فصل الشتاء بين الأرصاد الجوية والأمثال
قديماً كان فصل الشتاء أشد برداً وإيلاماً على الناس، وكانت الثلوج تندف معظم أيام شهري كانون الأول والثاني
وتستمر أحياناً لأيام متواصلة حتى تصل في بعض الأيام إلى أكثر من متر، وكان معظم كبار السن يقوموا بإزالة الثلج عن سطح المنزل وأرض الدار حتى لا تهبط سقوف البيت على اصحابه
وكانت قناديل المياه المجمدة من شدة البرد تتدلى من (المزاريب) بطول أكثر من متر، وكانت أغصان الأشجار تتجمد من رذاذ الأمطار حتى تخالها أغصاناً زجاجية من شدة البرد ولهذا عندما نريد أن نعبر من البيت إلى المطبخ كنا نفتح ممراً بين الثلوج ونركض بسرعة البرق لتجنب صرير الرياح وعواصف الثلج لنتحلق حول المدفأة ولسان حالنا يقول المثل: (النار فاكهة الشتاء واللي ما بصدق يصطلي والجوخ ملبوس الإمارة واللي ما بصدق يشتري)،
وفي فصل الشتاء يتذكر أجدادنا الطقس القارس الذي كان يسيطر على الثلاثة أشهر المهمة في هذا الفصل، الكوانين وشباط الذين يخافهم المسنون حيث كانوا يقولون: (في كانون حضّر الفحم والكانون وشباط ما عليه رباط)،
كما يتذكرون الثلوج التي كانت تتساقط في هذا الفصل على عكس ما يجري حالياً ورغم انتشار الدخان في أرجاء الغرفة التي أدت إلى الكثير من حوادث الاختناق لساكني الدار ومع ذلك كان لسان حالهم يقول: (دخان يعمي ولا برد يضني)، وفي الشتاء كان أصحاب البيت يقومون بأعمال الصيانة من زريقة وتبليط الدار والدهان بالكلس الأبيض وتنظيف (الحاصل) المكان الذي يخزن فيه الماء لأيام الصيف وتحضير الفحم والحطب والبيرين، ورغم هذه الأعباء المالية على الفقير كانت تقام سهرات الشتاء التي يقضونها برواية الحكايات واللعب لتمضية شطر من وقت الليل الطويل والاستماع إلى قصص البطولة والأشعار وتناول المكسرات والحلويات، وفي فصل الشتاء تكثر العلل والأمراض والوفيات لأسباب عدة منها: أنّ الطب قديماً كان بدائياً قبل قرن من الزمن وعلاج الأمراض بالوصفات الشعبية أو الاعتماد على نصائح الدجالين والمشعوذين إلى جانب عدم توفر الحطب والفحم عند أكثر الناس باستثناء بيوت الأغنياء و الأعيان
حتى أنّه يذكر في الكتب التاريخية أنّه في عام /1911/م عام الثلجة كما اصطلح على تسميتها أصبح الفحم أغلى من الذهب وأثمن هدية تقدم للأصحاب والأهل ، وكان الفقراء يذهبون إلى الأفران لأخذ كمية من البيرين والدق ليضعوها في الشقف أو المنصب أو المنقل حيث يتحلق أفراد الأسرة حوله كي يتدفؤوا من شدة برد أطرافهم حيث يتجمد الدم في عروقهم أو كما كانوا يسمون ذلك (الأمطلس)، وعند اختراع المدفأة التي تعمل على الحطب كانوا يرمون فيها كل مخلفات البيت حتى إنّهم كانوا يجففون قشور البطيخ والجبس ونادراً ما كان يتوفر الفحم أو الحطب، ولهذا كانوا يقولون: (الرجل في البيت رحمة ولو جاب فحمة)، أي أنّ وجود الرجل في البيت خير وبركة مهما كانت صفاته أو أفعاله أفضل من أن تظل المرأة عزباء أو أرملة لأنّ الزوج إذا جلب معه للبيت الفحم فقط فذلك رحمة للمرأة وأطفالها، وكان حرق الفحم يسبب الكثير من حوادث الاختناق كما ذكرنا عند إغلاق منافذ البيت ويتهكمون على الرجل الفقير بقولهم:
بلبق على بردو وجوعو العصاي تكسرلو ضلوعو
ومن أهازيج الأطفال:
حوحو حوحو يا بردي قشة وحطب ما عندي
عندي بنية غندورة بتضرب لي بالطنبورة
فصل الشتاء بين الأرصاد الجوية والأمثال
Re: فصل الشتاء بين الأرصاد الجوية والأمثال
المناخ في سورية بشكل عام ممطر شتاء وحار صيفاً ويقع بينهما فصلا الربيع والخريف وترتفع الرطوبة شتاء وتنخفض صيفاً ويتناوب في الشتاء الضغط العالي المصحوب بالصحو والبرد مع الضغوط المنخفضة القادمة من القطاع الغربي والتي تجلب معها الأمطار وأحياناً الثلوج، ويظهر الضباب في أشهر كانون الأول والثاني وشباط وآذار بمعدل يتراوح بين يوم واحد و/11/يوماً في الشهر.
