سلسلة من أقوال الآباء السريان (35) الجزء الاول

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
أبو يونان
إدارة الموقع
إدارة الموقع
مشاركات: 935
اشترك في: الجمعة إبريل 16, 2010 11:01 pm
مكان: فيينا - النمسا
اتصال:

سلسلة من أقوال الآباء السريان (35) الجزء الاول

مشاركة بواسطة أبو يونان »

ܡܶܢ ܡ̈ܶܠܶܐ ܕ̣ܰܐܒ̣ܳܗ̈ܳܬ̣ܳܐ ܣܽܘܖ̈ܝܳܝܶܐ (ܠܗ : ܐ)
سلسلة من أقوال الآباء السريان (35)
الجزء الأول :

"تركوني أنا ماء الحياة , وراحوا يحفرون لهم آباراً ... آباراً مشققة لا تضبط ماءاً "
الخطاب الذي ارتجله المثلث الرحمات الملفان مار غريغوريوس بولس بهنام في كنيسة مار مرقس (القدس)، نقلته على الهواء آنذاك مباشرة اذاعة المملكة الاردنية في عمان

الانسانية هي الانسانية في كل عصرٍ ومصر ، وهذه البشرية هي هي منذ العصور الغابرة وحتى عصرنا هذا ، ولذلك نسمع الله تعالى يوحي بهذه الكلمات الكريمة الى نبيه إرمياء موبخا هذه الانسانية التي حادت عن طرقه والتي حفرت لها آباراً مشققة لا تضبط ماءا . تركت ينبوع الحياة ، تركت الله تعالى وذهبت وراء أباطيل هذه الحياة تريد ان تروي ظماءاً لها ولكنها باءت بفشلٍ ذريع ، هذه الانسانية منذ كانت والى يومنا هذا لم تزل ثائرة في هذا الصراع الفاني ، ثائرة في هذه الحياة لاتستطيع ان ترى طريقا سويا لها إلا اذا عادت الى الله تعالى عودا صحيحا وقلبا نقيا قدمت له وروحا متواضعه وضعت امامه . " تركوني انا ماء الحياة وراحوا يشقون لهم آبارا آبارا مشققة لا تضبط ماءا " . في ايامنا هذه ايضا نرى المأساة لازالت مستمرة والانسان لا زال هائما على وجهه في بيداء هذا العالم لاينوي على شيء ، وحق له ان يقول إرمياء هذه الكلمات مرددا لها بأُذني هذه البشرية الثائرة . ان الله تعالى يريدنا نحن البشر ان نقبل اليه بإرادة صالحة ومعرفة كاملة وتوبة نصوح . ان الله تعالى يريدنا ان نكون بشرا حقيقيين نكمل واجبنا الامرُ الذي خلقنا الله تعالى لأجلهِ ، ولكننا نحن البشر اين نحن من الله ؟ اين نحن من عبادة الله ؟ اين هذه البشرية التي تعيش هذه اللحظات في مخاوف وفي رهبة لانها حادت عن طريق الله تعالى ولو عادت اليه لأنتشر الخير في الارض ، ولزالت الفتن من العالم ،ولكسرت السيوف ولحُطِمت تحت أقدام السلام كل الامور التي تثير الفتنة والشعلاء والبغضاء بين البشر ولكن البشرية تركت الله تعالى وذهبت وراء اصنامها الجامدة تعبدها عبادة كاملة ليلها ونهارها ، واما الله تعالى الذي خلقها لتمجيد اسمه ، لتكريم عظمته ، لعبادته ، فانها تركته تركا مؤبدا وحق لها ان يقول عنها ارمياء انها تركت ماء الحياة وذهبت تحفر لها آبارا آبارا مشققة لاتضبظ ماءا . العبادات كثيرة في هذا العالم ايها الناس وكل بشري منا قد نصب امامه صنما ووثنا يحرق امامه البخور وينير حوله الشموع ، غير انه يعرف في قرارة نفسه ان عبادته باطلة ، بأن طرقه عاطلة ، انه على وجهه يهيم ، انه بعيد عن الله تعالى يعرف كل ذلك ولكن رغما عن معرفته لازال متماديا في غيه هذا لايعود الى السراط المستقيم . بعضنا يعبدون مبادئهم المنحرفة ويناورون عنها ويسافحون وينافحون ، كل ذلك في سبيل الباطل وفي سبيل الاصنام التي وضعوها امامهم ، وفي سبيل الباطل الذي ارادوه ان يكون حقا امام الناس ، بعضنا يعبدون نفوسهم وهذه هي العبادة الوثنية الصحيحة ، انسان انت يا من تكون انك خلقت من تراب والى التراب غدا تعود فهذه النفس التي خلقت لا لكي تُعبد بل لكي تَعبدُ الله تعالى . لم تخلق لكي يعبدها الناس ولكي يقدموا لها محرقات كاملة ، لم تخلق لك ايها الانسان الذي تدعي انك إله في هذا العالم تريد من الناس ان يعبدوك وان يحرقوا قلوبهم بخورا امام قدميك . لست الا انسان حقير غدا ، غدا فقط سيأتي المنون اليك ويحملك فلا تعرف مكانك . ان البشر كلهم يعرفون هذه الحقيقة ويعرفون انهم زائلون وانهم انما الى السماء لذاهبون ، ويعرفون الحقيقة الثانية ان الله تعالى لم يخلقهم للفناء ولم يخلقهم للموت السوآم ولم يخلقهم لكي يغيبوا عن طريقه ولكي يكونوا بعيدين عنه ، بل انما خلقهم له ، له وحده لكي ينطلقوا الى عبادته والى خدمةِ بعضهم البعض خدمة نصوحا صالحا . غير ان الوثنية المتطرفة التي تجثم على صدور الناس لا زالت جاثمة لازالت قوية ، إلا انني ارى ان اكثر خطرا على هذه البشرية اولئك الذين يعظمون نفوسهم ويجعلونها آلهة في هذه الارض فيعبدونها ويطلبون الى الناس ان يقدموا لها البخور والشموع المنيرة . وكأنني بأحدهم يقول يا نفسي انكي لعظيمة ، لكريمة ، وكان حقه ان يقول : ويحكِ ايتها النفس انكي لاآثمة اثيمة ، انكي لظالمة انكي تخطرين في هذا العالم وغدا سينقض عليكي المنون ويحملكي الى حيث لا تقودين ، فعودي الى الصراط المستقيم ، عودي الى الله تعالى لكي تستطيعي ان تكفري عن ذنوبكي وعن الامور التي اقترفتها ضد البشرية .
يتبع رجاءً
ليس لديك الصلاحية لمشاهدة المرفقات
صورة
صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”منتدى الأدب والتراث السرياني“