وقفة مع صفحات أربع من "القاموس الأزخيني" لعبد الكريم بشير القسم الثّاني

[فؤاد زاديكه]

وقفة مع صفحات أربع من "القاموس الأزخيني" لعبد الكريم بشير

القسم الثّاني

لستُ من الذين يُنقصون لذي حقّ حقّه، أو يتجاهلون حقيقة عمل مثمر; أضاف إلى لبنة تراثنا الأزخيني أساساً متيناً; وخلق في عالم لوحتنا جمالا مبدعاً بغيرة مشكورة وجهد أمين وذلك من خلال تعب وتقصّ وبحث استغرقوا جميعاً من وقته الثمين أياماً وسنوات; وسرقوا من راحته وهدوء باله - إن صحّ التعبير - فقد أثمر هذا العمل المبدع والثمين نتاجاً طيّباً; يمكن أن يكون محطة يقف عندها الرّاغب في السّفر متنقّلا بين جنان آزخ وكروم لهجتها، بين شحاحير وكافات لهو أبنائها ولعبهم، بين طابيّات وچَپَرات بسالة رجالها وأبطالها الميامين، بين أديرة وبيَع إيمان آبائهم وأجدادهم. إنها حقّاً وقفاتٌ وجولاتٌ مع ما فيها من مواضع ألم ونخزات حزن. إلا أنّها كانت تصقل رجولة أبنائها وتشحذ إيمانهم وتقوّي عزائمهم وتثبّت إيمانهم لتكون جذوة الكبرياء، تلك الجذوة التي أعطت وضحّت وبذلت، ولا غرو إن - نحن اليوم - وجب علينا أن نطوف كالفراشات بين أزهار وحدائق بيرمتها ونسعى كالنّحل في (ميشدانة)1 حلاوتها لنقطف (شاناتها)2 ونحضّر قروصها للآتين، فالزمن يأكل من جمال هذه الحلاوة وكي لا تذوب أو تختفي فإنه يتوجّب علينا أن نوفّر لها (قطرميزات)3 الحفظ وما كان القاموس الذي جدتَ به إلا واحداً من هذه القطرميزات وأيّ واحد...

أجل إن الرّاغب في النهل من معين عالم تراث آزخ الزّاخر بالممتع والمثير, ومن جمال لهجتها المبدعة والفريدة. بعرف جميع الدّارسين لها من الأقوام والشعوب الغريبة عنها! يجد بلا شك متعة لا توصف ففي كلّ مفردة من مفرداتها إحساس بالحياة. فأنت حينما تقرأ أو تسمع العبارات التالية مثل: "چپَر حنّا ايليّا" و "طابية رشكو" و "عين گورنگا" و "دير مر يوشعيا" و "العَظْرة" و "الصّور" و "استونة حنّا ايليّا فنصّ البيعة" و "السّقلان" و "البيرمه" و "شتول لنعام" و "الرّيزدات" و "البويدر" و " الرّجمات" و " حجرة السّه كلاّب" و "نَقْرة عمنو" و "محفرة دنحو" و "قصر البطرك" و "قصر الرّاهب" و "اللّزج" و "اللّيتون" و "شتل سفركو" و "مقبرة الملك" و "حارة الكُوَل" و "حارة زغار عمنو" و "حارة زغار حبيب" و "بير الككّ" و "قصر حَدو داهود" و "المغّله" و "السّس ريزات" و "حوقة حنّوشكه" و "الحوقة لزغيره" و "دير مر يعقوب" و "المقبرة" و "دير مار غزليتو" و "مريم المجدلانيّه" و "دير مر گورگيس" و "الخاويشات" و "دلاف الحبيبكيّه" و "حارة زغار برصوم" و "حارة التحتينيّه" و "كاف المقله" و "كاف المكسح" و "كاف البعرايه" و "كاف الشّميطوكه" و "كاف حده" و "أرظ لطويله" و "اشكفتة عبيد" و "أشكيبو" و "بير الطّحطه" و "بيضر الغَوْرة" و "بير العميق" و "بير ممّو" و "الكورته" و "بنّكة بيت حنّا يونو" و "البنّكات" و "البسته" و "بير البسته" و "السّنسله" و "برّوژ الكَوْشات" و "بير الصّيرة" و "بيرمة لزغيره" و "تين طَپْطَپ" و "چم صحرو" و "الدشتات" و "حَضرة خانو" و "دفيّة صومي" و "السّيكهه" و "كروم بيت گبرو جمعة" و "الرّيزديات" و "شيكرّات جمّكو" و "الشّحيحير" و "الطّحطات" و "بيضر السّبت" و "طابيّة أفرو" و "النزارات" و "بيضر هندو" و "قصر دگدگ" و "عين آزخ" و "قصر ببّا توما" و "قصر شمّاس اسطيفو" و "قصر يونو جمعة" و "قصر يعقوب برهو" و "كاف السّرقين" و "كاف الميّت" و "كاف الدّرگوشه" و "كَوْكلة جَمو" و "كَوْكلة مروگه" و "كروم وادي مراده بسّي" و "كروم وادي الجبّ" و "كروم مكرمة عين سلّم" و "كروم البيلان" و "شكفتة المطربي" و "كروم العَيظران" و "كروم الگركنّاس" و "ماريهون" و "المشارة" و "كروم الجَنين" و "بيّارات الزّيتونه" و "البره شكينه" و "شتل الپزّ" و "شحّار إبراهيمو" و "خَرابات" و "رحّان بيت قس جرجيس" و "ألصّيرة" و "ألعوينه" و "بَرّهات آزخ" و "برّهات صور كرين" و "بيدر العميق" و " الگوف" و "اشکفتة المی" و "اشکفتة البنات" و "کروم الجبّ" و "الراصطات" و "البنّكات"كاشة السفّان" و "التّابور"و "بيّار الكُوَل" وغيرها من مئات الأماكن والمواضع التي تشير كل منها إلى دلالات معيّنة على حدث أو موقف أو تاريخ أو شخصيّة الخ... تحس معها بالحيويّة والتدفّق لدى قراءتك لأية منها أو سمعك إيّاها فلكل تعريف ومفردة نبض يدقّ ودم يجري وإحساس يتفجّر وعاطفة تتدفّق.

1 ميشدانه: خلية النحل.

2 شانات: جمع شان وهو قرص العسل غير المصفّى (عسل بشمعه)

3 قطرميز: وعاء من الزجاج تحفظ فيه المربيات والعسل وغيرهما.

[إسحق القس افرام]

[/dropshadow]

[فؤاد زاديكه]

شكرا ملفونو اسحق هذا لأنك اصيل و لنك تحب آزخ و هذا شعور طبيعي و راقي لدى من يحبون بلداتهم و شعوبهم أحييك و اشكرك يا غالي