يسوع الناصري والمرأة السامرية ـ تأمل وحوار وقصة، للأب الربَّان رابولا صومي.

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
Alrban Rabola
مرشد روحي
مرشد روحي
مشاركات: 300
اشترك في: الاثنين مارس 18, 2013 7:32 pm
مكان: سوريا

يسوع الناصري والمرأة السامرية ـ تأمل وحوار وقصة، للأب الربَّان رابولا صومي.

مشاركة بواسطة Alrban Rabola »




الحوار الختامي في قصة امرأة ورجل .....!!

المسيح: يُوجهُ كلاماً قاسياً لأولئك الكتبة والفريسيين ورؤساء الكهنة، مصوباً سهمه إلى الحقيقة. الويلُ لكم أيها المراؤون من علمكم أن تهربوا من الغضب الآتي اصنعوا ثماراً تليق بالتوبة. تدَّعون لو كنتم في أيام أباءكم لا تشاركون في دم الأنبياء الذكي، ولكن أقول لكم لو كنتم لفعلتم أعظم من هذا .... وها أنتم تشهدون على أنفسكم.... دمه علينا وعلى أولادنا وهذه شهادة منكم والانجيل يدّونُ هذه الشهادة الظالمة بحقي.
أيها الحيَّات السامَّة .... يا أولاد الأفاعي .... لكم أب هو ابليس، كيف تجرؤون الهرب من جهنم، سوف يأتي عليكم وعلى اولادكم كل دم ذكي سفكتموه على الارض بحق رجال الله، من دم هابيل الصديق إلى زكريا بن برخيَّا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح في قدس اقداسهِ.
بطرس: عجبٌ عجاب أيها المعلم، أنت من قلت لنا لا كرامة لنبي الاَّ في وطنه وبين اقربائه وأهلهِ وفي بيته." متى 13 ومرقس 6 "
يوحنا: أجل السامريين نظروا إلى الناصري يسوع نظرة روحية كمخلص ومنقذ ومحررٍ لهم وكذلك لجميع الأمم والشعوب قاطبةً، من العداوة اليهودية مرةً وابتعادهم من تعاليم الله ووصاياه تارةَ.
فوتين " السامرية: (تخاطب المسيح ) يا معلم ها قد اوشكت شمس سوكار تسير عجلتها نحو الغروب، وكاد النهار يميل إلى الانكسار، حتى يبسط الليل ظلّهُ على الحياة فتنتصر قوته على قوة النهار وندخل في يوم جديد، ولكن يوم مجيئك الينا لن تغيب عنا شمسهُ، بل سيبقى حياً .... خالداً ..... صامداً ...... راسخاً في ضائرنا وأرواحنا وفي قلوبنا إلى أبد الأبدين.
المسيح: أنا لن أنسى هذا اليوم العظيم، ولن أنساك يا فوتين العزيزة، لن أنسى أسئلتك وأجوبتك ..... لن أنسى خجلك وتوبتك ...... لن أنسى رؤية الجرَّة على كتفك والدلو في كلتا يديك تنتظرين ماء البئر العميق.
فوتين: ( تبتسم ابتسامةٍ قصيرة ..!؟ ) سيدي .....أبي .... معلمي أرجو أن تنسى عنادي وتعصبي وأخطائي، لأنك طلبت مني شربة ماء ورفضت، لأنني لم أدرك أنك الماء الحي المتفجر من قلب الأزل .... من قلب الأبد ...... من قلب الله ...... من قلب الوجود اللامتناهي.

