سلسلة من أقوال الآباء السريان (35) الجزء الثاني

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
أبو يونان
إدارة الموقع
إدارة الموقع
مشاركات: 935
اشترك في: الجمعة إبريل 16, 2010 11:01 pm
مكان: فيينا - النمسا
اتصال:

سلسلة من أقوال الآباء السريان (35) الجزء الثاني

مشاركة بواسطة أبو يونان »

ܡܶܢ ܡ̈ܶܠܶܐ ܕ̣ܰܐܒ̣ܳܗ̈ܳܬ̣ܳܐ ܣܽܘܖ̈ܝܳܝܶܐ (ܠܗ : ܒ)
سلسلة من أقوال الآباء السريان (35)

تابع
الجزء الثاني

ايها الاحباء ان الله تعالى لازال ينادينا بأفواه رسله وانبيائه وكتبه المقدسة ، يريدنا ان نعود اليه يريدنا ان نكون له ، يريدنا ان نكون بشرا حقيقيين في هذا العالم ، ان نبث الوفاق وان ننادي بالاطمئنان والسلام وان نكون بشرا حقيقيين نخدم غيرنا ولا نطلب خدمة من غيرنا ، ننكر نفوسنا ولا نطلب من الغير ان ينكروا نفوسهم لأجلنا ، نذيب كياننا في هذا الكيان الانساني العام ، لما خلقنا له الامر الذي اراده الله تعالى للبشر الحقيقي وبهذه الطريقة تبتعد عنا المخاوف وترحل الفتن ويحل الهدوء في قلوبنا والسلام في نفوسنا ، والطمأنينة في هذه القلوب العامرة بالخوف التي تتطلع الى المستقبل بشك ورياء .

ايها الناس يامن تسمعون هذه الكلمات عودوا الى الله تعالى لكي يعود اليكم . لما الفتن في العالم ؟ لما الحروب ؟ لما الانقسامات ؟ لما كل هذه الامور ولصالح من تنتجونها ؟ أنبذوا بغضائكم ، ابتعدوا عن شحنائكم ، كونوا بشرا حقيقيين وإلا لكنتم اكثر وحوشا من وحوشٍ كاسرة في غابات متشابكة . أنت ايها الانسان لم تخلق لكي تكون وحشا تفترس غيرك من البشر بل انما خلقت لكي تكون إنسانا حقيقيا تقدم نفسك خادما لهذه الانسانية التي تعيش بينها ، والا لما كان الله تعالى يجعلك في هذا العالم لكي تعيش فيه أُفكا وزورا وفسادا ، بل إنما ارادك ان تبث في العالم روحه الطاهرة ومبادئه السامية وتعاليمه الإلهية ، الامور التي سمعتها وتعلمتها من افواه انبيائه ورسله وكتبه المنزلة .
فأنني ايها الانسان ادعوك من هذا المنبر المقدس ان تعود الى الله تعالى ، ادعوك ان تحطم اصنامك وان تكسر اوثانك حتى اذا كانت نفسك صنما حطمها تحت اقدامك ، اذا كانت نفسك وثنا احرقها لانها لم تخلق لكي تكون وثنا وصنم في هذا العالم ، بل انما خلقت لكي تكون عبيرا لهذا الانسان . ادعوك ايها الانسان ان تحطم جميع مبادئك المنحرفة ، ان تعود الى المباديء القويمة مباديء الكتب المقدسة ، مباديء الانبياء والرسل والذين ماتوا في سبيل الحق والذين نافحوا في سبيل الحرية الانسانية الكاملة ، الحرية الروحية التي يجب ان يتمتع بها الانسان . عد ايها الانسان الى الله وإلا لن يعود اليك ! عد اليه وحطم اصنامك الجامدة ، وكسر اوثانك ، ولا تعبد إلا الله تعالى ، وتشبه بأحد رجال الله الذي قال : : واما انا وبيتي فنعبد الرب ". نعم اني انا وبيتي نعبد الرب ولا نعبد غيره من الارباب ، فلا رب الا هذا الرب ولا نستطيع ان نؤلهَ إلا هذا الإله . اما الآلهة البشرية ، الاصنام الجامدة فأن الله تعالى سيحطمها عاجلا او آجلا .وكل انسان يعود الى الله يشعر في قرارة نفسه انه وصل الى المحجة الكبرى ، بلغ ميناء السلام أُنقذت نفسه من اوضار هذا العالم ومن اخطار هذه الحياة . هذه هي انسانيتك وهذا هو طريقك ولا تدع مرة اخرى ايها الانسان ان تسمع صوت النبي إرمياء موبخاً مؤنباً قائلاً بفم الله تعالى :" تركوني انا ماء الحياة وراحوا يحفرون لهم آبارا آبارا مشققة لا تضبط ماءا ." أنت ايها الانسان إنما انت في صحراء قاحلة في هذا العالم اذا كنت بعيدا عن الله إنك ظمئان ، انك غرقان ، انك تائه ، انك في ظلام دامس ، عد الى الله تعالى لكي يرتوي ظمأك ولا تعطش ابداً ، لكي تكون في نور دائم وفي إطمئنان مستمر . عد الى الله تعالى ايها الانسان فأن الله تعالى يريدك ويحبك . وانني أَهيب بك من وراء هذا المذياع ومن هذا المنبر المقدس ان تكرس نفسك لخدمة الله تعالى وغبطة القريب . ان تكون انسانا بالمعنى الصحيح ، ان تكون بشرا مفيدا لهذه البشرية التي حولك . واختم هذه الكلمة القصيرة بالطلب الى الله تعالى ان يجعلنا نعبده وحده وان لانشرك فيه بغيره . اسأله تعالى ان يجعل قلوبنا هياكل لقداسته ولألوهته ونفوسنا ان يجعلها مواقع لحلول سكناه . أسأله تعالى ان يكون معنا ومع جميع العالم ، اسأله تعالى ان يبعد عن هذا العالم المخاوف والشرور والفتن والحروب ، وان يمتع هذه الانسانية بنعمة الطمأنينة والامن والسلام . اسأل الله تعالى ان يحفظكم وان يحفظ هذه المدينة المقدسة من كل رديء ومن كل شر . وان يحفظ هذه البلاد الطيبة مرتاحة مطمئنة ناعمة بنعمة الطمأنينة والامن والسلام تحت ظل صاحب الجلالة الهاشمية الملك الحسين المعظم حامي الديار المقدسة ، والمنافح عن العروبة ، والذي له محل عامر في كل قلب وفي كل نفس . أسأل الله تعالى ان يحفظكم جميعا وان يجعلكم الى الله عائدين وفي طرقه سالكين ، ولإرادته عاملين ومكملين لن انسى ان اسأل من هذا المنبر المقدس الى حكومتي في العراق أسأل الله تعالى ان يحفظهم وان يصونهم وان يحفظ جميع مواطنيهم ، وان يحل الامن والطمأنينة في تلك الديار المحبوبة ان الله تعالى سميع مجيب . ونعمة الله تعالى تبارككم وتحفظكم .
--------------------
http://www.gregorios-paulos-behnam.com/
ليس لديك الصلاحية لمشاهدة المرفقات
صورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى الأدب والتراث السرياني“