارتفاعه ثبت وجهه لينطلق إلى أورشليم
وأرسل أمام وجهه رسلاً، فذهبوا ودخلوا قرية للسامريين حتى يعدوا له فلم يقبلوه لأن وجهه كان متجها نحو أورشليم فلما رأى ذلك تلميذاه يعقوب ويوحنا، قالا: يا رب، أتريد أن نقول أن تنزل نار من السماء فتفنيهم، كما فعل إيليا أيضاً فالتفت وانتهرهما وقال: لستما تعلمان من أي روح أنتما لأن ابن الإنسان لم يأت ليهلك أنفس الناس، بل ليخلص. فمضوا إلى قرية أخرى وفيما هم سائرون في الطريق قال له واحد: يا سيد، أتبعك أينما تمضي، فقال له يسوع: للثعالب أوجرة، ولطيور السماء أوكار، وأما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه، وقال لآخر: اتبعني. فقال: يا سيد، ائذن لي أن أمضي أولاً وأدفن أبي! فقال له يسوع: دع الموتى يدفنون موتاهم، وأما أنت فاذهب وناد بملكوت الله، وقال آخر أيضاً: أتبعك يا سيد، ولكن ائذن لي أولا أن أودع الذين في بيتي
فقال له يسوع: ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء يصلح لملكوت الله.

الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
يقول الإنجيلي حين تمَّت الأيَّام لارتفاعه، مستخدمًا ذات التعبير ارتفاعه الذي استخدم عند ارتفاع إيليَّا (2 مل 2: 9-11)، وفي تمجيد العبد المتألِّم (إش 42: 1) وعند صعود المسيح (أع 11: 1-2)... وكأنه إذ قرُبت أيَّام المسيح ليتمجَّد بدخوله إلى الآلام كعبدٍ ليعبُر إلي أمجاده صاعدًا إلى السماوات ثبَّت وجهُه منطلقًا نحو أورشليم، مركز المحاكمة وتدبير صلبه! فقد جاء لأجل هذه الساعة لكي يتألَّم عنَّا فيمجدنا معه وبه وفيه.
ذهب إلى أورشليم منطلقًا، كأنه يود أن يُسرع بالأحداث التي ترقَّبتْها كل الأجيال بكونها عمل الله الخلاصي، به يتمجَّد المؤمنون.
رفضته قرية للسامريِّين، والسامريُّون كما نعلم هم غرباء نازحون من بابل ليقطُنوا عِوض المسبيِّين من إسرائيل سنة 721 ق.م، فجاءت عبادتهم خليطًا بين اليهوديَّة والوثنيَّة، لا يقبلون من العهد القديم سوى أسفار موسى؛ وكان اليهود لا يطيقون السامريِّين، وأيضًا السامريُّون لا يطيقون اليهود.
لم يأت المسيح ليصطاد النفوس للإيمان قهرًا، إنما بالحب وطول الأناة، لأن من يقبل الإيمان عن خوف سرعان ما يتركه، أما من يقبله خلال الحب فيثبت فيه.
فللتلمذة الحقيقية اهداف
إن كان صديقنا السماوي يفتح ذراعيه بالحب مشتاقًا أن يضُم الكل إليه لينعموا بشركة أمجاده، فإنه لا يرسل نارًا تُفني رافضيه. وفي نفس الوقت لا يَصلح الكل للتلمذة له، بل من يتجاوب معه ليحمل فِكرِه وسِماته. وقد قدَّم لنا الإنجيلي لوقا ثلاثة أمثلة لأُناس اِلتقوا معه بقصد التلمذة له. في دراستنا لإنجيل متَّى (8: 19) أوردت تعليقات بعض الآباء في أمر الشخصين الأوَّلين: الكاتب الذي طلب أن يتبع المسيح لكن بنِيَّة غير صادقة، فأجابه المسيح له المجد: للثعالب أوجِرة ولطيور السماء أوكار، وأما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه، وكأن ابن الإنسان لم يجد له موضعًا فيه، أما الثاني فهو إنسان حسن النِيَّة مشتاق للتلمذة، لكن عاقه واجب عائلي ضروري في نظر الناس، ألا وهو الاهتمام بوالده حتى يدفنه. على أي الأحوال أضاف الإنجيلي لوقا شخصًا ثالثًا اِشتاق أن يتتلمذ للرب ويتبعه، لكن ليس في جِدِّيَّة كاملة أو نضوج صادق، فأراد أولًا أن يودِّع الذين في بيته. فكانت إجابة المسيح له المجد: ليس أحد يضع يدَه على المِحراث وينظر إلي الوراء يصلح لملكوت الله.
وللمسيح المجد من الازل وإلى أبد الآبدين آمين.
:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”܀ طقسيات لأيــام الآحـــــاد & الأعيـــاد“