الاحد الثاني بعد الدنخ ܚܕ ܒܫܒܐ ܬܪܝܢܐ ܕܒܬܪ ܕܢܚܐ!

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 49225
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

الاحد الثاني بعد الدنخ ܚܕ ܒܫܒܐ ܬܪܝܢܐ ܕܒܬܪ ܕܢܚܐ!

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »

ܐܘܢܓܠܝܘܢ ܕܩܪܒܐ ܐܠܗܝܐ (إنجيل القداس الالهي يوحنّا – 35 إلى 42)
في الغَدِ أَيْضًا كَانَ يُوحَنَّا وَاقِفًا هُوَ وإثْنَانِ مِنْ تَلاميذِهِ.
ورَأَى يَسُوعَ مَارًّا فَحَدَّقَ إِليهِ وقَال: هَا هُوَ حَمَلُ الله.
وسَمِعَ التِّلْمِيذَانِ كَلامَهُ، فَتَبِعَا يَسُوع.
وإلتَفَتَ يَسُوع، فرَآهُمَا يَتْبَعَانِهِ، فَقَالَ لَهُمَا: مَاذَا تَطْلُبَان؟ قَالا لَهُ: رَابِّي، أَي يَا مُعَلِّم، أَيْنَ تُقِيم؟.
قالَ لَهُمَا: تَعَالَيَا وأنْظُرَا. فَذَهَبَا ونَظَرَا أَيْنَ يُقِيم. وأَقَامَا عِنْدَهُ ذلِكَ اليَوم، وكَانَتِ السَّاعَةُ نَحْوَ الرَّابِعَةِ بَعْدَ الظُّهر.
وكَانَ أَنْدرَاوُسُ أَخُو سِمْعَانَ بُطْرُسَ أَحَدَ التِّلمِيذَيْن، اللَّذَيْنِ سَمِعَا كَلامَ يُوحَنَّا وتَبِعَا يَسُوع.
ولَقِيَ أَوَّلاً أَخَاهُ سِمْعَان، فَقَالَ لَهُ: وَجَدْنَا مَشيحَا، أَيِ الـمَسِيح.
وجَاءَ بِهِ إِلى يَسُوع، فَحَدَّقَ يَسُوعُ إِليهِ وقَال: أَنْتَ هُوَ سِمْعَانُ بْنُ يُونا، أَنتَ سَتُدعى كيفا، أَي بُطرُسَ الصَّخْرَة.