أما في الأشهر الباقية فلا يظهر الضباب إلا في شهري تشرين بما لا يزيد عن يوم أو يومين في الشهر وأشد الأشهر برودة شهرا كانون الأول والثاني وتسود الرياح الغربية في حلب بحيث تبلغ نصف الرياح التي تهب عليها وهي التي تجلب الغيوم والأمطار والدفء شتاء وتؤمن الرطوبة الكافية لدرء قساوة الرياح الصحراوية التي تهب صيفاً لذلك يوجه الحلبيون نوافذهم إلى الغرب وتتوسع مدينتهم باتجاه الغرب، ونظراً لعدم وجود حواجز طبيعية فإنّ رياح الأناضول الباردة الشمالية التي تجلب الثلوج شتاء تهب عليها وكذلك الرياح الشرقية والجنوبية الصحراوية،
أما في الأشهر الباقية فلا يظهر الضباب إلا في شهري تشرين بما لا يزيد عن يوم أو يومين في الشهر وأشد الأشهر برودة شهرا كانون الأول والثاني وتسود الرياح الغربية في حلب بحيث تبلغ نصف الرياح التي تهب عليها وهي التي تجلب الغيوم والأمطار والدفء شتاء وتؤمن الرطوبة الكافية لدرء قساوة الرياح الصحراوية التي تهب صيفاً لذلك يوجه الحلبيون نوافذهم إلى الغرب وتتوسع مدينتهم باتجاه الغرب، ونظراً لعدم وجود حواجز طبيعية فإنّ رياح الأناضول الباردة الشمالية التي تجلب الثلوج شتاء تهب عليها وكذلك الرياح الشرقية والجنوبية الصحراوية،
Re: فصل الشتاء بين الأرصاد الجوية والأمثال
أربعينية الشتاء "المربعينية
تبدأ يوم /21/ كانون الأول حيث أقصر نهار وتنتهي يوم /30/ كانون الثاني ومدتها /40/ يوماً ، ويهتم عامة المواطنين بهذه المربعينية ويأملون بقدومها بدء التباشير بموسم مطري كونها تعد البداية الحقيقية لفصل الشتاء والذي يستمر لمدة ثلاثة أشهر، وتشير تقارير سابقة للأرصاد الجوية إلى أنّ أربعينية الشتاء تعتبر من أكثر أيام السنة برودة وهطولاً للأمطار وتصل درجات الحرارة في بعض المناطق خلالها إلى ما دون الصفر وتعتبر ليلة بداية المربعينية أطول ليلة في السنة بالنسبة لنصف الكرة الشمالي وبالتالي أقصر نهار كون الشمس تكون عمودية على مدار الجدي في نصف الكرة الجنوبي فتصبح في أبعد نقطة عن نصف الكرة الشمالي
ويلاحظ أنّ الشمس بعدها تبدأ بحركة ظاهرية باتجاه الشمال وبالتالي يعود النهار إلى الزيادة والليل إلى التراجع إلى أن يتساوى الليل والنهار مع بداية الربيع، وحسب معلومات موثقة فإنّ فصل الشتاء يستمر /90/ يوماً ويشمل أربعينية الشتاء ومدتها /40/ يوماً وخمسينية الشتاء ومدتها /50/ يوماً وتقسم الأربعينية حسب بعض الآراء إلى ثلاثة نجوم بأيام
