وكنت غريباً فآويتموني وعرياناً فكسوتموني، ومريضاً فزرتموني ومحبوساً فأتيتم إليّ” (متى 34:25-37)

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
سعاد نيسان
مشرف
مشرف
مشاركات: 15448
اشترك في: الأربعاء أكتوبر 27, 2010 5:08 pm

وكنت غريباً فآويتموني وعرياناً فكسوتموني، ومريضاً فزرتموني ومحبوساً فأتيتم إليّ” (متى 34:25-37)

مشاركة بواسطة سعاد نيسان »


كان الإسكافيّ يوحنا يحبّ الله كثيراً، كريماً، أميناً في عمله، يبتسم في وجوه الناس دائماً. وكان يصلّي كثيراً إلى الربّ يسوع ويقول:
“يا يسوع حبيبي ، أتمنّى أن أراك، وألتقي بك”.
وفي إحدى الليالي في حلم رأى يوحنا الرب يسوع يَعِدُهُ بأنّه سوف يأتي إليه في اليوم التالي. قام يوحنا من النوم فرحاً،
وذهب إلى الغابة القريبة، وقطف بعض الأزهار الجميلة الملوّنة، وزيّن بها غرفته البسيطة التي كان يمارس فيها عمله، وفيها أيضاً ينام ويطبخ…
وبدأ يصلّي فرحاً وهو يمارس عمله منتظراً مجيء المخلّص. وفجأة رأى شيخاً بدت عليه علامات التعب الشديد، وفي بشاشة أخذ يتحدّث معه،
وبكلّ احترام سأله أن يستريح قليلاً عنده. فجلس الشيخ، وإذا بالإسكافيّ يتطلّع إلى حذائه، فيجده عتيقاً مهلهلاً مملوءاً ثقوباً،
فأحضر إليه حذاء جديداً وقدّمه له هديّة. اعتذر الشيخ بأنّه لا يملك ثمن الحذاء، أمّا الإسكافيّ فقال له أن يصلّي من أجله وهذا يكفيه لكي يباركه الله.

وبعد أن فارق الشيخ الإسكافيّ، بقي يوحنا ينتظر مجيء الضيف الإلهيّ. وإذا بسيّدة عجوز تسير أمامه ببطء شديد تحت ثقل الحمل الذي على كتفيها،
فطلب منها الإسكافي أن تستريح هي أيضاً قليلاً عنده، ثمّ أحضر لها بعضاً من الطعام الذي كان قد أعدّه لنفسه، فصارت تأكل فرحة إذ كانت جائعة
وهي تشكره على محبّته وسخائه.

وعند الغروب لاحظ يوحنا صبيّاً صغيراً يبكي في الطريق، فترك ما كان في يده وذهب يسأله عن سبب بكائه، فقال له الصبيّ بأنّه ضلّ الطريق.
وفي حنان كبير هدّأ نفس الصبيّ، وقال له إنّه يعرف والديه، وإنّه سيرافقه إلى بيته. وبالفعل ترك دكّانه، وانطلق مع الصبيّ،
وكان يسرع في خطواته ذهاباً وإياباً خشية أن يأتي السيّد المسيح ولا يجده.

وإذ حلّ المساء أغلق يوحنا دكّانه وجلس يفكّر هل يأتي السيّد المسيح في المساء، وماذا سيفعل عندما يأتي، وبدأ يقول لنفسه:
سوف أغسل يديه وقدميه اللتين ثقبتهما المسامير، وأجلس عند قدميه أستمع إلى صوته الحنون، وأقدّم له طعاماً من صنع يديّ”.
مرّت الساعات ولم يظهر له السيّد المسيح، فبدأ يعاتبه قائلاً: آه يا يسوع، ألم تعدني بأنّك سوف تأتي إليّ ليفرح قلبي بقدومك، فلماذا لم تأت؟
ثم ما لبث أن ذهب إلى النوم وهو حزين. وفي الليل ظهر له يسوع في الحلم قائلاً: لقد وفيت بوعدي لك يا يوحنا وأتيتك ثلاث مرّات:
جئت إليك في شكل شيخ منهك القوى، وقدّمتَ لي حذاء جديداً بحبّ وبشاشة، ثم أتيتك بشكل سيّدة عجوز، وقدّمت لي طعاماً من صنع يديك،
وأخيراً جئت إليك في شكل صبيّ تائه، وسرت معي إلى المنزل”.

استيقظ يوحنا فرحاً، وركع يشكر يسوع لأنّه التقى به من خلال المحتاجين والفقراء والتائهين والمتعَبين. ثمّ أسرع إلى الكتاب المقدّس وقرأ المقطع التالي:
“تعالوا يا مبارَكي أبي رِثوا الملكوت المعدّ لكم منذ تأسيس العالم، لأنّي جعت فأطعمتموني، وعطشت فسقيتموني،
وكنت غريباً فآويتموني وعرياناً فكسوتموني، ومريضاً فزرتموني ومحبوساً فأتيتم إليّ” (متى 34:25-37)
أقتن الذهب بمقدار أما العلم فاكتسبه بلا حد لأن الذهب يكثر الآفات أما العلم فيورث الراحة و النعيم .
بنت السريان
أديبة وشاعرة
أديبة وشاعرة
مشاركات: 16170
اشترك في: السبت يونيو 05, 2010 11:51 am

Re: وكنت غريباً فآويتموني وعرياناً فكسوتموني، ومريضاً فزرتموني ومحبوساً فأتيتم إليّ” (متى 34:25-37)

مشاركة بواسطة بنت السريان »

134546336114.gif
ليس لديك الصلاحية لمشاهدة المرفقات
الله محبة صورة
بنت السريان
سعاد اسطيفان
صورة العضو الرمزية
سعاد نيسان
مشرف
مشرف
مشاركات: 15448
اشترك في: الأربعاء أكتوبر 27, 2010 5:08 pm

Re: وكنت غريباً فآويتموني وعرياناً فكسوتموني، ومريضاً فزرتموني ومحبوساً فأتيتم إليّ” (متى 34:25-37)

مشاركة بواسطة سعاد نيسان »

تودي بنت السريان :tawdee:
أقتن الذهب بمقدار أما العلم فاكتسبه بلا حد لأن الذهب يكثر الآفات أما العلم فيورث الراحة و النعيم .
أضف رد جديد

العودة إلى ”܀ كل يوم قصة هادفة“