المسيح: لا ... لا يا فوتين لن أذكر ذلك الماء الذي قصدتيه، لأنه ماءٌ مادي ..... ماءٌ مُعطِّش .... ماء زائل، ولكن أذكر الماء الحي، الذي ينبع من جداول الحياة فمن يشرب منه لا يعطش إلى الابد لأنه أبدي.
فوتين: ( بفرحةٍ عارمة ) سأظل أذكره يا سيدي ما دمت حياً، لأنك الحياة ، الحي الذي لا يموت.
المسيح: الآن يا فوتين تطمئنت عليك، ينبغي أن امضي لأبشر المدن والقرى والدساكر، بملكوت الله، لأني من أجل هذا جئت لأكمل ما هو ناقص.
رفقة: ( راعية عنم ) يا معلم هل ممكن أن تنزل في ضيافتي، لأن بيتي واسعٌ يتَّسع لك ولتلاميذك فنتباركني وعائلتي، ونسبح الله تسبيحةً جديدة على هذه البركات والِنعم التي حلّت علينا في هذا اليوم الذي صنعه الرب. نبتهج ونفرح فيه " مز 118: 24 "
المسيح: يا رفقة، إنًّ للثعالب أوجرة، ولطيور السماء أوكار، وأما لابن الانسان فليس له موضع أن يُسنِد إليه رأسهُ، ولذلك سأنهي رسالتي وأصعد من حيث أتيتُ.
فوتين: فراقك غداً سيدي سيسبب لنا غصةً أليمة ، وحزناً عميقاً، وذكرى لا تمحى من ذاكرتنا.
المسيح: أقول لكم لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون أو تشربون. لأن الغد يهتم بشأنهِ ، ويكفينا كل يوم شره. أنظروا إلى طيور السماء. إنها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع إلى مخازن. وأبوكم السماوي يقوتها، ألستم بالحري أفضل منها...؟!
فوتين: سيدي زِدنَا علماً ومعرفةً وفهماً ويقيناً في شريعتك الجديدة قبل أن تغادرنا...؟
المسيح: شريعتي الجديدة هي المحبة أما وصيتي تحبوا بعضكم بعضاً كما أنا أحببتكم. وتحب الرب الهك من كل قلبك وفكرك وقريبك كنفسك هاتين الوصيتين أعظم الوصايا في الناموس، قد سمعتم ما قيل للقدماء، أحبب قريبك وأبغض عدوك، أما أنا فأقول لكم أحبُّوا أعداءكم. باركوا لاعنيكم. أحسنوا إلى مبغضيكم. وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم. لتكونوا بني أبيكم الذي في السموات.
شاوول: ( كاهن سامري ) وماذا أيضاً يا معلم ومن هو العدو .... وهل هو غير اليهودي...؟ لأن الرابي موسى أحد علماء الناموس يقول لنا لا تتهاون مع الوثني ولا تلاطفه، ولا ترحمه.
المسيح: إن أحببتم الذين يُحبونكم فأي أجرٍ لكم. أليس العشارين أيضاً يفعلون هذا الأمر. وإن سلمتم على أخوتكم الذين من جنسكم فقط فأي فضلٍ تصنعون يا ترى...؟ أيها الجموع كونوا كاملين، متمثلين بكمال أباكم الذي في السموات.
فوتين: إذاً قريبنا يا معلم حسب تعاليمك وفكرك الإلهي، هو كل انسان من أي جنس كان يشمل اليهودي والاممي، وهكذا ينبغي أن نحب كل الناس حتى الذين يبغضوننا أليس كذلك يا معلم..؟
المسيح: بالصواب نطقت يا فوتين، ليتا الجميع يؤمنون ويعملون بما تقولين.
لاوي: ( واحدٌ من العشارين) ونحن ماذا نصنع يا معلم أنتبعك ونترك كل شيء ..؟
المسيح: لا تستوفوا أكثر ما فُرض لكم، اصنعوا رحمةً وكونوا رحماء.
تيطس: (جندي روماني ) ونحن ماذا نصنع أيضاً ..؟
المسيح: لا تظلموا أحداً، ولا تقسوا على أحد، ولا تفتروا على أحد، وكونوا أمناء بوظائفكم ولطفاء مع الناس لكي يرحمكم الله.
