ــــــــــــــــــــــــــــــ
لانبي سيأتي من السريان
ولاقدّيس
شعبٌ خرج المسيح من قلبه
وجلس إبليس
تاهت العذراء في البراري
من أفعالنا
وبعد ان قُتلت المحبة فينا
لم يبقَ لها أنيس
والقديسون القُدامى أخفوا وجوههم
وأجهشوا بالبكاء
وقالوا: يارب أنت تعلم
أن الفاعل إبليس
والرعاة تركوا القطيع في البراري
فلا الظلام يرحم
ولاالذئاب تصغي لأنين الخراف
والموتُ حامي الوطيس.
نحنُ شعبٌ بملايين الرؤوس
فكل واحد بطل
أينَ منه عنترةَ العبسي ؟
وأين رمسيس ؟
كل واحد منّا بطلٌ صنديد
على شعبه
فكل أيامنا أصبحت معاركَ
فضاع الغالي والنفيس
وإذا ماواجهنا شخصا" غريبا"
نصبح أرانب
ونحتارُ في الطول وفي العرض
وخطواتنا بماذا نقيس
قد يقول البعض أننا هربنا ..
من ظلم الدولة
لكن ذلك القول كلهُ كفرٌ
يصدر عن كل خسيس
والأصح أننا هربنا من بعضنا
من ظلم بعضنا
فنصف السريان كانوا مخبرينَ
ولاأستثني مسؤولا" أو قسّيس
ونصفنا الآخر كان مشغولا" ببعضه
الأبن على أبيه
وكذلك الأخ العزيز على أخيه
واختفى غناء النواقيس
وحزن آرام وتدلى أنفه
وبكت في قبرها سميراميس.
ضاعت كلّ القيم في عقولنا
وتشابكت في أدمغتنا النواميس
فماذا ينتظر شعبنا أكثر ؟
والبكاء لايعيد الغالي النفيس
والصلوات هي بين العبد وربّه
وقد تكونُ حلّا" لتهربَ الكوابيس
ولكنها ليست حلا" لمشكلة شعب
بلا هدف, بلا وطن , بلا رئيس
إلى أين يقودنا المجهولُ أسأل :
والعقلُ في رؤوسنا لازال حبيس
تعبت الأحصنةُ وتعبُ الأولاد
فحالُ السريان دوما" تعيس
عراك في العائلات كلّ يوم
وبين الأهل ألسنة ودبابيس.
رحل بسام شيخ الشباب
مطربا" ذائع الصيت أنيس
لو كان نزار حيّا" لبكاه
ورثاه بقصيدة أجمل من بلقيس
لعنة السماء سقطت علينا
فمات الوجدان وماتت الأحاسيس
والأصح أن يُبنى جدار بيننا
بل الأصح أن تُبنى المتاريس
والأصحُ أن تُرفعَ قضيتنا إلى الأمم
وتتدخل واشنطن وموسكو وباريس
والأصحُ أن يبدأ الشعب من جديد
يرممَ الخلل , ويجدد التأسيس
ولتترافق مع صلواتنا الأفعال
فليست كافية وحدها القداديس
ولنبدأ من جديد البحثَ عن القُدامى
وفي النهار فلنحمل الفوانيس
فلم يعد يوم الأحد يوما" مُقدّسا"
ولايوم الجمعة ولايوم الخميس
فكل يوم يموتُ لنا عزيز
ونزفّ إلى القبر أجملَ عريس.
قُتل الأخوان بأعصاب باردة
وحلّ الحزن في كلّ القبيلة
قُتل الأخوان بأبخس سعر
في لحظات هي بالعدّ قليلة
ولكن الحزن سيدومُ أعواما"
ربما مليونَ ليلة وليلة
ولو كان الموضوع ذو شأن
موضوع شرف, سرقة, أو حيلة
أو كانت داعشُ تخطف نساءنا
وتلزمنا بدفع الجزية أو الرذيلة
لقلنا شرفٌ أن يموتَ شبابنا
دفاعا" عن أعراض نساء القبيلة
ولكن الموضوع كان تافها"
كلٌّ كان يريد أن يثبت الرجولة
وفي لحظة ذبل الورد ومات
وقُتلت كل ورود الخميلة .
قُتل آخر فرح لدينا
وانقطعت ضحكة الطفل الجميلة
والآن فلنبحث عن مخرج
عن مياه تطفىء النيران الطويلة
فليفكر كل بيت أنها قضيته
وليفكر في أيّ حلّ أو وسيلة
ليجتمع صوتنا مع كلّ الأصوات
لا..لا. للحروب في القبيلة.
تعبنا وتعب معنا الأولاد
فهل من منقذ لنفوسنا العليلة ؟
وأنا لاأرى إلا المسيح منقذا"
فهل يأتي في إحدى الليالي الطويله ؟
رحل الأخوان بسام ونعيم
وتركا حسرة هي ليست قليلة
تركا الأنفس تجترُ آلاما" قاسية
والروح في كلّ مسيحيي عليلة
فكل من يزرع الخير يجني خيرا"
وحرام أن ينطق اللسان الرذيلة..؟
فالقانون سيأخذ مجراه بنزاهة
والقاتل مقتولٌ في نظر الشعوب الأصيلة
هما رحلا من الدنيا بلحظات
أما القاتل فهو يموتُ في كل ليلة
مثواهما الجنة فقد كانا جميلين
والله أيضا" يحب الأشياء الجميلة .
توما بيطار