الصلاة المستجابة والغير مستجابة / للربَّان رابولا صومي ـ دمشق.

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
Alrban Rabola
مرشد روحي
مرشد روحي
مشاركات: 300
اشترك في: الاثنين مارس 18, 2013 7:32 pm
مكان: سوريا

الصلاة المستجابة والغير مستجابة / للربَّان رابولا صومي ـ دمشق.

مشاركة بواسطة Alrban Rabola »



14 حزيران 2016م

الصلاة المستجابة والغير مستجابة.

من نظرة راهب سرياني/ الأب رابولا صومي ـ دير مار أفرام السرياني بمعرة صيدنايا ـ دمشق.

الصلاة المستجابة في بعض الأحيان تكون غير مستجابة، حسب فكر الله الروحي السابق للحدث، وفلسفة الحياة الرهبانية. وهذا نلمسُه من خلال حياة المؤمن في معركته اليومية مع التجرُبة والصبر والعطايا الإلهية الممنوحة له.
على سبيل المثال لا الحصر: إنسانٌ ما يطلب بإلحاح دائم من الله أن يعطيه نسلاً، فيستجيب للطلب بكونه مؤمن وصلاة الوالدين تقبل لدى الله كقول الرب يسوع مرةً في عظتهِ على الجبل: أسألوا تعطوا. أطلبوا تجدوا. أقرعوا يُفتَح لكم. " متى 7: 7 " ولكن بما أنَّ الله هو فاحص القلوب والكلى. فيُلبي هذا الطلب الذي أنتظره هذا الأنسان منذ شهور بل سنين، وفي نهاية المطاف يخرج المولود مشوهاً ... معلولاً ... مريضاً، أو صحيحاً لا عيب فيه أو تشّوه ما أو خلل، ولكن شرير في طبعهِ وأعماله، سيئ في معاملته وتصرفاته وفاسد في معاشرته وأسلوب حياته...!! فهنا تكون الصلاة مستجابة من جانب حرارة الصلاة المقبولة ومن ناحية الأنجاب أيضاً، وغير مستجابة لأن الله في علمه السابق يعرف المستقبل ولكن هذه ليست إرادة الله لأن حاشا له أن يؤذي إنسان ولكن يُلبي طلب المؤمن بكل حرية وتقدير حتى يدرك ويتعلم من تجربته، وأن هناك قادرعلى كل شئ وقوة خفية ضابطة لكل الأمور ... هو لله. فيتم قول الرسول بولس: ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوُّن حسب قصدهِ . رومية 8: 28 "

أما الصلاة الغير مستجابة هي مستجابة...؟!

مثل إنسان مريض يطلب من الرب بلجاجة أن يأخذ روحَهُ من اليأس والقنوط وضعف الرجاء، كما تعرض إيليا لهذه الحالة النبي الغيور الناري وهو يهرب من وجه إيزابل كما يُخبرنا سفر الملوك: " وسار إيليا في البرية وجلس تحت رتمة ٍ وطلب الموت لنفسهِ وقال قد كفى الآن ياربُّ خذ نفسي لأنني لستُ خيراٌ من آبائي. " ملوك الأول. 19: 4" غير أنَّ الله لا يستجيب في مثل هذه الحالات ويتريث بالأمر، لأن في المستقبل القريب سوف يعطي قوة جديدة وحياة جديدة ونعمة جديدة لا يدركها المرء بفكره الانساني الضئيل المندحر أمام قوة الشر في هذا العالم. فإيليا يأخذ قوة جديدة ونعمةً جديدة ومَسحة جديدة من الرب ليتابع رسالتة الروحيَّة ويصعد إلى السماء بالجسد كما جاء في الكتاب. ( وكان اليشع يرى وهو يصرخ يا أبي يا أبي مركبة اسرائيل وفرسانها ) ملوك 2: 12 " وأما المريض ينال الراحة والشفاء التام. أو مثلاً: أم تدعي دعاء وتطلب الموت لنجلها أو ابنتها، لأنه متعب وسفيه ولكن الله لا يجيب لأنه يعرف قلب الأم على الأبناء ويعرف مستقبل كل منا كيف سيكون فيما بعد وأن هذا الأبن او الأبنة سيصبحا صالحين وهكذا نرى كثير من الحوادث في كتاب الله المقدس ومجريات التأريخ البشري كيف أن الأيمان والصبر والتريث في القرارات يعطي نتيجة إيجابية للأنسانية كقول الرسول بعقوب أخوالرب: احسبوه كل فرحٍ يا إخوتي حينما تقعون في تجارب متنوّعة عالمين أنَّ امتحان ايمانكم يُنشئ صبراً. يع 1: 1 "

