من لطمك على خدك الايمن فحول له الاخر أيضا.(متى 5: 39)

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
Alrban Rabola
مرشد روحي
مرشد روحي
مشاركات: 300
اشترك في: الاثنين مارس 18, 2013 7:32 pm
مكان: سوريا

من لطمك على خدك الايمن فحول له الاخر أيضا.(متى 5: 39)

مشاركة بواسطة Alrban Rabola »

فحول له الآخر ـ ܐܰܦܢܳܐ ܠܶܗ ܐ̱ܚܪܺܢܳܐ
turn to him the other
الرجل الذي غير التأريخ البشري في إحدى محطات الزمن.
بقلم الأب الربَّان رابولا صومي.
من لطمك على خدك الايمن فحول له الاخر أيضا.(متى 5: 39)
ܐܶܠܳܐ ܡܰܢ ܕܡܳܚܶܐ ܠܳܟ̣ ܥܰܠ ܦܰܟܳܟ̣ ܕܝܰܡܝܢܳܐ. ܐܰܦܢܳܐ ܠܶܗ ܐܳܦ ܐ̱ܚܪܺܢܳܐ
Whosoever shall smite thee on thy right cheek, turn to him the other also
..............................................

Om någon slår dig på högra kinden, så vänd också den andra mot honom
……………………………………………..
كثير من الناس قد يفسر هذه الاية بطريقة خاطئة، بما أن السيد المسيح هو رب السلام والمحبة والمسامحة والوداعة والتواضع المطلق، وأيضاً هو رب الصباؤوت ـ القدرة والقوة أي إله جماهير من الملائكة، والعدل وإنصاف المظلوم ومحاسبة الظالم.
ولكن هنا المسيح يشرح لنا بعضاً من تعاليمه الالهية من خلال المفاهيم الاجتماعية والحياة اليومية المتعلقة بالمجتمع اليهودي" شعب الله المختار عصرئذ " المتدين والمتمسك بأقوال الأنبياء وبالتقاليد الإيمانية والناموسية والشفهية والكتابية حرفاً وجملةً وتفصيلاً، إلى جانب ذلك العادات والأحكام والقوانين الرومانية الحاكمة والصارمة آنئذ.
وهذا ما أراده السيد المسيح، أن يظهر لنا فكراً ونهجاً سائداً في كيفية التعامل مع الإنسان المحكوم عليه بذنب ما، أو من خلال عِراك يومي بين شخصين كشكل من أشكال الإذلال والإهانة لإنسانيته حيث ترد اللطمة من خارج اليد(قفا) أي عكسية وليس من راحة اليد الطريقة المتعارف عليها في العالم القديم، لأن في حالة اللّطم من اليد اليمنى لا تأتي على الخد الايمن بشكل صحيح بل مقلوبة، أما إذا ضرب باليد اليسرى على الخد الايمن تاتي اللطمة على الخد الايمن للمذنب او المضروب بشكل صحيح، او اذا اعتبرنا يسار المذنب المضروب للطمة هو يمين بالنسبة للقائم بالفعل اي الضارب..
إذاً: مفهوم الآية ليس حرفياً بل معنوياً ورمزياً وروحيا متعلق بحالة إجتماعية وقانون وضعي من صنع البشر الضعفاء والمستبدين وبالمجمل لا تقاوموا الشر بالشر .؟
كما كان تعليم الرب يسوع يتميز بالرقي والاخلاق الحميدة والحكمة السامية والمعرفة الروحية النقية.
أجل كانت الانسانية عصرئذ بحاجة ماسة لهذا الاسلوب النبيل والنهج الفريد من نوعه للانتقال من العالم القديم الى العالم الجديد عالم يسوع المسيح الناصري المخلص.
وهناك مفهوم اخر في تفسير من لطمك على خدك الايمن فحول له الاخر:
ليس المقصود به الخنوع والخضوع والسكوت على مطاليبك المشروعة،بل ويريد منا الرب يسوع أن نتحلى بصفات شاملة وسجايا حميدة وكيف نتعامل مع المسائل لحل المعادلات والقضايا المتعلقة ونحن مجلببون: بالشجاعة، الصبر، اللطف، التحمل،المحبة ،المسامحة،قوة الانتباه،قوة التغيير والاصلاح وقوة التأثير بالنسبة للآخر ولذواتنا على السواء بشرط عدم الإساءة بالآخرين.
أي نتعامل مع الحالة (المعضلة) حسب درجة وقامة الانسان روحياً واجتماعياً وعائلياً من جانب الأسباب والنتائج والدوافع.
ومن ثم مَن يكون هذا الانسان يا ترى؟ أهل هو من جماعة عابري السبيل ( آمن بالمسيح حديثاً) .... ام مولود فيها مجاناً بالوراثة (مسيحي ) كقول الرسول بولس: تبررتم مجاناً بالنعمة اي ليس لنا تعب فيها مولود فيها ومتجدد وعرف المسيح معرفة حقيقية أم هو مسيحي صوري لا يعرف المسيح بشكل صحيح..؟؟
