اسم حنّا من المعروف بأنّ كلّ شخصٍ مِنّا يحملُ إسمًا يُشيرُ إلى هيئته و شخصِه و يدلّ عليه. و من المعلوم أيضًا بأنّ الشع

[فؤاد زاديكه]

اسم حنّا

بقلم/ فؤاد زاديكه

من المعروف بأنّ كلّ شخصٍ مِنّا يحملُ إسمًا يُشيرُ إلى هيئته و شخصِه و يدلّ عليه. و من المعلوم أيضًا بأنّ الشعب الأزخيني كان متديّنًا يحترم اسماء القدّيسين و يكرّمهم, لهذا نرى أنّ أغلب الأسماء لديهم كانت تلك التي تدلّ على أنبياء أو قدّيسين, بالطبع نستثني من ذلك حالة تسمية الأبناء بأسماء الأجداد فهذه عادة درجت عليها شعوبٌ كثيرة خاصّة العربيّة منها. و من أكثر الأسماء شيوعًا بين أهل آزخ هو حنّا و بطرس و ملكي و ابراهيم و يوسف و شمعون و كوركيس و متى و يعقوب و اسحق و أفرام و غيرها من السماء الرمزيّة و الدالّة على أشخاص لهم احترامهم و قدسيتهم لدى الشّهب الأزخيني.
و قد عنّت فكرةٌ ببالي و هي أن أقوم بتسجيل ما بقي عالقًا بذاكرتي من الشخاص الذين حملوا اسم (حنّا) في آزخ و ديرك و القامشلي و إسفس من الذين عاشوا في ديرك و القامشلي كتوثيق و هي فكرة أرى فيها ظرافةً لكنّها ستكون شبه وثيقة تاريخيّة أو ما في نحوها ستذكرها الأجيال القادمة من الأبناء و الأحفاد.
إنّ كلّ ما يتمّ تدوينه و تثبيته و إشهاره بأية وسيلة من وسائل الكتابة و النشر يُعتبر حافِظًا له من النسيان و التلف و الضياع, فعقول البشر ليست أجهزة كومبيوتر تستطيع تخزين كلّ هذا الكمّ الهائل من المعلومات و الأحداث و التواريخ و الاحتفاظ بها لأجيال طويلة. و هنا سآتي على ذكر أهم الذين كانوا يحملون اسم حنّا في ديرك و القامشلي أتمنى أن تكون هذه الفكرة قد راقت لكم فاستسغتموها لأنها هي الأخرى جزءٌ من التاريخ الذين عشناه و عاشه هؤلاء فمهنم مَنْ رحلَ عنّا و منهم مَنْ لا يزال على قيد الحياة و منهم مَن سيأتي ليحمل هذا الإسم في المستقبل بناءً على رغبة والديه. فالرحمة لأرواح الذين انتقلوا و الصّحة و طول العمر للذين لا يزالون بيننا ينعمون بعيشهم.
و قبل أن نشير إلى أسماء أولئك الأشخاص الذين حملوا هذا الإسم, أحبّ هنا أن اشير إلى أنّ اسم (حنّا) و كغيره من الأسماء كان يتمّ ترخيمه أو تصغيره إمّا بقصد التحبّب أو غير ذلك, و من أسماء الرخم و التصغير لحّنا عرفتُ (حِنو) ( حَنو) (حَنّكِه) (حَنِّكو) (حَنْكو) (حَنْكِه) (حَنْتِه) الخ...
و من هؤلاء الأشخاص:

