سقطت الأشجار كأعواد الكبريت، والنوافذ تحطّمت تحت ضغط الرياح، بينما انقطعت الكهرباء عن عشرات الآلاف من المنازل. لكن رغم الفوضى، ظهرت روح التعاون بين الجيران كطوق نجاة في وجه العاصفة.
منشار لإنقاذ الطريق
في بلدة سورفياريدن قرب نارب في هالسينغلاند، لم تكن ميكيلا ستور تدرك في البداية مدى قوة العاصفة. وقالت لوكالة الأنباء TT “سمعنا صوتاً مدوياً، ثم بدأ كل شيء ينهار. الأشجار سقطت واحدة تلو الأخرى، على منازل وعلى سيارات. كانت الفوضى تشبه لعبة (بلوكيبين) ولكن بحجم الغابة.
إحدى العائلات، بحسب ستور، سقطت شجرة ضخمة على سيارتهم، لم يبقَ منها شيء. وحتى الوصول إلى مركز البلدة لم يكن سهلاً، فالطريق غُلق بالكامل. وتتابع: أخذنا المنشار الكهربائي معنا، وبدأنا نقطع الأشجار التي تسد الطريق كي نمر.
ليلة بلا نوم.. وقلق على المجهول
ورغم نجاتها من الأضرار المباشرة، قضت ميكيلا ليلة في قلق دائم. فهي تعيش قرب منطقة تخييم تضم نحو 80 كوخاً. وقالت ذهبت ليلاً بسيارتي لأتفقد عربة حماتي، لم نرَ سوى القليل عبر أضواء السيارة، لكننا شاهدنا أحد الأكواخ وقد سقطت عليه شجرة. المشهد كان مروعاً.
في ترونودال، جنوب سوندسفال، أمضى كالي فريد (77 عاماً) يومه الأول بلا كهرباء. لكنه لم يكن في حالة ذعر. وقال لدينا موقد حطب وقبو يحافظ على البرودة. الأمور تحت السيطرة هنا.
لكن انقطاع الكهرباء أثّر بشكل مباشر على الاتصالات. الهواتف لم تعد تعمل، وأبراج الإرسال تعطلت. وأضاف فريد لا رسائل، لا تنبيهات، لا شيء. لم نتلقَّ حتى تحذير. نشعر بالعزلة.
نافذة تطايرت.. وأشجار تسد الأفق
أما في إينفيكن، شمال دالارنا، فكانت الرياح أقوى مما توقعت آسا لوندبري (61 عاماً). “النافذة الأمامية تحطّمت بالكامل تحت ضغط الرياح. أعيش قرب البحيرة، وكانت الريح تضرب المنزل مباشرة.
وتصف آسا المشهد بعد العاصفة المنطقة كلها مليئة بالأشجار المتساقطة. لا يمكن وصف كمية العمل المطلوبة لإزالة كل هذا الدمار. إنه أمر لا يُصدق.
لكنها تجد أملاً في التضامن الشعبي. الناس ساعدوا بعضهم، وكتبوا في مجموعات الفيسبوك المحلية يعرضون المساعدة ويخرجون لإزالة الأشجار. لقد كان شيئاً رائعاً وسط كل هذا الخراب

