لم يتقدم أحد (قصة قصيرة)!

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 49213
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

لم يتقدم أحد (قصة قصيرة)!

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »

لم يتقدم أحد (قصة قصيرة)
انهى الأب الكاهن طقوس القداس الألهي ووصل إلى سر التناول، حينئذٍ توقف لحظات ثم إستدار مواجهاً الشعب الذي كان قسماً كبيراً منه قد بدء في التقدم للتناول من الأسرار المقدسة، ووقف في مواجهتهم قائلاً:
يا أحبائى يجب على كل من يتقدم للتناول أن يكون له أب إعتراف ولم يمضِ على إعترافه أكثر من شهر ، ويجب أن يكون صائماً ، وأن يكون قد جاء مبكراً للصلاة.
بعد أن أنهى الكاهن جملته تراجع بعضاً من الذين تقدموا للتناول وعادوا إلى مقاعدهم.
فوجئ الحضور بالكاهن يوجه كلامه لهم ثانية قائلاً:
وعلى كل من اهمل في صلاته اليومية أو كان مخاصماً لأحد أو كان له فكراً ردياً أو نظرة شريرة ألا يتقدم للتناول
إندهش الشعب من هذا الكلام وبالرغم من ذلك تراجع قسماً آخر إلى مقاعدهم
وقال الكاهن ثالثاً: وكل من أخطأ لأخيه بالقول أو الفعل، وكل من أدان شخصاً في السر أو العلن ألا يتقدم للتناول.
فنظر جميع الحضور بدهشة عظيمة لأبيهم الكاهن فهذه المرة الأولى التي يسمعون فيها منه هذا الكلام، بالرغم من الدهشة الكبيرة التي إنتابتهم فقد تراجع عدداً كبيراً ممن كانوا متقدمين للتناول ولم يتبقَ سوى عدداً قليلاً جداً
لم يكتفي الكاهن بذلك بل إستمر قائلاً: إنني أرى كثيراً من الخدام في صفوف التناول. ( إستدار موجهاً كلامه إليهم )
كل من أهمل منكم مخدوماً أو حاد عن هدف الخدمة أو إتخذها وسيلة للظهور أو لمجد شخصي لايتقدم للتناول.
تسمر عدداً من الخدام في صفوف المتناولين من هذه الكلمات وفكر كل منهم متردداً في التراجع حتى لا ينكشف تقصيرهم إلا إنهم تراجعوا أخيراً وعادوا إلى مقاعدهم.
ولم يتبق سوى عدداً لا يتجاوز أصابع اليدين.
وبالرغم من ذلك إستمر الكاهن في الحديث موجهاً كلماته لمن تبقى في صف المتقدمين للتناول وقال وهو يضغط ببطء على حروف كلماته: وكل من ظن فيكم إنه أبر من كل من تراجعوا، وكل من أدانني في قلبه على كل ماقلته فعليه ألا يتقدم للتناول
فتراجعت البقية الباقية وهي تحني رأسها لأسفل من الخجل ... ولم يتقدم أحد للتناول.
حينئذٍ تنهد الكاهن ونظر إلى الجميع مبتسماً وقال لهم:
قد علمتم الآن يا أحبائي أننا جميعاً لانستحق التناول من الأسرار المقدسة بسبب عدم برنا. ولايوجد أحد بلا خطية حتى وإن كان معترفاً وفي طريقه للتناول. ولكن الغريب أن الله يريدنا كما نحن بكل ضعفنا وخطايانا ليمحيها هو لنا بدمه، إن الكنيسة مستشفى للمرضى وليست نزهة للأبرار .. يسوع يقبل جميع الخطاة الذين أولهم أنا ؛ فمن أنا حتى أمنعهم؟!!
فلتتقدموا جميعاً للتناول محاللين مباركين، وإنتهزوا رحمة الله. تقدموا بكل خطاياكم ونقائصكم ، تقدموا بكل همومكم وأوجاعكم ، تقدموا بكل طلباتكم وأحلامكم .. لكن فليقدم جميعنا توبة دائمة ومستمرة. ولا تنسوا أبداً أنه بجوار رحمة الله .. يوجد عدله أيضاً.
:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
صورة العضو الرمزية
سعاد نيسان
مشرف
مشرف
مشاركات: 15577
اشترك في: الأربعاء أكتوبر 27, 2010 5:08 pm

Re: لم يتقدم أحد (قصة قصيرة)!

مشاركة بواسطة سعاد نيسان »

نعم الله محبة
ولكننا لا نستاهل محبته
تودي ملفونو
أقتن الذهب بمقدار أما العلم فاكتسبه بلا حد لأن الذهب يكثر الآفات أما العلم فيورث الراحة و النعيم .
أضف رد جديد

العودة إلى ”܀ كل يوم قصة هادفة“