حنّا القس: و اسمه بالكامل حنّا القس يوسف عبد النّور قَومِه مراد تاجدو بشير. يعودون بالأصل إلى جدّهم الأكبر بشير و الذي إليه تنتسب عشيرة البشيركيّة أو البشّكيّة و كان موطنهم الأصلي بلدة أربو في طور عبدين قبل قدوم بشير هذا إلى آزخ و بناء دار له بالقرب من عين آزخ, كان المرحون شمّاسًا إنجيليًا و وجيهًا و هو زعيم العشيرة البشّكيّة و له و لأبنائه تعود ملكيّة قريتي سويديكه و كهني كركِه التابعتين لديرك و كان للمرحوم دور كبير في آزخ أثناء غزو الجنرال عمر ناجي بك لآزخ في سنة 1915 فهو كان من ضمن الوفد المفاوض مع الجنرال التركي و قادته العسكريّين, و في ديرك كانت له وقفة نضالية خلال الأحداث الطائفية التي وقعت في ديريك أثتاء الانتداب الفرنسي و بعد انسحاب فرنسة من سورية تحت الضغط البريطاني و الدّولي في 17 نيسان 1946. له من الأولاد داؤود و لحدو و أفرام و قرياقس و صليبا و يعقوب و بولس و بنت واحدة هي مريم زوجة يعقوب لوزِه.

حنّا اسطيفو: أصل العائلة من بلدة باسحاق في طور عبدين و هو من أبناء عمومة جدّي قريو لجّه و من أبناء عمومة جدي أيضا بولس عيدو و حنا چاچو و موسى شمو و عبدال كُلِه و ملكي حبّو و شمعون حِنو يعود هؤلاء جميعًا إلى شجرة نسب جمعة آدم و قد أرفقت صورة لشجرة عائلة جمعة آدم أخذتها نقلًا عن جدّي المرحوم قرياقس صليبا يونو جمعة آدم و ذلك بتاريخ16/9/1965 في ديريك. كان حنّا اسطيفو شخصيّة بارزة على الصّعيد المدني و الدّيني و السياسي في ديريك إذ كان يتمتّع بحنكة سياسية فريدة و بطلاقة لسان و قدرة على الإقناع, كان من أوائل مخاتير ديرك لطائفة السريان و غير السّريان و بقي لفترة طويلة, كما كان وجيهًا و متكلّمًا في ما يخصّ شؤون المجلس الملّي و الذي كان يضمّ في تلك الأيام حنّا رشكو – أجدان عبدو – موسى شمو – كبران توما صليبا – توما عبده كتِه – لحدو نعمان – قس كبرو جمعة – حنّا القسّ – لحدو حِنِه) قرياقوز يوسف – صليبا الصولكرين – كبرو الحكيم – يعقوب شمعون. كان متزوّجًا من إبنة شمعون حِنو و صار له منها هدية زوجة كوركيس مَقسو و وديع و بعد وفاة زوجته الأولى تزوّج من السيدة الفاضلة سلطانة و صار له منها ميخائيل و جميل و نعيمة و آخرون.

حنّا رشكو: هو الشقيق الأصغر لرجل ديرك الأول گورگيس رشكو و هو من عائلة رشكو حِلْدِه نزح إلى آزخ مع آبائه و أجداده من إسفس نتيجة الخوف من المجازر و قد أبلى أبوه و عمّه القسّ بلاءً حسنًا جدًّا و بطوليًّا في الدفاع عن آزخ أيام الغزو التركي و غزو العشائر الكردية و كان لأبيه طابية (خندق دفاعي) عُرفت باسمه في آزخ قُتل فيها أبوه و عمّه القس. كان وجيهًا و مزارعًا إذ كان يملك قريتين هما عين بازوق و قسر ديب. له من الأولاد متى طبيب في ألمانيا و سامي و حكمت و جوزيف و نعيمة و مقبولة و شموني.

حنّا شمعون: كان رجلّا معروفًا و مشهودًا له بالرّجولة و الشّهامة و بمنطق الكلام و له من الأبناء كميل و طوني و آخرون.

حنّا غازو: كلداني و يُعرف باسم حنّا عازار و يُقال أن كلمة عازو هي من گازو و أصله إيطالي إذ تزوّج جدّه من إمرأة شرقيّة و له من الأبناء اسكندر و آخرون.