فكلمة حول الاخر: أي حول طبيعتك الخاطئة الحاقدة إلى طبيعة تائبة روحية مُسالمة نقيّة، والإساءة الى صلاح والشر إلى خير والخيانة الى أمانة والكذب إلى صدق كما إختصرها الرب يسوع في العظة على الجبل.. لاتقاوموا الشر بالشر أي الند بالند والعين بالعين والسن بالسن فينتج عنها العناد والنزاع والكبرياء، على حدّ قول أحدهم: ما جادلت عالماً إلاّ وغلبتهُ... وما جادلت جاهلاً (أحمقاً) إلاّ وغلبني. واما الرسول بولس هتف قائلا: أين الكاتب أين مباحث هذا العالم ألم يجّهل الله حكمة العالم، لأن جهالة الله أقوى من حكمة البشر.( 1كورنثوس 1: 20 !؟؟ أي مهما تسامى الإنسان بالحكمة هي اقل حكمة بالنسبة لحكمة ومعرفة الله والكتاب المقدس يقول:" توكل على الرب بكل قلبك، وعلى فهمك لا تعتمد."( أمثال 3: 5)
هنا يتحدث المعلم يسوع عن المعاملات الاجتماعية الفردية وأراد أن يجعل من الإنسان أداة لتثبيت الإيمان والتعليم والتثقيف والتآديب والمدنية والقدوة الصالحة بتآني وهدوء لايوصف.
كما يريد ان يقول لنا إنَّ المسيحية دين الحضارة والتغيير والتجديد التي تنقل المرء من مرحلة قديمة فاسدة الى خليقة جديدة مقدسة لا عيب فيها على حد قول الرسول بولس.
والرب يسوع في كثير من المواقف كان يطالب بحقه وحق البشر جملة كقوله : اذهبوا وقولوا لذاك الثعلب ـ هيرودس الملك " كذا وكذا.... وايضا جوابه لبلاطس البنطي عند المحاكمة : آأنت ملك اليهود...؟ فيرد انت قلت. وكثير من الحوادث قبل الصلب أراد اليهود أن يقبضوا عليه ويرجموه بالحجارة ولكن صدهم ودافع عن نفسه دفاعاً مميتاً بقوة الكلمة وسلطان وإقدام وإستخدام العقل والمنطق والحوار والدفاع عن النفس، ويكفي بنا نقول في التقاديس الثلاث: قدوس انت الله... قدوس انت القوي.... قدوس انت غير المائت يا من صلبت عوضا عنا ارحمنا/ قاديشات الوهو .. قاديشات حايلثونو.. قاديشات لومويوثو دصطلبت حلوفين اثرحمعلين." وايضا:" قدوس قدوس قدوس رب الصباؤوت السماء والارض مملوءتان من مجدك أوشعنا في الاعالي."(اشعياء6: 1) إذاً إلهنا هو قوي ومتواضع ومُحب بأنٍ واحد، وهذا قلَّ أن نراه بشخص آخر غيرالمسيح بمفرده، كما وليس ضعيف الشخصية كما يتصوره البعض. وهكذا يريد من أتباعه أن يكونوا أقوياء... اقوياء الروح والحكمة والتعليم والايمان والتبشير والشهادة لاسمهِ القدوس بين الناس، وعندما لا تستطيع أن تبشر بالمسيح يسوع، رباً والهاً ومخلصاً ومصلوباً قائماً من بين الاموات، فقرب الآخر من شخص المسيح عملاً بقول رسول الأمم:" لأنُه إن كنتُ أبشر فليس لي فخرٌ، إذ الضرورة موضوعةٌ عليَّ، فويلٌ لي إن كنتُ لا أُبشِّر."( رسالة كورنثوس الأولى 9: 16) كما نقرأ أيضاَ عن الرسول بولس كيف دافع عن حقوقه المشروعة عندما شعر بالخطر يُعلن للحاكم الروماني فستوس بقوله: " إلى قيصر ارفع دعواي،حينئذٍ تكلم فستوس مع أرباب المشورة، فأجاب:" إلى قيصر رفعَت دعوَاكَ، إلى قيصر تذهب!"(أعمال الرسول 25: 11، 12) أي له قضية يطالب السلطة الرومانية الممثلة بقيصر أن تمنحه حقوقه المدنيّة. وكذلك عندما جلدوه وهو حامل الجنسية الرومانية، لأنَّ ليس من حقهم أن يضربوه وهو مواطن روماني فنراه يطلب حقهُ ومحاسبة ممن تعدّوا عليه..!؟
أحبائي الكتاب المقدس مليئ بالحقائق بما يناسب كل مراحل الحياة كقول الرسول بولس: " يسوع المسيح هو هو أمساً واليوم والى الابد."( عبرانيين 13: 8)
ختاماً: علينا أن نفهم قصد الله ونسبرغور حقيقتهِ المُعلنة، لأنَّ أنصاف الحقائق لا تعطينا صورة كاملة لمعرفة حقيقة الله، كما لا توصل الإنسان لبلوغ الغاية القصوى من رسالة الحياة.
إلى هنا أعاننا الرب.
فوشون بشلومو .... ابقوا بسلام الرب.
ܪܒܰܢ ܪܒܘܠܐ ܨܘܡܐ
28 September 2019 Sweden.
أضف رد جديد

العودة إلى ”܀ منتدى المرشد الروحي للأب الربّان رابولا صومي.“