قصة وحكمة

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
سعاد نيسان
مشرف
مشرف
مشاركات: 15446
اشترك في: الأربعاء أكتوبر 27, 2010 5:08 pm

قصة وحكمة

مشاركة بواسطة سعاد نيسان »


يُحكى عن شاب مؤمن يحب الله كثيراً ويعمل مشيئته، في يومٍ من الايام وفي صلاته أمام مذبح الرب قال:
"يا رب أنا أبنك أعمل بمشيئتك، احبك من كل قلبي وانشر كلمتك، أأمرني فاصنع أي شي تريد، وأعمل ما تطلبه مني،
لأني أريد أن أرد شيئًا بسيطًا من محبتك العظيمة لي ولجميع البشر".
وفي الحال سمع صوتً من السماء يقول "يا بني لأني أعلم أنك شابٌ صالح سأطلب منك طلبً صغير، أريد منك أن تقوم بدفع
الصخرة الكبيرة الموجودة أمام بيتك كل يوم، وأن تقوم بدفعها بكل طاقتك!!".
فرد الشاب "هذا هو طلبك يارب؟ حسناً سأقوم بما أمرتني به وهذا الطلب بسيط جداً".
وكان الشاب يقوم بدفع هذهِ الصخرة العملاقة كل يوم بكل محبة وبدون تذمر، وبقي يفعل هذا الشيء لمدة سنة كاملة.
كان ينهض من الصباح الباكر كي يفعل ما أوصاه به الرب، لكن الصخرة العملاقة لم تتحرك ولا سنتيمتراً واحداً طول هذه الفترة.
وبعد مرور هذا العام أتى الشيطان بخططه الخبيثة وخاطب الشاب قائلاً "ما هذا الذي تفعله ايها الأحمق".
فرد الشاب "أنفّذ وصية الله وما أمرني به".
فضحك الشيطان وقال "لقد قمت بدفع هذه الصخرة العملاقة لمدة سنة كاملة، فهل تحركت؟ إنها في موقعها ولم تتحرك
ولو سنتيمتراً واحداً، فكّر بعقلك ودعك من هذا الغباء".
فكّر الشاب قليلاً وهبطت من عزيمته وسمع كلام الشيطان، وبدأ يخفّف من القيام بوصية الاب السماوي، وكان يتملّص من دفع الصخرة العملاقة،
أو يقوم بدفعها مرة واحدة في الأسبوع أو في شهر.
وبعد فتره ظهر له الرب وقال "ماذا فعلت أيها الشاب المؤمن؟ هل صنعت مشيئتي وقمت بما أوصيتك به؟".
فرد الشاب "يا رب، لقد صنعت بما أمرتني به، وبقيت أدفع الصخرة الكبيرة كما أمرتني، لكن لا توجد نتيجة فالصخرة العملاقة
لم تتحرك من مكانها، فعلمت أن هذا المجهود الذي أقوم به لا ينفع، فتركت هذا الشيء وأنا أقوم بدفع الصخرة مره واحدة في الشهر،
او كلما أتذكر الامر".
فرد عليه الرب وقال "ومن قال لك أن الامر لا يجدي نفعاً او أنك لم تحرز تقدماً؟ تعال وانظر في المرأة واخلع قميصك".
نظر الشاب في المرأة ووجد أن جسمه قد تغير، وبدأت عضلاته بالنمو وازدادت قوة وصلابة.
فقال له الرب "التغير لا يحدث للأشياء التي أمامك، وإنما التغير يحدث داخلنا".
صليبنا وألأمنا وشقائنا في الحياة هو ليس إلا وسيلة لتقربنا من الرب وملكوته، فلا تضجروا من الصليب فهو مفتاحنا للحياة الأبدية.
وكلمة الرب عندما نقرأها من الممكن ألانفهمها او نحس بها لكننا فيما بعد سوف نجد أن هذا الكلام هو ما يحيي أنفسنا،
وأنه العلاج الدائم لكل جراحنا، فهو يقوينا ويغذينا ويجعلنا اكثر صلابة أمام جميع المحن.
أقتن الذهب بمقدار أما العلم فاكتسبه بلا حد لأن الذهب يكثر الآفات أما العلم فيورث الراحة و النعيم .
أضف رد جديد

العودة إلى ”܀ كل يوم قصة هادفة“