دعوة للتعري أمام حضرة الموت
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في حضرة الموت تّغسلُ النفوس , وتهربُ الشياطينُ خارجَ المقابر, تتسلقُ الحيطان, وتنتظرُ أصحابها حتى يخرجون, فتركبُ أدمغتهم , ليعودوا كما كانوا .
نذكرُ أننا في حضرة الموت , والجسدُ يتوارى تحتَ التراب, نقولُ في أنفسنا : لن نضرَ أحدا" , سنتصالح مع من أساء إلينا , ومع من أسئنا إليه ..
ولكننا من أول قدمٍ تخرجُ من ساحة المقبرة, نبدأ كما كنا , نضحك , ونتكلم في أشياء تافهة , ونلقي النكات بأشكالها , ونستهزىْ عن طريق المزاح بأصدقائنا وأحبائنا .
هكذا تعودنا منذ ولادتنا, قلوبنا كالحجر, لاتلينُ إلا أمام الحزن وأمام الموت, ولانعملُ الصالحات إلا من باب الشفقة ,أو التباهي , او من باب الخوف من جبروت المجهول المعلوم في السماء .
في حضرة الموت تذوب الأحقاد, لتعود بعد لحظات , ومعنى هذا : لكي تكون قلوبنا لينة , يجب أن نكون في حضرة الموت دائما", أو أن تمرَ أمامنا قوافلَ من المحتاجين والمعذبين .
في حضرة الموت , يكون رجال الدين هكذا أيضا" , ليني القلوب, ولكن ليس كالناس العاديين, بل أقلَ بكثير , لأن طبيعة عملهم , جعلت من الموت لديهم أحتفالا" عاديا" , يحدثُ في كل مرة , مثلهم مثلُ الأطباء .
في حضرة الموت نصلي من أجل الراحل, ولكننا بعد ذلك ننبشُ دفاتره العتيقة والجديدة , ونظهره نسخة" طبق الأصل عن الشيطان الذي يسكنُ نفوسنا , وننسى أو نتناسى أنهم سينبشون دفاترنا العتيقه في يوم من الأيام ؟ .
في كل يوم نعملُ كل السيئات ولانندم , وإن ندمنا , فلفترة قصيرة , لأن لنا قلوبا" من حجر , وإيماننا مجرد مظاهر نتفاخرُ بها أمام بعضنا البعض, ومظاهرنا الكاذبة تفضحنا في كل مرة, ولكننا مجبرون على تصديقها كي لانخدشَ مشاعرنا , فتكونُ أكاذيبنا كحقن مورفين لتخديرِ وإرضاء أعصابنا المتصلة بالدماغ , وبالتالي المتصلة بأخلاقنا الفارغة .
في حضرةِ الموت , احتفالٌ خاصٌ للمحبة, فإن لم يكن من المعيب لكنا قبلنا بعضنا بعضا" في لحظةِ محبةٍ حقيقية نابعة من الأعماق المبرمجة على نغمات الحزن والشفقه, ورهبة الموت , والآهات والبكاء والنحيب , بعدها بقليل .. تتلاشى المحبةُ لتصبحَ رُقعا" قميئة" على قميصٍ غير نظيف , في وقت أننا بحاجةٍ ماسةٍ إلى هذه المحبة , ولكن ليسَ في حضرةٍ الموت, بل في منازلنا , بينَ الأزواج , والأقارب , والأصدقاء والأهل والمعارف(الأصول والفروع) ثم التسميات الأخرى .
قال يسوع : أحبوا أعداءكم , ولكن مهلا" بامعلم , فلنحب بيتنا أولا" ثم أقاربنا , ومعارفنا , .... ثم فليأتِ دور محبةِ الأعداء , ولو انتَظَرنا لأعطانا أضعاف أضعاف أعمارنا , لنحققَ مانشَدَ إليه.
دعونا في حضرةِ الموت دائما", وفي حضرة الحزن والشفقه لنحبَ بعضنا , ولنسترَ عيوبنا ونساعدَ بعضنا , فنحنُ أولا" وأخيرا" شعبٌ مهزوم من الداخل , متكبرٌ ومستهترٌ من الخارج, خارجٌ على القانون والأيمان , متدينٌ بالأسم , مليء بالأثم .
صلّوا لنا ولكم , برغم أن صلواتنا لن تُقبل , ولكن أقبلوا مني دعوة" للتعري أمام حضرةِ الموت .
