أحُرّيّةٌ أم عبوديّة؟ القصيدة التي شاركتُ بها في المسابقة الشّعرية التي كانت أعلنتها محطة الإم بي سي و بتاريخ 22/11/

أضف رد جديد
فؤاد زاديكه
عضو
عضو
مشاركات: 104
اشترك في: الخميس سبتمبر 22, 2016 4:41 am

أحُرّيّةٌ أم عبوديّة؟ القصيدة التي شاركتُ بها في المسابقة الشّعرية التي كانت أعلنتها محطة الإم بي سي و بتاريخ 22/11/

مشاركة بواسطة فؤاد زاديكه »

أحُرّيّةٌ أم عبوديّة؟


القصيدة التي شاركتُ بها في المسابقة الشّعرية

التي كانت أعلنتها محطة الإم بي سي و بتاريخ

22/11/1995 فأرسلتُ لهم هذه القصيدة كمشاركة شعريّة

و هي عن معاناة مغترب.


الشِّعرُ رسولي و سفيرِي ... و رسالةُ فكري و ضميرِي


لا يطرحُ ما لستُ أراهُ ... حَسَنًا يتكلّمُ بالخيرِ


فهموميَ يعلمُ كيفَ هِيَ ... و أمورَ حياتيَ و مَصيرِي


آتيهِ الدّرسَ, أُلَقِّنُهُ ... إيّاهُ ليَسلكَ للغيرِ


لكنْ يتمرّدُ أحيانًا ... يتَعَسَّرُ, يُتعِبُ تفكيرِي


فتُجَمَّدُ في رأسي فِكَرٌ ... لا تشعرُ عينٌ بِقَريرِ


في حينٍ بحرُ مواقعةٍ ... أجنادٌ عُدّتْ لنَفيرِ


يتلاطمُ أسلوبًا جزلًا ... و الموجُ يفَجِّرُ تعبيرِي


يختالُ بمكنونِ الصّدرِ ... و عنِ الأحلامِ بتأثيرِ


فهوَ مرآتيَ للدُّنيا ... إذْ يَعكِسُ آمالَ شعورِي


إنّي أفصلُهُ عن عملٍ .. في الحالِ بحالِ التّقصيرِ


فَوجوبُ الدِّقَّةِ في أمرٍ ... لعلاجِ عظيمٍ و خطيرِ


مطلوبٌ في عصرٍ كَثُرَتْ ... فيهِ الأخطاءُ بتقديرِي


لن أرضى أنْ يأتيَ أحَدٌ ... يومًا بخلافِ التّدبيرِ


فأنا مُتّفِقٌ و ضميرِي ... في قَولِ الحقِّ و تَبشيرِ


ما جئتُ و لنْ آتي أبَدًا ... في حقِّ الحَقِّ بتَقصيرِ.


***

أرسلتُ سفيريَ أوروبَا ... ليُحَقِّقَ في بعضِ أُمورِ


و قضايا باتتْ تُتْعِبُني ... تُنْذِرُ بنذيرِ التّدميرِ


ألسّفرةُ دامتْ أعوامًا ... عادَ المبعوثُ بتقريرِ


يتحدَّثُ عنْ حالِ الأُسَرِ ... حالاتِ طلاقٍ مَفجورِ


و خلافٍ يسحقُ أطفالًا ... ما أسفهَ دعوى التّبريرِ


إمّا أعذارٌ واهيةٌ ... أو فِعْلَةُ قُبحٍ مَستورِ


فالزّوجةُ خُلِقَتْ للزّوجِ ... و هما في عُضوٍ مَبتورِ


كلٌّ يتمَلَّقُ صاحبَهُ ... و يُحَوَّلُ عنهُ لِعَشيرِ


فَهمُ في وَضعٍ مسموحٌ ... لَهُمُ مِنْ بابِ التّيسيرِ


أنْ يأتُوا ما في رغبتِهِم ... مَلعونٌ جَدُّ التّحريرِ


إجهاضُ زنىً, فحشاءُ بِغًا ... فالمرءُ طَليقٌ كالطّيرِ


قد يفعلُ مِنْ دونِ معاينةٍ ... للوضعِ بأسوأِ تقديرِ


فالشّهرةُ طائشةٌ منها ... أفكارٌ تأتي بتخديرِ


و أنا قد جئتُ رجالَهُمُ ... و نساءً بعضَ التّحذيرِ

قالوا بجهالةِ مَسعانَا ... و تَخَلُّفِ عقلٍ و قُصورِ

***
قد عادَ حزينًا يُخْبِرُني ... بفؤادٍ تَعِبٍ مَقهورِ

كَمُصَلٍّ و دموعُ رجاءٍ ... تُذْرَفُ في مَذبَحِ تكفيرِ

ألنّاسُ و قد حُلَّ وِثاقٌ ... لوصايا اللهِ بِتَكْسيرِ

أرجوك! تَرَفّقْ في وضعي ... و تأنَّ لحينِ التأشيرِ

لستُ بالرّاغِبِ ثانيةً ... أوروبّا كوِجهةِ تَسفيرِ

حاوِلْ أنْ تعلمَ ما عُذري ... إنّي آتيكَ معاذيرِي

أهوالُ عظائمَ في فِعْلٍ ... باسمِ الحرّيّةِ و سفورِ

تأتي التّخريبَ لِمُجْتَمَعٍ ... و سقوطًا في بئرِ شرورِ

حُرّيّةُ أوروبّا المُلى ... محدودٌ حَدُّ التّعبيرِ

لَفظٌ قد فُرِّغَ مِنْ معنىً ... و شعارُ صِيغَ بِتَحبيرِ

ما كانتْ واللهِ أبَدًا ... إلّا أنفالًا لِقُشورِ.

***
أغراضٌ جَمّةُ قد تَرمي ...بالمرءِ ضحيّةَ تَغريرِ

قُلْ هَذي واحدةٌ منها ... و كثيرٌ غيرُها في سَيرِ

"ذُلٌّ" حرّيّةُ أوروبّا ... ما غابتْ عنْ عينِ بَصيرِ

فصراعُ الشّهوة تنهشُها ... أنيابُ الكلبِ المسعورِ.

قَولي للحقِّ يُقابِلُهُ ... فَهمٌ لو بالغَ بسعيرِ

هذي أوروبّا تشاهدُها ... شاهِدْ مُعترَكَ التبذيرِ

لن نغبنَها حَقًّا فبِها ... عُمرانُ ثورةُ تحضيرِ

و جهودٌ تسبحُ في علمٍ ... خلقتْ أمجادَ التّغييرِ

ألطبُّ تنامَتْ خِبرتُهُ ... فأتَتْ بجديدٍ و مُثيرِ

هل ينفعُ ذلكَ في شيءٍ ... و اللهُ يُقابَلُ بنفورِ؟

مِنْ عبدٍ أوغلَ في غِيٍّ ... إذ باعَ كبيرًا بصغيرِ

إنسانٌ إخترعَ الشرَّ ... شَتّى أشكالِ التّزويرِ

فغدا وا حسرةَ خالِقِهِ ... عبدًا لإلهِ التّصديرِ.
أضف رد جديد

العودة إلى ”܀ منتدى الاديب والشاعر الازخيني فؤاد زاديكه“