حنّا چاچو: من أبناء عمومة جدّي قريو من العشيرة البرصومكيّة.

حنّا شمعون چُوكِه

حنّا ملكي وَردوك والد المطران سويريوس مراد كان صاحب بسطة في ديريك من العشيرة النوردونكيّة و له من الأبناء القس متى و حنا و مقبولة و آخرون

حنّا ايليا: عميد آل أيليّا كان له دور بارز في حياة آزخ و نظراً لحكمته و صبره و أناته أطلق عليه أهل آزخ لقب (بابو) أي أب لجميع أهل آزخ و كان على رأس الوفد الذي ذهب لملاقاة الجنرال التركي عمر ناجي بك عام 1915 و كان أبوه إيليّا شماساً انجيليًّا سريانيًّا و له ستونة (عمود) في بيعة آزخ عُرِفَتْ باسمه. كان أول من أدخل المذهب البروتستانتي إلى آزخ بسبب الإرساليّات التبشيريّة الوافدة من ماردين على آزخ و البلدات الأخرى من منطقة هسانَة, و صار فيما بعد قسًّا و له قصة معروفة عندما ذهب ليثأر من قتلة أخيه الأصغر مراد إيليا و (چَبره) المعروف باسمه حين هاجمته مجموعة من الأعداء جئنا على ذكرها بالتفصيل في تاريخ آزخ.
حنّا مراد لَوزِه كان يبيع الگاز و المازوت بواسطة طمبر متنقل تجرّه دابّة.

حَنْكِه جازيَه كان راوية و حكواتيًّا من الطراز الأوّل.

حنّا كبرو الحكيم – حنّا الياس زاديكه – حنّا سوسِه مَلّوسِه – حنّا موسى شِمو – حنّا سفر شيعا – حَنو فَرحو – حنّا شَوّطي – حنّا صليبا الصولكرين – حنّا مراد پِسِي و كان يصنع الدوندرمة و يبعها و صار له مقهى و چَردَغ قبل تركه لسورية قاصدًا السويد و هو أخو توما عيسى و يوسف و صبري (نُونو) – حَنْكو چَلتوك و كان مجبّرًا للكسور – حنّا الديشچي و كان يعمل طواقم أسنان و له من الأولاد فؤاد – حنّا لحدو بلقو كان له جيب ينقل الركاب إلى القرى و عُرف بسرعته أثناء السواقة لهذا أطلقت عليه تسمية ابو الطيور – حنّا موسى أخو توما الحَجّي – حنّا عَزّكِه من أبناء عموتمتنا لأحد أعمامنا الذين سكنوا اسفس بعد مغادرتنا لِكِنّكِه قريتنا في برية نصيبين – حنّا حنّا بائع الكازوز في القامشلي – حنّا يعقوب كِبْرِه – حنّا بَحدِكِه كان يعمل قصّابًا – حنّا حنّوشكِه جدّي من أبي صاحب حَوقة حنّوشكِه المشهورة في آزخ و هو صهر عائلة كبرو توما جد القس شكري توما- حنّا شابو – حنّا الشقر ابن بهنان بازو – حنّا گردوكِه – حنّا گورگيس شَرَفو – حنّا ملكي گورگيس كان لديه دكان و هو أبو عيسى و ألبير و حمو المرحوم الأستاذ حبيب إيشوع أبو نِمر – حنّا جِجّكو أبو جورج – حنّا خميس زوج خيرو بنت حنّا بَحدِكِه – حنّا المِنگار ابو أديب جزراوية – حنّا يعقوب كليرو – حنّا عبدال گُلِه – حنّا لَيّكو – حنّا لحدو نعمان – حنّا منصور ايليّا كان يعمل مصوّرًا – حنّا آنطون طبيب جراحة نسائية – حنّا كريم الشمّاس صاحب دكّان – حنّا الأعرج ابو سمير شِقّاعْ – حنّا خَلَف قاتل جميل شَرّو في الخمسينات من القرن الماضي في ديريك – حنّا كَكِّه – حنّا بَحِّكو – حنّا توما ابو تميم رئيش شعبة حزب البعث في ديريك سابقًا و هو صهر صليبا الصولكرين – حنّا توما خال بيت ابي و عم القس شكري توما – حَنْتِه بيرو – حَنو گارِسي أبو يوسف و لحدو سكن بره بيت – حنّا گُلان – حنّا خوگاز – حنّا قرياقس يوسف أبو زهير – حنّا بطرسي فَرحو – حنّا گورگيس كَنِّه – حنّا عِشّو مؤلف كتاب عن آزخ باللغة الفرنسيّة – حنّا المقسي شمعون و هو الخوري حنّا بن مقسي شمعون بن الشمّاس بهنان سمّى ابنه بهنان باسم جدّه و قد قُتِلَ ولدُهُ بهنان في سنة الفرمان سنة 1915 كان رجلًا جريئًا و شجاعًا و له مواقف أيام حرب الحكومة التركيّة على آزخ إذ كان من ضمن الوفد المفاوض بل و تزعّم الوفد إلى جانب حنّا ايليّا و المِقسي هي ترخيم لمقدسي و تطلق على من حجّ إلى القدس زائرًا.