ܦܘܫܩܐ الشرح
في الأحد الثاني من زمن الدنح، تضع الكنيسة بين أيدينا نص إعتلان يسوع للرسل الّذي فيه تتم دعوة الرسل الأوّلين حسب الإنجيلي يوحنا. وهذا الإعتلان ما هو إلاّ تكملة للظهور الإلهي الذي تمّ في نهر الأردن بعد عماد يسوع على يد يوحنا المعمدان.
من المهمّ أن نلاحظ أن رسالة يسوع العلنية قد بدأت: لم يعد ذلك الناصري إبن مريم ويوسف النجار، لم يعد مستترًا، بل أن ساعته قد حانت. وهذه الساعة هي رهن إرادة الآب ومشيئته وتحقيقًا لمشروعه الخلاصي. هذه الساعة بدأت بدعوة الرسل كما في الأناجيل الإزائية (متى، مرقس، لوقا) أو بإتباع هؤلاء ليسوع كما ورد في نص اليوم من إنجيل القديس يوحنا. ويتميّز الإنجيلي يوحنا بسرده لموقف المعمدان الذي قام بدعوة تلاميذه إلى إتّباع يسوع.
فلنتأمّل ببعض الأفكار حول النص فتكون زادًا لنا في مسيرتنا:
حمل الله: لا يزال هذا العنوان يتردّد على لسان يوحنا المعمدان وخاصة في بداية ظهور يسوع وإعتلان سره للعالم. فلا تغيب صورة الصليب عن بالنا، هو الحمل الّذي سيق إلى الذبح. وهذا جوهر رسالة يسوع يُعلن مع إعتلانه للعالم. هو الكلمة، الإبن الكائن منذ الأزل الّذي تجسّد ولبس ضعفنا فصار حملاً ليكون ذبيحة فداء وتقدمة خلاصية للبشرية جمعاء.
ماذا تطلبان؟: هو سؤال جوهري، أساسي، يُبادر به يسوع ليسأل التلميذين الذين ما لبثا أن سمعا شهادة المعمدان حتى تركاه ليتبعا يسوع. هذا السؤال ماذا تطلبان؟ يتوجّه به يسوع إلى كل واحد منا محاورًا حرية الإنسان ليجاوب بكامل حريته، فالربّ لا يفرض ذاته ولا يغتصب حرية البشر. إنه سؤال جوهري وأساسي في حياتنا: ما الّذي نريده؟ هذا السؤال يعطي المعنى الأساسي لحياتنا. فمن يعرف ما يريده، يعرف هدفه وطريقه. ماذا تطلبان، سؤال ينادي به يسوع كل يوم ويُسائل أعماق الإنسان: ما الّذي تريده مني؟ أنا إلهك، ما هي طبيعة علاقتك بي؟
أهي علاقة مصلحة وتلبية طلبات؟
أهي علاقة تجارية: أخذ وعطاء؟
أهي علاقة طرح مشاكل وهموم؟
أهي علاقة خوف وإرضاء؟....
أم هي علاقة حب مجاني؟ حب يُعطي ذاته حبًا بمحبوبه؟
أندرك حقًا طبيعة علاقتنا بالرب يسوع؟ هو مخلّصنا وفادينا، هو الّذي يريد خيرنا وخلاصنا، هو الّذي يبغي لنا الحياة والحياة بوفرة. كيف أبادره هذه العلاقة؟ ما الذي أريده منه؟ ماذا تطلبان؟
أين تقيم؟.. تعاليا وأنظرا: هذا هو جواب الإنسان الذي يبحث عن إلهه. هذا الجواب يعبّر عن عطش الإنسان للقاء الحب اللامتناهي فيسأله أين تقيم لأقيم معك. وهذا هو الّذي حصل: تعاليا وأنظرا، لا تبقى بعيدًا بل تعال وإقترب وألمس لمس اليد والقلب والعيش. بقي التلميذَان مع يسوع وعاشا معه حتى الساعة الرابعة، أي إلى ما لا نهاية.
البشارة: بعد عيش الإختبار مع الرب يسوع لا يمكن لأحد أن يبقى كما كان. هذا هو إختبار كل من إلتقى وعايش الرب يسوع. هذا هو إختبارنا كلنا. من يلتقي به تشتعل في داخله نار الرسالة فيصبح شهيد البشارة بطرق عديدة. هذه هي الأنجلة الجديدة التي تدعونا إليها الكنيسة من خلال قداسة البابا فرنسيس: أن نعيد البشارة بشخص المسيح. هذا ما قام به أندراوس وبعده فيليبس ثم الرسل والتلاميذ وبعدهم كل الآباء والقديسين حتى يومنا هذا. والآن هو دورنا: بعد لقاءنا به (هل إلتقينا به؟) كيف ننقل يسوع المسيح إلى عالم اليوم؟
أنت ستدعى كيفا: هذا النص يقدّم لنا نموذج الدعوة المسيحية. أولا هناك من يدلنا عليه ويرشدنا إليه. لكن الرب لا يكتفي بقدومنا بل يطرح من جديد السؤال الأساسي للدعوة: ما الّذي تريده؟ ثم يدعونا إلى المبيت عنده والعيش معه. هذا الإختبار هو الذي يطلقنا إلى حقل الرسالة بكل أبعادها، وفي مختلف دعواتها:
الدعوة إلى الحياة العلمانية وهي الرسالة داخل العائلة والعمل اليومي في المجتمع... وهي منبع باقي الدعوات.
الدعوة إلى الحياة المكرسة وهي نبع الحياة للكنيسة.
الدعوة إلى الكهنوت وهو دعوة لخدمة باقي الدعوات.
وأخيرًا، سمعان أصبح كيفا: فكل من يلتقي بيسوع في مسيرة حياته، سوف تتحوّل كل حياته، إن أراد ذلك. فلتكن عيوننا مسمّرة نحو يسوع ولندرك أن دعوتنا ليست مفصولة عن حمل الله أي عن مشهد الصليب. وللمسيح المجد من الازل وإلى ابد الابدين آمين.
:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
بنت السريان
أديبة وشاعرة
أديبة وشاعرة
مشاركات: 16399
اشترك في: السبت يونيو 05, 2010 11:51 am

Re: الاحد الثاني بعد الدنخ ܚܕ ܒܫܒܐ ܬܪܝܢܐ ܕܒܬܪ ܕܢܚܐ!

مشاركة بواسطة بنت السريان »

فلتكن عيوننا مسمّرة نحو يسوع ولندرك أن دعوتنا ليست مفصولة عن حمل الله أي عن مشهد الصليب. وللمسيح المجد من الازل وإلى ابد الابدين آمين.
لتكن دعوات مستجابة وصلوات تدخل محضر الرب يسوع وتنال الرحمة
الله محبة صورة
بنت السريان
سعاد اسطيفان
أضف رد جديد

العودة إلى ”܀ طقسيات لأيــام الآحـــــاد & الأعيـــاد“