رعاة غنم: ( دانيال، حنانيا ، ارميا ) زدنا أكثر علماً ومعرفةً يا معلم.
المسيح: " كلماتٌ من خطاب العرش ـ العظة على الجبل" ( متى 5: 2 ـ 12 )
طوبى للمساكين بالروح. لأنَّ لهم ملكوت السموات.
طوبى للحزانى لأنهم يتعزَّون. طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض. طوبى للجياع والعطاش إلى البر لأنهم يُشبَعون. طوبى للرحماء لأنهم يُرحمون. طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله. طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يُدعون. طوبى للمطرودين من أجل البرّ لأن لهم ملكوت السموات. طوبى لكم اذا عيَّروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين. افرحوا وتهللوا. لأن أجركم عظيم في السموات. هكذا طردوا الأنبياء الذين من قبلكم. طوباكم أيها الباكون الآن لأنكم ستضحكون. ( لوقا 6: 22 )
العازار: ( كاهن سامري ) ما أجمل ... وما أروع ... وما أبهى هذا الكلام أيها المعلم، كم له من التأثير على النفس والروح ...!! لم نسمع لأي معلم أو نبي فيما سبق خاطبنا كهذا التعليم الجديد الذي تعلمه لنا ..؟!
مريم : ( فتاة من السامرة ) إنَّ هذه التعاليم لسامية وراقية جداً سيدي، تفوق الأدراك البشري، ترتقي بالإنسانية نتوق لسماعها مراراً وتكراراً بدون كلّل أو ملل أو حرج.
هوشع : ( راعي غنم مسن ) إننا لم نسمع بمثل هذه التطويبات من قبل وقد بلغني سن الكهولة.
فوتين: لقد ذكرت سيدي في شريعة تعاليمك الجديدة أن المحبة هي أسمى الفضائل ..... علمنا إذاً كيف نصلي ...؟
المسيح: إذا صليتم فلا تكونوا كالمرائين والمتغطرسين، فإنهم يحبون أن يصلوا قائمين في المجامع وفي زوايا الشوارع والازقة وأمام الحوانيت وعلى الأرصفة، لكي يظهروا للناس أنهم أتقياء. أما أنت متى صليت فأدخل إلى مخدعك .... مخدع فكرك اللامرئي واغلق بابك ..... باب أحاسيسك وصلِّ إلى أبيك الذي في الخفاء فهو الذي يجازيك علانيَّةً. فلا تكثروا الكلام مثل الوثنيين، فأنهم يظنون بكثرة كلامهم يستجاب طلبهم، فلا تتشبهوا بهؤلاء القوم لأنهم واثقين في أنفسهم، لأن أباكم الذي في السماء، هو عالم بما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه لأنه فاحص القلوب والكلى. " متى 6: 8 "

فوتين : ماذا تريدنا أن نصلي وكيف ..... وماذا نردد علمنا كما علمَّ يوحنا تلاميذه...؟
( يرفع السيد المسيح نظره نحو السماء ..... باسطاً كلتا يديه )
المسيح: يا فوتين متى صليتم فقولوا أنتم هكذا:
أبانا الذي في السموات.
ليتقدس اسمك
ليأتِ ملكوتك
لتكن مشيئتك
كما في السماء
كذلك ..... على الأرض
الجميع: ( بصوت عالي ونبرة وحدة )
خبزنا كفافنا اعطِنا اليوم
وأغفر لنا ذنوبنا وخطايانا كما نحن نغفر لمن أخطأ وأساء إلينا
ولا تدخلنا في تجربة
لكن نجنا من الشرير
آمين.
نختصر القصة بكلمتين:
الرحمة تعلو العدالة ...... والتوبة تفوق أعظم الخطايا...!!


إلى هنا أعاننا الرب



أضف رد جديد

العودة إلى ”܀ منتدى المرشد الروحي للأب الربّان رابولا صومي.“