توما بيطار
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في حضرة الموت تّغسلُ النفوس , وتهربُ الشياطينُ خارجَ المقابر, تتسلقُ الحيطان, وتنتظرُ أصحابها حتى يخرجون, فتركبُ أدمغتهم , ليعودوا كما كانوا .
نذكرُ أننا في حضرة الموت , والجسدُ يتوارى تحتَ التراب, نقولُ في أنفسنا : لن نضرَ أحدا" , سنتصالح مع من أساء إلينا , ومع من أسئنا إليه ..
ولكننا من أول قدمٍ تخرجُ من ساحة المقبرة, نبدأ كما كنا , نضحك , ونتكلم في أشياء تافهة , ونلقي النكات بأشكالها , ونستهزىْ عن طريق المزاح بأصدقائنا وأحبائنا .
هكذا تعودنا منذ ولادتنا, قلوبنا كالحجر, لاتلينُ إلا أمام الحزن وأمام الموت, ولانعملُ الصالحات إلا من باب الشفقة ,أو التباهي , او من باب الخوف من جبروت المجهول المعلوم في السماء .
في حضرة الموت تذوب الأحقاد, لتعود بعد لحظات , ومعنى هذا : لكي تكون قلوبنا لينة , يجب أن نكون في حضرة الموت دائما", أو أن تمرَ أمامنا قوافلَ من المحتاجين والمعذبين .
في حضرة الموت , يكون رجال الدين هكذا أيضا" , ليني القلوب, ولكن ليس كالناس العاديين, بل أقلَ بكثير , لأن طبيعة عملهم , جعلت من الموت لديهم أحتفالا" عاديا" , يحدثُ في كل مرة , مثلهم مثلُ الأطباء .
في حضرة الموت نصلي من أجل الراحل, ولكننا بعد ذلك ننبشُ دفاتره العتيقة والجديدة , ونظهره نسخة" طبق الأصل عن الشيطان الذي يسكنُ نفوسنا , وننسى أو نتناسى أنهم سينبشون دفاترنا العتيقه في يوم من الأيام ؟ .
في كل يوم نعملُ كل السيئات ولانندم , وإن ندمنا , فلفترة قصيرة , لأن لنا قلوبا" من حجر , وإيماننا مجرد مظاهر نتفاخرُ بها أمام بعضنا البعض, ومظاهرنا الكاذبة تفضحنا في كل مرة, ولكننا مجبرون على تصديقها كي لانخدشَ مشاعرنا , فتكونُ أكاذيبنا كحقن مورفين لتخديرِ وإرضاء أعصابنا المتصلة بالدماغ , وبالتالي المتصلة بأخلاقنا الفارغة .
في حضرةِ الموت , احتفالٌ خاصٌ للمحبة, فإن لم يكن من المعيب لكنا قبلنا بعضنا بعضا" في لحظةِ محبةٍ حقيقية نابعة من الأعماق المبرمجة على نغمات الحزن والشفقه, ورهبة الموت , والآهات والبكاء والنحيب , بعدها بقليل .. تتلاشى المحبةُ لتصبحَ رُقعا" قميئة" على قميصٍ غير نظيف , في وقت أننا بحاجةٍ ماسةٍ إلى هذه المحبة , ولكن ليسَ في حضرةٍ الموت, بل في منازلنا , بينَ الأزواج , والأقارب , والأصدقاء والأهل والمعارف(الأصول والفروع) ثم التسميات الأخرى .
قال يسوع : أحبوا أعداءكم , ولكن مهلا" بامعلم , فلنحب بيتنا أولا" ثم أقاربنا , ومعارفنا , .... ثم فليأتِ دور محبةِ الأعداء , ولو انتَظَرنا لأعطانا أضعاف أضعاف أعمارنا , لنحققَ مانشَدَ إليه.
دعونا في حضرةِ الموت دائما", وفي حضرة الحزن والشفقه لنحبَ بعضنا , ولنسترَ عيوبنا ونساعدَ بعضنا , فنحنُ أولا" وأخيرا" شعبٌ مهزوم من الداخل , متكبرٌ ومستهترٌ من الخارج, خارجٌ على القانون والأيمان , متدينٌ بالأسم , مليء بالأثم .
صلّوا لنا ولكم , برغم أن صلواتنا لن تُقبل , ولكن أقبلوا مني دعوة" للتعري أمام حضرةِ الموت .
توما بيطار