سلسلة من كنز الإباء السريان ( 24 )

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
أبو يونان
إدارة الموقع
إدارة الموقع
مشاركات: 935
اشترك في: الجمعة إبريل 16, 2010 11:01 pm
مكان: فيينا - النمسا
اتصال:

سلسلة من كنز الإباء السريان ( 24 )

مشاركة بواسطة أبو يونان »

سلسلة من كنز الإباء السريان ( 24 )

بمناسبة عيدي هامتي الرسل مار بطرس ومار بولس الذي يصادف يوم 29 حزيران وعيد الرسل الذي يصادف يوم 30 حزيران .
تفوه مار يعقوب السروجي بميمره 59 عن الآية التي وردت في إنجيل متى الاصحاح 19 الآية 27 .


فَأَجَابَ بُطْرُسُ حِينَئِذٍ وَقَالَ لَهُ: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ. فَمَاذَا يَكُونُ لَنَا؟» (متى 19 : 27)


حيث قال :
-----------------------------------
عن الغنى الحقيقي والغنى المزيف :

الغنى الذي ينبع من موهبته لتلاميذه هو غنيُ وهو غنى لا يتغير،
ابن الله يريد كل يوم ان يثري البشر، ولهذا يود ان يُفقرهم،
لا يرغب ان يقتنوا غنى ليس بغنى، لكنه يريد ان يقتنوا الغنى العظيم والحقيقي،
ما يثبت معهم الى الابد وهو محفوظ لهم ولا يتغير لكنه مُلكم وهو لهم،
ولما كان ينظر الى الغنى والغنى امرهم بالا يقتنوا الغنى غير الحقيقي،
لكن ليقتنوا غناه الذي لا يتغير، لان من يحب الفقر يقدر ان يقتنيه،
من يبغض ويحتقر الغنى ولا يتطلع اليه والذهب محسوب في عينيه زبلا ويرذله،
ويتطلع الى مقتنى العالم كأنما الى الحمأة وربوات الوزنات لا يحسبها سوى تراب،
هذا يعرف بالحقيقة ان يغتني كثيرا بغنى عظيم لا يتغير مع الله.

ويقول : غنى الله حقيقي وابدي وغنى العالم زائل ووقتي:

هذا هو الغني ان يكون الانسان غنيا بالله لأنه لا يوجد غنى لمن يقتنيه إلا فيه،
غنى العالم وفقره راكبان على العجلة ويعبران ويجتازان الواحد بعد الآخر مثل المشاة،
لو اغتنى احد بالله فقد اغتنى بالحقيقة، ولا توجد عجلة لتقربّه الى التغيير،
ولهذا امر ابن الله رسله بالا يقتنوا في هذا العالم شيئا،
وتعلموا منه وتبعوه كما قال، وتجردوا من مقتنيات هذا العالم،
وسلكوا درب الفقر الذي علمهم اياه، وبه كانوا يدوسون غنى العالم كالطين،
ما كانوا يقتنونه من العالم تركوه في العالم، لان كل مقتنى العالم هو ثقل لمن يقتنيه.

ويقول : الرسل نبذوا الغنى على مثال السبّاح الذي يلقي عنه ثيابه:

ونزلوا الى العالم مثل السباح الذي يسبح في البحر عاريا، لئلا يُربطوا فيه بثيابهم،
لم يقتنوا (قميصَين) لأنه يوجد فقير لا يقتني (قميصا)، ومن كان يملك (قميصَين) كان يترك (قميصا) واحد،
فقر ابن الله كان لذيذا اكثر من شهد العسل لمن يستحقونه،
ذاقه الرسل وتلذذوا به وعاشوا منه، وابغضوا العالم وخرجوا وراءه بمحبة،
كانوا يمشون في طريق الكرازة العظمى بدون عصا وبدون مزود وبدون كيس،
وكانوا يقتنون ابن الله الغنى العظيم، ولم يهتموا بعدُ ليقتنوا معه شيئا آخر،
وكانوا قد استناروا بتعليم ابن الله، ولاجله احتقروا مقتنى العالم.