المستقرضات: أو ما يسمى سعد الخبايا، ومدتها سبعة أيام: ثلاثة من أواخر شباط وأربعة أيام من أوائل شهر آذار وبالعكس إذا كانت السنة كبيسة، وتمتاز في أغلب الأحايين بالمطر الشديد والفيضانات وهبوب الرياح الشديدة والبرد القارس، ويقول المثل الشعبي: (إذا تأخر المطر عليك بالمستقرضات والمستقرضات) هي الأيام التي سمتها العرب قديماً أيام العجوز وهي: (صن، وصنبر، ووبر، والآمر، والمؤتمر، والمعلل، ومطفي الجمر)، ويعبر المثل الشعبي: (بالمستقرضات عند جارك لا تبات) دليل شدة البرد والمطر الغزير، وتدعى مستقرضات الروم أيضاً، ويقال إنّ شهر آذار خاطب شهر شباط قائلاً: (شباط يا ابن عمي ثلاثة منك وأربعة مني بنخلّي دولاب العجوز يغني)، المقصود دولاب المغزل، وهكذا يبدأ الدفء وتقوم العجوز وتخرج من البيت وتجلس في الحاكورة تحت الشمس وتبدأ بغزل الصوف مستمتعة بأشعة الشمس الدافئة والجو المعتدل، وكانت أيام سبعة شديدة المطر والبرد، مما اضطر العجوز أن تحرق كل ما لديها من حطب لتتدفأ عليه، حتى إنّها اضطرت لحرق مغزلها وإشعاله طلباً للدفء!!!! وفي هذا يقول المثل: (ما إلك طرش يقوم، ولا مركب يعوم، إلا بعد مستقرضات الروم).
تبدأ يوم /21/ كانون الأول حيث أقصر نهار وتنتهي يوم /30/ كانون الثاني ومدتها /40/ يوماً ، ويهتم عامة المواطنين بهذه المربعينية ويأملون بقدومها بدء التباشير بموسم مطري كونها تعد البداية الحقيقية لفصل الشتاء والذي يستمر لمدة ثلاثة أشهر، وتشير تقارير سابقة للأرصاد الجوية إلى أنّ أربعينية الشتاء تعتبر من أكثر أيام السنة برودة وهطولاً للأمطار وتصل درجات الحرارة في بعض المناطق خلالها إلى ما دون الصفر وتعتبر ليلة بداية المربعينية أطول ليلة في السنة بالنسبة لنصف الكرة الشمالي وبالتالي أقصر نهار كون الشمس تكون عمودية على مدار الجدي في نصف الكرة الجنوبي فتصبح في أبعد نقطة عن نصف الكرة الشمالي
ويلاحظ أنّ الشمس بعدها تبدأ بحركة ظاهرية باتجاه الشمال وبالتالي يعود النهار إلى الزيادة والليل إلى التراجع إلى أن يتساوى الليل والنهار مع بداية الربيع، وحسب معلومات موثقة فإنّ فصل الشتاء يستمر /90/ يوماً ويشمل أربعينية الشتاء ومدتها /40/ يوماً وخمسينية الشتاء ومدتها /50/ يوماً وتقسم الأربعينية حسب بعض الآراء إلى ثلاثة نجوم بأيام
المستقرضات: أو ما يسمى سعد الخبايا، ومدتها سبعة أيام: ثلاثة من أواخر شباط وأربعة أيام من أوائل شهر آذار وبالعكس إذا كانت السنة كبيسة، وتمتاز في أغلب الأحايين بالمطر الشديد والفيضانات وهبوب الرياح الشديدة والبرد القارس، ويقول المثل الشعبي: (إذا تأخر المطر عليك بالمستقرضات والمستقرضات) هي الأيام التي سمتها العرب قديماً أيام العجوز وهي: (صن، وصنبر، ووبر، والآمر، والمؤتمر، والمعلل، ومطفي الجمر)، ويعبر المثل الشعبي: (بالمستقرضات عند جارك لا تبات) دليل شدة البرد والمطر