أحملُ جراحكَ ياوطني وأمشي
في طرقٍ لا أعرفها
لا ليلها ليلٌ
ولا نهارها نهار
أحملُ هموم الفقراء مثلي
والمشرّدين في مدنِ العالم مثلي
وعلى طرقات الوطن المرشوشة بالدم.
أنهارت نجوم السماء
وعمَّ الظلام
وسقطَ القمر
حتى راعي البلد الجبان هرب
وتركَ القطيعَ للذئاب والضباع
فانتشر الخوفُ والهلع
وحتى الأشجار نستْ فساتينها
واحتلَّ رأسَ الطير الصغير الهم.
أحببتُ بلدي بصدق
كما أحببتموهُ جميعكم أصدقائي
أحببنا الذين عاشرناهم
على مدى عقودٍ وعقود
أحببنا الأكراد ورقصنا معهم
وأنشدنا بعذوبةٍ أغانيهم
أحببنا العرب وأتقنّا لغتهم
فاختلطت أمانينا وأمانيهم
أنتسبنا إلى أحزابٍ مختلفة
واختلفنا مع أصدقاء واتّفقنا
لكنهُ لم يصل لأمورٍ غير حميدة
نحنُ على ديانات ومذاهبَ وقوميّات
لكن لنا أم واحدة اسمها سوريا
والمهم في الأمر أن لانؤذي غيرنا
ونتّهم بعضنا، ويأكل البلد التركيُّ ويأكلنا .
خدمتُ بإخلاصٍ أهلي وأولاد بلدي
ومن لهُ عندي حقٌّ بدليلٍ، أعيدُهُ بيديّا
فأنا لم أخن صديقاً في حياتي كلها
لكني بردّةِ فعلٍ قلتُ لإثنين كلاماً غبيّا
ولم أخن إمرأةً طوال عمري
إلا إثنتين، كلامي معهنَّ لم يكن سويّا
سامحتُ كلّ أعدائي برغم بكائي
ورحلتُ من حياة أصدقاء عزيزين عليَّ
ودَّعتُ الكثير من أهلي الراحلين للسماء
وأصدقاءَ كُثر، وأبناءَ بلدٍ أوفياء
أحببتُ الناس وكتبتُ لهم تراتيل
وكتبتُ الأغاني والنثر والقصص بعشق الأوفياء.
أيها الناس، يا أبناء بلدي الكرام
في نهاية العام أتمنى لكم السلام
كلنا مضغوطونَ، وكلنا جرحى
فليس من داعٍ للفظِ سوء الكلام
لنعمل معاً على عودةِ بلدنا سالماً
بعد رحيل الطغاةِ، ومَن نصّبَ نفسهُ إمام
أحبكم جميعاً، بدون أيةِ مجاملةٍ
ولكم مني الوفاء والمحبة والسلام.
@ برغم حزننا نقول: كان الأسوأ خراب سوريا
وتشرّد أهلنا، ورحيل الكثير من الأهل والأصدقاء
@ الأجمل هذا العام
١- تخرّج أبني الدكتور أفريم
٢- طباعة كتابين:
أبناء الفردوس
الوجه الآخر للشرق
@ وتحية خاصة للصديقين: حبيب نرمو
والعزيز يعقوب بلقو لطباعة الكتابين، ورسم الأغلفة
@ كل عام وكلّ الناس بخير
وسوريا بألف خير.
@ أرجو عدم تفسير بعض الأمور، بغير سياقِها.