إلى هنا أعاننا الرب.
صورة العضو الرمزية
سعاد نيسان
مشرف
مشرف
مشاركات: 15583
اشترك في: الأربعاء أكتوبر 27, 2010 5:08 pm

Re: الصلاة المستجابة والغير مستجابة / للربَّان رابولا صومي ـ دمشق.

مشاركة بواسطة سعاد نيسان »

أقتن الذهب بمقدار أما العلم فاكتسبه بلا حد لأن الذهب يكثر الآفات أما العلم فيورث الراحة و النعيم .
صبيحة اسطيفان
عضو
عضو
مشاركات: 455
اشترك في: الثلاثاء يونيو 23, 2015 3:01 pm

Re: الصلاة المستجابة والغير مستجابة / للربَّان رابولا صومي ـ دمشق.

مشاركة بواسطة صبيحة اسطيفان »

ادعو لله ان يزيدك ايمانا ونعما وحكمة وخدمة وان يهبك الصحة والعافية والحماية لتكون نورا لشعب الله المحتاج للسير به في طريق الخلاص .
عندي استفسار حول الفقرة الاولى , فقد ذكرت :حاشا له ان يؤذي انسان ولكن يلبي طلب المؤمن بكل حرية وتقدير حتى يدرك ويتعلم من تجربته .
ابونا المختارالربان رابولا صومي الموقر , ان كان الله لبى طلب المصلين كما ذكرت وولد الطفل مشوها او به خلل لايصلح ابدا الا بقدرته تعالى فسيكون عالة على اهله وسيبقى صليبا ثقيلا عليهم يفقدهم ابسط حالات راحة العيش ,ويمكن يفقدهم محبتهم لله وحتى ايمانهم وخصوصا ان كانت العائلة فقيرة .
ان الله محبة وكل عطية خيرة هي من الاعالي ,القوي الجبار العظيم, كن فيكون ,وهو القادر على كل شي , فلماذا كما ذكرت تكون عطيته عبئا ثقيلا على طالبيها ,هل السبب عدم رضا الله على الاهل ,ام ليعطيهم الله اجر خدمتهم واتعابهم وصبرهم في تحملهم الالام ,نعما سماويةعلى الارض وفي السماء .فالحقيقة انا لم ادرك وافهم الحكمة من هذه التجربة.
امامنا المهجرين ,والذين تحت الاضطهاد ,الاطفال يجوعون واخرين يقتلون واخرين تسبى نساءهم و و و و لن اقول الا يا رب حكمتك ,يا رب ارحمنا امين .
صبيحة اسطيفان
صورة العضو الرمزية
إسحق القس افرام
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 49244
اشترك في: السبت إبريل 17, 2010 8:46 am
مكان: السويد

Re: الصلاة المستجابة والغير مستجابة / للربَّان رابولا صومي ـ دمشق.

مشاركة بواسطة إسحق القس افرام »

:croes1: فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ :croes1:
صورة
صورة
صورة العضو الرمزية
Alrban Rabola
مرشد روحي
مرشد روحي
مشاركات: 300
اشترك في: الاثنين مارس 18, 2013 7:32 pm
مكان: سوريا

Re: الصلاة المستجابة والغير مستجابة / للربَّان رابولا صومي ـ دمشق.

مشاركة بواسطة Alrban Rabola »


شلومو وحوبو بموران ...... سلام ومحبة من رب المجد ....!

