حب أقوى من الموت

أضف رد جديد
بنت السريان
أديبة وشاعرة
أديبة وشاعرة
مشاركات: 16170
اشترك في: السبت يونيو 05, 2010 11:51 am

حب أقوى من الموت

مشاركة بواسطة بنت السريان »



حب أقوى من الموت
تأثرت لدى قراءتي لهذه القصة نقلتها إليكم
كمثل أي أم طيِّبة، حينما أحسَّت مريم أنها تنتظر وليداً جديداً قادماً في الطريق، بذلت كل ما في وسعها أن تعدَّ طفلها الأول ذا الثلا ث سنوات من عمره، والذي يُدعى ميخائيل، لاستقبال الزائر الجديد وقد علمت أن وليدها المنتظر سيكون بنتاً، علَّمت ابنها ميخائيل أن يرتِّل للزائرة الجديدة تحية لها، فأخذ ميخائيل يرتِّل يوماً وراء يوم، وليلة وراء ليلة للزائرة المنتظرة وهي ما زالت في أحشاء أمها وهكذا بدأ ميخائيل يعقد رباط المحبة مع أخته الجديدة من قبل أن تولَد ومن قبل أن يقابلها!
وبدأتْ آلام الولادة طبيعية. وصار الجميع ينتظرون، إنه بعد 5 دقائق، بعد 3 دقائق، بعد كل دقيقة، كلهم واقفون على أطراف أصابع أقدامهم في انتظار الوليد الجديد. ولكن الولادة تعسَّرت، وكانت هناك تعقيدات خطيرة أثناء الولادة، إذ مرَّت ساعات وآلام المخاض مستمرة. وأخيراً، وبعد معاناة طويلة، وُلدت أخت ميخائيل، لكنها كانت في حالة خطيرة. وإذا بصفَّارة الإنذار تشقُّ سكون الليل، وسيارة الإسعاف تحضر مسرعة إلى المنزل، حيث نُقِلت الطفلة الوليدة إلى مركز العناية المركزة للولادات الجديدة في المستشفى ومرَّت الأيام متثاقلة، والطفلة الصغيرة تسوء حالتها إلى أسوأ.
واضطر طبيب الولادة الإخصائي أن يُصارح الوالدين وهو حزين: الأمل ضعيف جداً. انتظروا ما هو أسوأ. وبدأ الوالدان يعدَّان العدة فيما لو ماتت الطفلة، فجهَّزا الصندوق الأبيض وهما في منتهى الأسى.
لقد كانا قد جهَّزا غرفة صغيرة في البيت للمولودة الجديدة، ولكن وجدا أنفسهما يُجهِّزان للجنازة!
إلا أن ميخائيل، كان يلحُّ على والديه أن يدعاه يرى أخته، وقال لهما:
دعوني أُرتِّل لها
وحلَّ الأسبوع الثاني والطفلة ما زالت في العناية المركَّزة، وبدا الأمر أن هذا الأسبوع لن ينتهي إلاَّ والجنازة ستبدأ.
ولكن ميخائيل لم يكفَّ عن أن يلحَّ السؤال والطلب أن يرى أخته ليُرتِّل لها، ولكن قوانين المستشفيات تمنع زيارة الأطفال لذويهم في العناية المركَّزة.
وفكَّرت ماما مريم وقالت لنفسها
:يريدوا ماذا لو أخذت ميخائيل معي، سواء أرادوا أو . فألبسته بدلة أوسع من مقاسه، واصطحبته إلى وحدة .في صورة مضحكة وكان يبدو وهو في هذه ! ولكن الممرضة الرئيسة لاحظت أنه طفل، فصاحت هذا الطفل أخرجوه من هنا الآن غير مسموح للأطفال . وانفعلت ماما مريم جداً، وأبرقت عيناها كالنحاس المنصهر في وجه الممرضة، وفتحت شفتيها وتكلَّمت : لن يغادر المستشفى إلى أن يُرتِّل لأخته المريضة!
وقادت مريم ابنها ميخائيل إلى سرير أخته، فأخذ يُحدِّق في هذه الوليدة الصغيرة التي تصارع المرض لتحيا.بعد برهة بدأ يُرتِّل. وبصوت الطفولة البريئة، ميخائيل ابن الثلاث سنوات يرتِّل قائلاً:
أنتِ شمسي المشرقة،
شمسي المشرقة الوحيدة.
أنتِ تجعلينني سعيداً،
حينما تقتم السماء.

ويا للعجب، ففي الحال صارت الطفلة الوليدة تبدو وكأنها تستجيب. وبدأت مستويات نبضات القلب فيها الاستمرار، ثم انتظمت تماماً. وأخذت مريم تقول لابنها والدموع في عينيها: استمر في الترتيل يا ميخائيل، أنت تعرف يا حبيبـي كم أنا أحبك. لا تَدَع شمسي
!
وكلَّما رتَّل ميخائيل لأُخته، كلما صار تنفُّسها المُجهَد يصير كمثل تنفُّس القطة الصغيرة.
تكفُّ عن الترتيل يا ميخائيل، يا ذا القلب البريء لا
وبدأت أُخت ميخائيل الصغيرة تسترخي استرخاء الشفاء، وأصبح الاسترخاء يبدو على وجهها، الترتيل“. الدموع أغرقت وجه الممرضة الرئيسة وهي تسمع ترتيل ميخائيل يقول لأخته بصوته الطفولي شمسي المشرقة، شمسي الوحيدة المشرقة لا تغرب عني. ‪Please don't take my sunshine away‬
وفي اليوم التالي، صحَّت الطفلة الصغيرة حتى أنها صارت مُهيَّأة أن تعود للبيت!
هذه القصة حقيقية، وقد كتبت مجلة يوم المرأة الأمريكية ‪Woman's Day Magazine‬ هذه القصة تحت عنوان: معجزة ترتيلة الأخ لأخته.
أيها القارئ، لا تترك الناس حتى تحبهم، لأن المحبة أقوى من الموت!!! ولان الرب هو راس المحبة!

الله محبة صورة
بنت السريان
سعاد اسطيفان
أضف رد جديد

العودة إلى ”܀ كل يوم قصة هادفة“