الغزير، وتدعى مستقرضات الروم أيضاً، ويقال إنّ شهر آذار خاطب شهر شباط قائلاً: (شباط يا ابن عمي ثلاثة منك وأربعة مني بنخلّي دولاب العجوز يغني)، المقصود دولاب المغزل، وهكذا يبدأ الدفء وتقوم العجوز وتخرج من البيت وتجلس في الحاكورة تحت الشمس وتبدأ بغزل الصوف مستمتعة بأشعة الشمس الدافئة والجو المعتدل، وكانت أيام سبعة شديدة المطر والبرد، مما اضطر العجوز أن تحرق كل ما لديها من حطب لتتدفأ عليه، حتى إنّها اضطرت لحرق مغزلها وإشعاله طلباً للدفء!!!! وفي هذا يقول المثل: (ما إلك طرش يقوم، ولا مركب يعوم، إلا بعد مستقرضات الروم).
Re: فصل الشتاء بين الأرصاد الجوية والأمثال
مصطلحات كادت أن تنقرض
الاثنين 13 - 1 - 2014
(برد سليماني) يقولون في فصل الشتاء عند انخفاض درجات الحرارة اليوم
عند هطول الثلوج أو تجمد الماء ويقصدون بالسليماني ( السم الشديد قوامه الزيبق والسم كل مادة إذا دخلت جوف الإنسان قتلته .
(السم السقطلي)
كما يقولون اليوم ( سم السقطلي ) أي الإنسان من شدة البرد فقد أحد أعضائه أي أحدث تلفاً في الجسم .
(صبر السقطلي)
وكانوا يقولون عن الأكل المالح جداً (صبر السقطلي) ويقصدون بالصبر هو وضع ما يسمى (بالصبر المر ) الذي يدخل جوف الإنسان واستخدم في التحنيط لحفظ الجثة .
ومن هنا قد يكون استعمال هذا اللفظ على الملح الزائد الذي يدخل في جوف الإنسان .
(صاق ويط)
يقولون في أيام الشتاء اليوم بوظ مثل ( صاق ويط ) يريدون شديد البرد وقد تكون الكلمة من التركية ( صاقلاقص ) بمعنى الاختفاء والاستتار ومن ( أيت ) التركية بمعنى ( الكلب ) يريدون برداً شديداً يختفي فيه الكلب ويلوذ بأكناف المخابئ خوفاً من سطوة البرد .
ويقال إن ( صاق ) حكاية صوب الباب لدى فتحه و ( ويط ) حكاية صوته لدى إغلاقه .
يريدون: برداً شديداً يؤثر في الجماد ومنه الباب فهذا بحكم تجمد أجزائه بصوت لدى الفتح ولدى الإغلاق ، ويقال إنها مشتقة من صار و ( قريض ) من فعل قرض الرجل ( العربية ) أي مات أو أشرف على الموت أو تحريف الصقيع أو تحريف السقيط يريدون يسقط على الأرض .
الاثنين 13 - 1 - 2014
(برد سليماني) يقولون في فصل الشتاء عند انخفاض درجات الحرارة اليوم
عند هطول الثلوج أو تجمد الماء ويقصدون بالسليماني ( السم الشديد قوامه الزيبق والسم كل مادة إذا دخلت جوف الإنسان قتلته .
(السم السقطلي)
كما يقولون اليوم ( سم السقطلي ) أي الإنسان من شدة البرد فقد أحد أعضائه أي أحدث تلفاً في الجسم .
(صبر السقطلي)
وكانوا يقولون عن الأكل المالح جداً (صبر السقطلي) ويقصدون بالصبر هو وضع ما يسمى (بالصبر المر ) الذي يدخل جوف الإنسان واستخدم في التحنيط لحفظ الجثة .
