لقد سقط القناع...! بقلم المحامي نوري إيشوع

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
المحامي نوري إيشوع
عضو
عضو
مشاركات: 62
اشترك في: السبت مايو 15, 2010 12:20 am

لقد سقط القناع...! بقلم المحامي نوري إيشوع

مشاركة بواسطة المحامي نوري إيشوع »

لقد سقط القناع...! بقلم المحامي نوري إيشوع

منذ قديم الزمان, خرج المارد من الجحرِ كالثعبان, بعد ان لبس عباءة الوداعة و الأمان, فبرع في التخفي و التمويه و استعمل الحيلة مع كل الألوان, أدعى المحبة و الإيمان فحقد و جحد و تجاوز في وحشيته حتى الحيوان, نعم, خرج المارد من بين رمال الصحراء, هاجم القوافل و قطع الطرقات, نهب, سلب, سبا و ترك القتلى من الرجال و الأطفال في البراري كالأشلاء.
منذ قديم الزمان, طغى هذا الوحش الآدمي و جعل الساحات غابات صراع و عصيان, بعد أن أعلن الحرب على الأنسان, فنذر نفسه بإسقاط بني البشر في أتون النيران, و وعدهم بملذات هذا العالم من مالٍ و جاهٍ و سلطان ناهيكم عن عشرات لا بل مئات النساء الحسان.!
خطط المارد للعدوان, فوقع الأختيار على مراعي السلام التي تسكنها ابناء و بنات ملك الملوك و لا تهاب من سلطان, تعشق الحرية و تنشد الأمن و الأمان, شعارها المسامحة و المغفرة و تقديم القرابين للواحد الديان, التي لم تسمع من قبل عن المارد الثعبان..! جمع ابليس آلاف الأعوان من الأنس و الجان و وأولاد عمومتهم و كل الأخوان, بعد تدريبهم على فنون الحرق و القتل و الذبح لنشر الذعر في كل مكان, علمهم فنون أسر الخراف بعد قتل الرعيان.
هجمت جيوش الجبان على بيوت الجيران, كالذئاب الجائعة القادمة من عالم النسيان, وجوههم يعلوها الدخان, لباسهم قديم قِدم الحجارة عندما بها أكتشف النار الأنسان, لحاهم مأخوذة من قصص الف ليلة و ليلة و من حكايات كان يا ما كان, دعواتهم بارود أخترق الصدى كأنه قادم من مخازن آل عثمان, نزل الغول الجوعان للحم الأنسان, و المتعطش لدماء الخرفان المملؤة بالإيمان, فحرقوا دور العبادة, قتلوا أولاد الجيران و شوهوا الأسوار و الحيطان, خطفوا النساء و الفتيات مدعين بانهن يحملن نفس الأسم و العنوان و لبسن عباءة الثعبان, و هن لهم حور عين و أصبحن من ملكات الرضوان منذ أزمان..!
صال الثعبان و حكم بدستور يخالف أبسط حقوق الأنسان, نصب من نفسه الآمر الناهي و هو أكبر من سلطان, فاباح كل انواع العدوان : قتل الأخوة و الخلان, اذا خالفوا العقيدة و الإيمان, بيع النساء في أسواق النخاسة أو تقديمهم هبة للأحبة في الإيمان كعطايا بدون أثمان, ممارسة الزنى و اباحة إخراج الموتى من بين الأكفان.
قرأ السلطان على الملأ الفرمان المحفوظ في الديوان : لا محبة, لا تسامح, لا سلام, لا إيمان, بل قتل, ظلم , اضطهاد, حرق الكنائس و قتل المصلين لنطفئ نيران حقدنا على البشرية من خلال النيران, و لن نكون رجالة اذا لم ننفذ أوامر الثعبان و نشعلها بالمليان و نجعل الأديرة حلبات لمصارعة الثيران..!
سقط القناع...! و ظهر على المسرح السفاح و أعترف من دون أن يدري بانه القاتل للأرواح و الزاني للملاح, و هو الذي أعطى الأوامر بقتل السياح, و حرق كنائس أمبابة و عكر أنشودة الصباح, و تعهد بالرجوع الى الجحر ليقضي بقية عمره مع الأشباح.
سقط القناع...! عن الثعبان السفاح و عاد الى الجحور للعيش مع الأشباح فانبلج فجر الصباح و سُدت أبواب الرياح و غنى البلبل الصداح و تلاشت الكتابة المزيفة عن الألواح....!
أرتاح الشهداء و ابتسمت الأرواح بعد أن أختفت الأشباح و انتهت الحكاية و ردد الأطفال : كان يا ما كان في قديم الزمان مارد ثعبان التهمته النيران و اصبح الأعوان من عالم النسيان...!
ضحك الربيع و نثر البسمات و فرشت الجنان باجمل أقحوان و عاش الأنسان بأمان بعد أن توكل على الفادي الربان...!

في 20/05/2011

ليس لديك الصلاحية لمشاهدة المرفقات
أضف رد جديد

العودة إلى ”܀ حـــدث فـــى مثـــل هـــذا الـــيوم!“