تاودي ساكي، الأخوة والأخوات في مشاركتكم بمسألة الصلاة وبعد. الله بما أنه كائن حر يتصف بعقل ناطق وحرية مطلقة ومحبة لا توصف ،هكذا أراد ان يهب الانسان المخلوق على صورته بهذه الصفات لكي لا يتهم بالانانية وحب الذات والانا, وهكذا زين الأنسان بعقل نير وفكر كامل وضمير يقظ. وطبيعة جميلة. ولكن الأنسان هو الذي خرب جمال الطبيعة وأصبح يعمل امور عكس طبيعته وخصوصاً بعد الخطيئة والتعدي على الناموس والوصية، فخضع للموت الأدبي والروحي والابدي ولكن الخلاص الذي جاء به يسوع المسيح غيرت مسيرة الانسان نحو الافضل. وبما أن الأنسان حر طليق إذاً هو المسؤول المباشر على تصرفاته إذ أخطاء يعاقب والعكس يكافئ. إذاً الرب لم يحرم الانسان من الحرية الملطقة بما يناسب فكر السماء حتى لا نلبسه ثوب الدكتاتورية والبيوقراطية والاتوقراطي ـ حكم الفرد ورجل الدين وحكم نفسه بنفسه، وعندما يحتج الانسان فالله اعطاه الاسلحة والادوات المطلوبة: العقل والفكر والروح والنفس والقوة الثالثة الضمير وعليه أن يختار ويقرر مصيره..!! إذاً لا نستطيع أن ننسب أخطاء البشر لله ولكن في الوقت نفسه هناك عند الله ملكة غير موجودة عند البشر وهي علم الله السابق يعرف الماضي والحاضر والمستقبل أي من صفات طبيعته وجوهره وهناك إرادة الله ولكن ليس بكل امر يتدخل الله حتى الأنسان يعتمد على نفسه ويختبر قوته وصبره وحكمته بما أنه صندوق مقفول من الالغاز والاسرار وكلها من مصدر الله وكأن الله يعمل من خلال الانسان الكربون المنسوخ على صورته الروحية وهذا قد وصل اليه رجال الروح كالنساك والمتوحدون والكاملون وهذا الامر يطلب جهاد مضني ومستمر. كما أنَّ هناك فرص بالحياة يستغلها الانسان فيستفيد منها على سبيل المثال لا الحصر: أنتم تعيشون في الغرب برفاهية وحقوق تامة نوعاً ما أما أنا أعيش في بلد لأخر لا أحصل على ما أريد فهذه مشكلة الأنسان لعوامل عديدة في تطوير مجتمعه وكلانا نعيش في نفس الارض وطبيعة واحد فالانسان انسان اينما كان والانسان هوصانع للمكان وليس المكان صانع للانسان. إذا لا علاقة الله بهذه المسالة بما أن الله أعطانا الحصانة الكاملة من عقل وروح وضمير، ولكن هناك من يستخدم هذه المواهب للخير وتطوير الانسان وهناك من يستخدمها للشر والاندحار والتخلق والجهل والظلام، والسؤال لماذا الله لا يتدخل..؟ إذا تدخل في كل أمر اصبحنا دمى بل ألة يعزف عليها مجردون من الحرية والعقل والفكر وهكذا ندخل في مفهوم هل انا مسيّر أم مخير والفاصل بينهما هي الحرية والعقل يحكم ويقرر بين هذا وذاك، وفي بعض الاحيان يتدخل من خلال قوى أخرى مثل بعض الدول التي تدافع عني وعنكِ لربما تكون مصالح سياسية لا يهم وهنا اطرح سؤال لماذا نحن لم نفكر لنأسس شي لنفسنا لان الايمان لا يتعارض مع تحقيق ذواتنا وحقوقنا..؟! أم نعلق كل شيئ على شمّاعة الايمان والله وأنتهى المسيح يسوع كان يفهم السياسة ويعالج القضايا بما يناسب الواقع السياسي والروحي والاجتماعي، مرة يقول: اعطوا ما ليقيصر لقيصر وما لله لله... وتارة اعطوا الجموع ان يأكلو في معجزة الخمس خبزات والسمكتين في متى 14. والروحي لا يستطيع الانسان ان يعبد سيدين..!! إذاً المسيحة تعاليم متكاملة وليست نظرية فلسفية وانتهت، لا نستطيع أن نفصل مابين الروح والجسد كلاهما من خلقة الله وكلاهما مقدسان وكلاهما لهما حقوق علينا والمسيح هو اله كامل وانسان كامل فعلينا ان نحافظ علىيهما . ممكن أن اكون دولة مسيحية كغيري من دول العالم واحافظ على ايماني واحقق حقوقي بما يرضي الله والانسان كما انتم في الغرب تنالون هذه الحقوق من وراء المسيحية التي تحولت الى قانون دولة بعد ان انفصلت الكنيسة عن الدولة فالهدف واحد والطرق مختلفة تسميتان لغاية واحدة وهي الانسان والله. أما الايمان والمعتقدعلاقة شخصية ما بين المؤمن والله فتعكس فكر وحياة الله للانسان لاخيه الانسان، احياناً يكون الدين للخير وطوراً لتشويه صورة الله المقدسة المطلقة، كما لا نستطيع أن نعمل شي ضد الطبيعة والمنطق والواقعية يوجد ثوابت في حياة الانسان لا نستطيع أن نعيش الخيال ونحن في حياة الجسد. إذاً الانسان مكتشف للأمور وليس مخترع بما أن الله وضع كل شيئ في الطبيعة مثل تيارات الكهرباء والجاذبية والمواد الصلبة والناروغيرها موجودة في بواطن الارض لأن الارض كانت خربة وخالية وخاوية كما نقرأ قديما في سفر التكوين. 1: 1 " أي الأرض كانت غير منظمة ومجهز وصالحة للعيش. فالله بقدرته حضّر كل شي جميل للانسان لكي يستطيع أن يحيا بسلام ووئام مع أخيه الانسان ولكن هو الذي شوّه كل شي جميل في هذه البسيطة بحريته وقراره الشخصي بعد أن وهبه العقل الكامل. إذاً هي مشكلة الانسان وليس الله. وأخيراً يجب أن نميز ما بين علم الله السابق وارادة الله، حسب علم الله يعرف كل الخفايا أما إرادته ليس من الضروية أن تشترك في كل امرٍ وهذا ما قصدت حاشا لله أن يشترك بالخطأ والزلل الناتج من عمل الانسان البعيد من محبة الله وقوة الله وروح الله. أجل الله موجود في كل مكان ولكن الحضور شي والمشاركة والاتحاد بالعمل شي اخر ففي القداس يحل الروح القدس ولكن له عمل فقط على الاسرار فيحول الخبز الى جسد والخمر الى دم ولكن لا يحل على كل من كان موجود في الهيكل والمذبح والكنيسة.