ويقول : الصفا يسأل الرب: ماذا يصيبنا بعد ان تركنا كل شيء وتبعناك؟:

لما كان ابن الله يعلّم ويعد كل مواعيد مليئة بالتطويبات لمن يتبعه،
قال الصفا: هوذا نحن قد تركنا كل ما لنا، ماذا يصيبنا لما تشرق،؟
ها قد تركنا العالم كله وجئنا وراءك، ماذا يصير لنا، اوضح وفسر لنا عن هذا.؟

جواب يسوع للصفا: لم يكن لك شيء لما اخترتك:

يا سمعان ماذا تركتَ لما اتيت،؟ ها هوذا ربك يُلام من قبلك لأنك تبعته،
ها انك تقول وصوتك عال: تركنا كل شيء، لنر اذاً ما هو كل شيئك،؟
هل تركت ذهبا،؟ وهل تركت فضة،؟ وهل بعت قرى،؟ اي مقتنى تركت واتيت وراء ربك،؟
ماذا كان لك سوى شبكة وقصبة فقط،؟ والشيء الذي تركته هو هذا ولا شئ غيره،
كنتَ فقيرا وكنت صيادا، ولم تترك غنى واتيت لتصير رسولا لابن الله،
اخذك يسوع من القارب عاريا، وتركت هناك الشراك والمصائد.

سمعان وكيل كنز الرب ويشفي المرضى:

كل شيء تركتَه واتيت ها هو معروف، وبدل هذا (الشيء) جعلك وكيل كنزه،
ها انك مسلط لتشفي الامراض، ولو صادفك البرص تطهرهم بكلمة،
في العالم الجديد اعطيكم كراسي لتجلسوا وتصيروا حكّاما على بيت اسرائيل،
يا سمعان ها قد جُعلت ديانا بدل الصياد، انتبه، انا لم اظلمك بشيء لما تركتَ واتيتَ،
قال سمعان: تركنا كل شيء واتينا وراءك، ولم يترك شيئا سوى الفقر فقط.

ويقول أيضاً : الرسل تركوا القليل الذي كانوا يملكونه :

قال سمعان: تركنا كل شيء واتينا وراءك، نعم بالحقيقة ترك كل ما كان له،
لما ترك سمعان ما تركه لم يتركه لكونه قليلا، لكن لاجل محبة الابن الذي كان يحبه،
ذاك الذي ترك شبكة السمك لاجل ربنا، لو كان يقتني ذهبا وقرى لكان يتركها،
من لم يشفق على المقتنى القليل ليتركه، لما كان يشفق على الكثير لو طالبوه (بتركه)،
لو كان يقتني ربوات الوزنات لكان يتركها، ولما كان يشفق عليها بسبب محبته لابن الله،
كان قد جُرب بمقتنى الفقر، فلو كان يقتني غنى وفيرا لكان يتركه.

كم من غني بلا ثمرة البرارة، وكم من فقير يعمل ثمرات البرارة:

اغنياءكثيرون جُعلوا حصيات عواقر، ويحييون في العالم بدون ثمرات البرارة،
يوجد فقير يشتغل عاملا وياخذ الاجرة ومن تلك الاجرة القليلة يعمل البرارة.

-------------------------------
ميمر 59 للملفان مار يعقوب السروجي – ترجمها للعربية الاب الدكتور بهنام سوني
------------------------------
http://dss-syriacpatriarchate.org/
---------------------------------

اطلب من رب المجد وبشفاعة جميع الرسل المختارين أن يجعل أيامكم مملوءة سلاماً وطمأنينة وفرحاً دائماً ولتكن صلواتهم بركة لعوائلكم وسوراً منيعاً لنا جميعاً . وتهنئة قلبية لكل الأحبة الذين تسموا على اسم أحد التلاميذ وكل عام وانتم بألف خير
أحد مبارك وقداس مقبول للجميع . ونعمة ربنا تكون معكم
ليس لديك الصلاحية لمشاهدة المرفقات
صورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى الأدب والتراث السرياني“