حنّا عبد الأحد (التنَكجي) و هو علمٌ على رأسه نار فهو الملفونو حنا عبدالأحد مدير المدارس الأبتدائية وأحد أعمدة الكنيسة السريانية بالقامشلي ومخترع أحدى موجات الراديو والمعروف عالمًا وقد أعطته الملكة أليزابيت يومها شهادة إعتراف لتفوقه وأختراعه . و ترأس المجلس الملي في السبعينات, و هو من العشيرة الكجليّة أقدم عشائر آزخ.

حنّا حَنّوش ابن مراد حنّوش عاش فترة في لبنان ثم انتقل إلى فرنسا و هو مؤلف كتاب (و بقيت قبور البطال بلا اصحاب) و كتاب (أحاديث و مراجل من جعبة آزخيّة) و كرومهم في آزخ كانت بجانبة كروم جدّي حنّوشكه في البيرمِه و هو من العشيرة الحبيبكيّة.

حنّا شيعا: الرجل الذي ترك بصمة كبيرة على حياة ديرك التعليمية و الثقافية علمًا أنه لم يحصل على أية شهادة عالية لكنّ تفانيه في خدمة ابناء بلدته لتحصيل العلم كانت جليلة و كان نظم الكشّاف السرياني في ديريك و ساهم في إنشاء الأندية الرياضية لكرة القدم فريق الرافدين و اشباله فريق نينوى الذي كنتُ ألعب فيه إلى جانب متى رشكو و يعقوب سليم ججو و ميخا دوره و افرام زيزو و فره شيعا و غيرهم كتبت نبذة عن حياته و نشرتها في موقعي الشخصي و على صفحتي في الفيسبوك. إنه كان حديث البلد في ديرك كعلم ناجح و رياضي لامع و شخصية اجتماعيّة بارزة. هو والد صديقنا الدكتور جبرا شيعا. هو من العشيرة البرصومكيّة من بيت پطِه (بطرس).
حنّا عِشْتِه أو حنّا بشيرو و هنا تكون خاتمة المِسك مع هذا الرجل الشجاع و المقدام و قد قام بأدوار كثيرة سُجّلت له خلال إقامته في ديريك حين كان معلّمًا ثم مديرًا لمدرستها المعروفة باسم مدرسة الدجلة سابقًا ثم السّريان الخاصّة بعد ذلك و قد دوّنا بعض هذه المواقف سنأتي على ذكرها في حينها و هو من العشيرة الحبيبكيّة و هو أبو الدكتور ريمون و هنري.

[إسحق القس افرام]

بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز وذو اهمية
وفي انتظار جديدك الأروع والمميز
لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك أ فؤاد.

[/dropshadow]