وإلى هنا أعاننا الرب الاله آمين.

الأب الربَّان رابولا صومي/ دير مار أفرام السرياني بمعرة صيدنايا ـ دمشق ـ سوريا.
صورة العضو الرمزية
Alrban Rabola
مرشد روحي
مرشد روحي
مشاركات: 300
اشترك في: الاثنين مارس 18, 2013 7:32 pm
مكان: سوريا

Re: الصلاة المستجابة والغير مستجابة / للربَّان رابولا صومي ـ دمشق.

مشاركة بواسطة Alrban Rabola »


تصحيح: المتوحدين، كلاهما مقدسين، عليهما، والتخلف، واحدة، الضروري...!
صبيحة اسطيفان
عضو
عضو
مشاركات: 455
اشترك في: الثلاثاء يونيو 23, 2015 3:01 pm

Re: الصلاة المستجابة والغير مستجابة / للربَّان رابولا صومي ـ دمشق.

مشاركة بواسطة صبيحة اسطيفان »

سلام ونعمة من الرب لجميعكم ,ليزيدك الرب حكمة ونعمة ومحبة , ويحفظك ويحميك ويهبك اوفرالصحة والعافية ويمدك بازمنة سلامية مكللة بالقداسة والموفقية للسموبالكنيسة كما يريدها الرب , ويعوض اتعابك مجدا وفرح دائم وقداسة على الارض وفي السماء .
شكرا لاستجابتك حيث حققت وداعة الراهب الوكيل الامين والسامري الصالح, ان ما نثرته فاض من قوة اصلها ثابت بينبوع قوة الله,فاين نحن من هذا واين ادراكنا واين وعينا وفهمنا ,انما كثير من دررك المكتوبة لا زالت غامضة علينا ,فما سطرته لهو مفاهيم بل مواضيع محتجبة ضمن موضوعك ,هذا في نظري ,استودعك برعاية الرب وحفظه وسلامه امين.
أضف رد جديد

العودة إلى ”܀ منتدى المرشد الروحي للأب الربّان رابولا صومي.“