زارني ضيف يوم أمس
بقلم
بنت السريان
سعاد اسطيفان
في ليـل
بدره تربّع كبدالسماء
ألقى التحيّة
جالسني
وفي صمته نطقٌ
سحنته الهادئة
إستكانت لـها روحي
بـــدالي شيخ وقور
أنهكته السنون بجبروتها
تكوّر في مقعده
بين شهيق أتعبــه
وزفيرٍينفــث نار
في جعبتي من المخاوف
ما يدعــوني لتوخي الحـــذر
وفـــــي دواخلـــي فضول
كي أفضّ صمت
حال بيننا الكلام
أمعنتُ بمحيّاه النظر
غمرني شغفٌ
للوقوف بحذر
على عتبات الزمن الصامتة
لعلَّها تتكلّم
فأترجم تعابير
وجه زائري الأسمر
رفع عنّي حرج السؤال
رمقني بنظرة ثاقبة
هزّت بدني
تحاشيتها
لكنّي ارتبكت
قطع حبل الصمت
ويا لعمري
ليته ما فعل
أطلق آهات
لسعتني بنيرانها
كنت أتألّم
أشاح بوجهه عنّي
وفي ذلك تعمّد
أُّخِذت ُمشدوهة
لهيـــب الآه سرى نحوجسدي
وهج نــاره أصابني
وليس منه مهرب
إنتابتني رعشة مخيفة
كأنّي في ضيافة الموت
فجلسة كهذه عليها لا أُحسد
أحسّ زائري
بهــــول مـــا اعترانـــي
وفكَّ نطاق الصمت
حدّثني
عمّا اعتراه
من مآسي بني جلدتي
وكلّـــي أذان صاغيــــــة
لا يقطع صمتي
سوى أهـــــات لاهثة
ودموع سخيّة تجرّحني
ضغط زائري
بكفي راحتيه على صدره
وأطلق صرخة
كيف أترجمها لست أدري
أسمعني
صدى ماكان يكمنه
بين جنبيه
أنيــــــن , بكـــاء, عويــــل.و صراخ
وأنّات الآه تهدر
من جوف أعماقــــه كالرعد
وكأنّه يعالجُ سكرات المــــــوت
ساعة احتضاره
أردف قائلاً:
وا أسفاه
مياه دجلــة والفرات
تنعــــــق كالغــراب
تجـــــري بسرعة
وكأنّي بها
تهرب من الغضب الآتي
والعالــــــــم يسرع الخطى
نحو الهلاك
وابن آدم
غارق رغـم كل هذا بملذّاته
على أنغام
دويِّ المتفجرات
متربّـعاً فــــــوق بركان يغلي
لو انفجر
يحوِّل البشر وقوداً
لسعير نارتحرق الكائنات
والغذاء
يسابق الخطى
نحو آفة المجاعة
المياه شحّت
تلوّثت بنووي الإشعاعات
والبشر أدمن
على هذا النمط من الحياة
تألّم التاريخ زائري
من هول ما باح لي
ورمقنــي بنظـــرة
ملؤهاالأسـى والعتاب
كم تمنيت
لوأنّ الارض إنشقّت وابتلعتنـي
خلت أن الموت لي
خيرمن الحياة
أومأ إلي مشيرا بيده وقال:
لقد تعبت
وفي الحديث أسهبت
نكمل حديثنا في لقاء يوم غد
وما زلت في انتظار ذاك الغد
لطفاّ
يتبع الجزء الثاني
