سلسلة من أقوال الإباء السريان ( 29 )
مار اسحق السرياني (الانطاكي) يتكلم عن العلم ومحبة العلم
مار اسحق السرياني (الانطاكي) يتكلم عن العلم ومحبة العلم
من ذا الذي أحب العلم , ولم يكن محبوباً من كل أحد
من ذا الذي كدّ في تعليمه , ولم يكدّ العالم في مديحه
من ذا الذي تذّمر من العلم , كأنه غمط له حق قراءته
من ذا الذي احبه ولم ينتفع من عشرته الكيِّسة
من ذا الذي حرمه (العلم) الأموال ولم يغدق عليه أضعاف الخيرات
من ذا الذي صار له تلميذاً , ولم يصر له الملوك تلاميذ
من ذا الذي أحب عشرته ولم يضاعف ويثلِّث درهمه
من ذا الذي عمل عند العلم أجيراً , فتقاضى منه أجرة زهيدة
ترى متى (أين) كان العلم جائراً , حتى يبتعد المرء من عمله
ترى في أي عصر سُمع ان زرعه لم يعط الواحد مئة
ترى منذ متى ظهر ان تلاميذه لم يثروا منه
انه يهب العمي خبزاً , فكم بالحري البصراء الذين يكدون في أثره انه يغمز المعوزين بالثراء , فمن ذا الذي لا يعمل معه
انه يجلس الاذلاء على كرسي الرئاسة , فمن ذا الذي لا يسهر عند بابه
انه يُسند المناصب الى المتسوّلين , فكيف لا يكون محبوباً لدى الجهال؟
فاذا وصل الى الرئاسة المسكين الذي يكدّ في إثره
فكم ترى يعظم شأن الغني لو كدَّ في سبيله
انه اذا ما خطف ابن المتسوّلين , درَّبه وجعله أميراً
وهو يسخر من الغنى , اذ هو الآمر في الأغنياء .
-------------------------------------
المصدر : اللآلئ المنثورة في الأقوال المأثورة – المثلث الرحمات مار اغناطيوس يعقوب الثالث
