رسالة إلى إبنة خالتي لونا، لرحيل وحيدها كابي

[توما بيطار]

رسالة إلى إبنة خالتي الغالية لونا ..القامشلي زالين

بمناسبة إنتقال إبنها الوحيد كابي الغالي إلى الفردوس

أحسّ بألمكِ والنيران التي حولكِ
وفراق الأبن الوحيد في هكذا عمر
يكسر الظهر
لكنكِ إبنة خالتي القوية
ومن المؤكد أن الإيمان
سيتغلّب على الألم الكبير الذي تحسّين به
أحسُّ بحالتكِ، وكأنني معكِ…
أنتِ وزوجكِ العزيز صاموئيل
وإبنتكِ الوحيدة جولي
ألمٌ كبير تسوقهُ لكم الأيام والليالي
ورحيل كابي وحيدكم ، عزيزٌ وغالي
الدموع جيدة ومُريحة
تستطيعُ تهدئة النيران التي تقترب منكم
والنظر إلى السماء جيد
لأنكم ستراقبون خطَّ سير كابي
مع الملاك إلى الفردوس
أعلم أن الحمل ثقيل في السنوات الأولى
لكنه سيخفُّ عندما تتأكدونَ أن رحيل كابي
كان أفضل من بقائهِ عاجزاً يتألّم
أو مشلولاً طوال أيام حياته
ِيموت قهراً كلّ يوم .
أن تشعلي الشموع وتُصلّي
هو جيد ومفيد لكِ وللعائلة
وللراحل كابي أيضاً
إذا كنا نؤمن..هناكَ من يهتم به
يشفي جراحه وأمراضه
وبالأخص أنهُ كان إبناً باراً
مؤمناً، تقياً، يخدم ويساعد
ويعمل الخير، ويحترم بيته
ويساعد في نظافة مجتمعه
ويمد يدهُ لمن كان بحاجتهِ
عملتم يا إبنة خالتي، كلَّ ممكنٍّ
لإبقائه إلى جانبكم
يكبر وينجح ويساعد
ويعمل ويتزوج، وينجب أطفالاً صالحين مثله
لكنّ جاذبية السماء كانت أقوى
وإرادة الخالق هي حتماً قانون الحياة
تُرتّب مصالحنا، بحيث لانعلم
ولا يستطيع فكرنا أن يسمو ويرتفع أكثر
ليفكّ شيفرة قادمة من السماء
كلّ الوسائل الممكنة، والشبه ممكنة
حاولتم إستعمالها بإخلاص وصلاة ودموع
حوّلتم بيتكم بكامل طاقمهِ
مع الأهل المقرّبين إلى ورشة عمل
لإنقاذ الجوهرة الغالية كابي
وفعل الأطباء مثلما فعلتم
لكن الأمور ذهبت إلى إتجاهٍ آخر
وأصدرت السماء قرارها
ولا قرار يعلو قرار السماء
أعلم وأحسّ بأوجاعكم
ودموعي تنزل ، وقلبي يعصرهُ الألم
من أجل شابٍ في بداية الشباب والعطاء
لكن لم تتوصّل الأرض ومن عليها
إلى قوةٍ تفوق قوّة السماء
ولذلك علينا أن ندرك الحقيقة والمنطق
ونرضى بآلامنا ودموعنا ،كي تهدأ أرواحنا
رحل كابي إلى السماء
إلى ما فوق الغيوم
بل أبعد من ذلك بكثير
إلى مكان ٍ مُريح
إستراحة كبيرة للإنتظار في الفردوس
للإنتقال في الوقت المناسب إلى الملكوت
حيث كرسيُّ الرب .
رحل الغالي كابي
فلتكن طريقه بيضاء
كثياب الملاك اللطيف الذي يرافقه
كما نؤمن، لا كما نتخيّل
أرحل بسلام أيها الشاب الجميل
عائلتكَ يا كابي تحبّكَ بجنون
أمكَ الحنونة، ووالدك الطيب وجولي
سيبقونَ بإتصالٍ معكَ طوال السنين
وكذلك كلّ الأهل والأصدقاء
والناس الذين عرفوكَ
وكانوا متأكدين أنك ستكونَ صالحاً
لعائلتك وأهلك ومجتمعك
سيرسلونَ لكَ الرسائل، ويشعلون الشموع
سيساعدونَ المتعبينَ، ويسقونَ العطاشى
سيمسكونَ بأيادي الفقراء والمساكين
علَّ الرسائل تصلكَ
وداعاً يا غالي على القلوب
وداعاً كابي الجميل .

[توما بيطار]

غصون

غصنٌّ رقَّ لهُ قلبي
فبانت من خلفِ الغصنِ غصون
يا لسحرِ جفنٍ، أُغرِمَ بجفنٍ
وغارت من سحر الجفن عيون
وأهدابٍ كسواد الليل انتصبت
والليلُ موّالٌ
طالت فيه الشجون
طاب اللقاء
فاستراحت ليَ عينٌ
وماتت في فؤاديَّ
من لقياها ظنون
ألها فمٌ يشكو. ؟
وهل يشكو
من يملك مثل ثغرها فتون ؟
شكراً إلهي
فقد أهديتني إلى غصنٍ
فانحنَت عليَّ غصون
فمن يعشق عينيها يحيا
بل قُل: يُصابُ عقلُه
ويجنُّ فيه الجنون.

[سعاد نيسان]

الله يرحمه ويصبر اهله

[إسحق القس افرام]

الراحة الابدية اعطيه يارب ولكم ولجميع الاهل والاقارب نعمة العزاء

[توما بيطار]

العزيز إسحق والأخت سعاد
شكراً من القلب لكما، وحفظ الله أحبابكما وأولادكما، والأهل
غريبة هي الحياة أحيانًا، وصادمة أحيان أخرى، تقطف الورود الغضّة في غير حينها، لكنها إرادة السماء