ومن هنا قد يكون استعمال هذا اللفظ على الملح الزائد الذي يدخل في جوف الإنسان .
(صاق ويط)
يقولون في أيام الشتاء اليوم بوظ مثل ( صاق ويط ) يريدون شديد البرد وقد تكون الكلمة من التركية ( صاقلاقص ) بمعنى الاختفاء والاستتار ومن ( أيت ) التركية بمعنى ( الكلب ) يريدون برداً شديداً يختفي فيه الكلب ويلوذ بأكناف المخابئ خوفاً من سطوة البرد .
ويقال إن ( صاق ) حكاية صوب الباب لدى فتحه و ( ويط ) حكاية صوته لدى إغلاقه .
يريدون: برداً شديداً يؤثر في الجماد ومنه الباب فهذا بحكم تجمد أجزائه بصوت لدى الفتح ولدى الإغلاق ، ويقال إنها مشتقة من صار و ( قريض ) من فعل قرض الرجل ( العربية ) أي مات أو أشرف على الموت أو تحريف الصقيع أو تحريف السقيط يريدون يسقط على الأرض .
آخر تعديل بواسطة كبرو عبدو في الاثنين يناير 13, 2014 10:11 am، تم التعديل مرة واحدة.
Re: فصل الشتاء بين الأرصاد الجوية والأمثال
(قز الليلة) أو حرق الشتاء
قبل سبعينيات القرن الماضي كان يتم إيقاد النار في العديد من أحياء مدينة حلب من قبل الأطفال
ولاسيّما في نهاية شهر أيلول حيث تبدأ تباشير فصل الخريف وسقوط الأوراق وهطول زخات من المطر، وكانت هذه الشعلة نسميها (قز الليلة)، وننشد (قز الليلة بابا ليلة)، وأعتقد أنّ معناها أشعل النار في هذه الليلة وعش أوقات سعيدة، ويتم الاحتفال به في البساتين والحارات والأزقة وفيه يتم الدعاء للمباركة بالزرع والبيوت والمحال والناس، وكان يتم في هذه (القزلات) حرق الخشب والعيدان وكل شيء من توالف الطبيعة وبعض الناس كان يشوي عليها (عرانيس) الذرة الصفراء أو الكستناء ، وغلي إبريق الشاي ونلتف نحن الصبية حولها ويتم تبادل الأحاديث والحكايا والأهازيج الشعبية.
وقد تكون هذه العادة مأخوذة من بعض الطقوس القديمة التي كانت في سورية وخاصة عند انتهاء فصل الشتاء فيقوم سكان الأحياء بإشعال النار لحرق الشتاء وقدوم فصل الربيع لما لاقوه في هذا الفصل من برد ومرض وقلة الموارد
قبل سبعينيات القرن الماضي كان يتم إيقاد النار في العديد من أحياء مدينة حلب من قبل الأطفال
ولاسيّما في نهاية شهر أيلول حيث تبدأ تباشير فصل الخريف وسقوط الأوراق وهطول زخات من المطر، وكانت هذه الشعلة نسميها (قز الليلة)، وننشد (قز الليلة بابا ليلة)، وأعتقد أنّ معناها أشعل النار في هذه الليلة وعش أوقات سعيدة، ويتم الاحتفال به في البساتين والحارات والأزقة وفيه يتم الدعاء للمباركة بالزرع والبيوت والمحال والناس، وكان يتم في هذه (القزلات) حرق الخشب والعيدان وكل شيء من توالف الطبيعة وبعض الناس كان يشوي عليها (عرانيس) الذرة الصفراء أو الكستناء ، وغلي إبريق الشاي ونلتف نحن الصبية حولها ويتم تبادل الأحاديث والحكايا والأهازيج الشعبية.
وقد تكون هذه العادة مأخوذة من بعض الطقوس القديمة التي كانت في سورية وخاصة عند انتهاء فصل الشتاء فيقوم سكان الأحياء بإشعال النار لحرق الشتاء وقدوم فصل الربيع لما لاقوه في هذا الفصل من برد ومرض وقلة الموارد