تذكارات هذا اليوم :
– الأب توما الملقّب أمفيباطور
– الأب زكريا الراهب المتنقّل (ابن قاريون) ق. 4/5+
– مِهْرشابور وعقبشما (379+) الأسقفان الفارسيان
– أولمبيوس وأخته أولمبيا (308+)
قديس اليوم :
الأسقف عقبشما
كان المجوس يَشّون بالرعاة والكهنة النشطين الذين لم يختفوا خلال فترة الاضطهاد وكانوا يشجعون ويحثون المؤمنين على عبادة الإله الواحد وعدم السجود للشمس واكرام النار وغيرها من العبادات الوثنية .
ولما كان القضاة يسمعون لهؤلاء المجوس كانت نار الحقد والغضب تتأجج في صدور أعداء المسيحية .
في هذا الوقت أُلقي القبض على الأسقف عقبشما اسقف بلدة حنيثا (بلدة كانت تقع بالقرب من وادي راوندوز) وكان اسم قريته فقعا وكان شيخاً جليلاً يناهز الثمانين من عمره وهو ما يزال محتفظاً بقوته وبرشاقة قده وبشهرةٍ حسنةٍ في منطقته وما حواليها.
كان رحوماً يهتم بالفقراء والغرباء, ويردُّ كثيرين من الوثنيين الى الحقيقة, وكان عاكفاً على الصوم والصلاة ويذرف الدموع الغزيرة كل يوم حتى أن الأرض التي كان يركع عليها تبتل بالدموع.
وقبل القبض عليه بايام قليلة بينما كان أحد الاخوة جالساً معه قام وقبّل صلعته وقال : طوبى لهذه الصلعة التي ستموت بالشهادة في سبيل المسيح , فاحتضنه الطوباوي عقبشما وقبّله وقال له : لتتحقق نبوءتك يا بني وليسمعها الله سريعاً فيمنحني هذا الحظ الذي نطق به فمك.
وصدر أمراً باعتقاله وفيما هو مجتاز بالقرب من بيته وهو مقيداً , قال له واحد من أصدقائه كان يرافقه دائماً : فوّض أمر دارك إلى من يعتني بها لئلا تخرب, أما هو فأشار إلى داره وقال : إن هذه الدار ليست داري وهذا المال ليس مالي فالمسيح وحده إرثي ولا أحسب معه شيئاً .
وحينما أتوا به إلى مدينة أربيل أحضروه أمام الحاكم اذركركشيد فسأله هذا وقال له : هل أنت مسيحي . فأجابه بصوت عالِ : اني مسيحي وأسجد للإله الحق, فقال الحاكم إذن فصحيح ما سمعت انك تعلمه في البلاد كلها مما يناهض ملك الملوك؟ فقال له القديس عقبشما : كل ما قيل لك بشأني صحيح وحقاً إني أعظ بالإله الأوحد وأحث الناس على التوبة والعودة إليه من طرقهم الشريرة كما جاء في كتبنا . فقال الحاكم : سمعت أنك حكيم وأنت رجل طاعن في السن فلم تضلّ ولم لا تسجد للشمس وتكرم النار , فان المشرق بأسره يعبدهما ؟ فقال له القديس : إن بلاد المشرق لفي جهل كبير إذ تركت الخالق وسجدت للخليقة , وأنتم قد خدعتموها بتعليمكم الكاذب الذي يدعو إلى عبادة آلهة متعددة ليست سوى خلائق أبدعها الإله الواحد.
اذا ذاك امر الحاكم بإخضاعه للتعذيب , فانهالت عليه الضربات حتى سالت دماؤه وأمر الحاكم بأن يربط بسلاسل ثقيلة ويزج به في ظلام السجن,
وبعد خمسة أيام أخرجوه هو ومن كان معه من ذلك السجن وأتوا بهم إلى بستان قريب من معبد النار وجلس الحاكم لاستنطاقهم وقال لهم : أما زلتم على رأيكم السخيف ولا تطيعون امر الملك ؟ فأجابوا بصوت واحد وقالوا : اننا على عزم ثابت وفكر صالح وايمان مستقيم لثابتون, ومهما استجوبتنا فنحن نعبد الاله الأوحد ولا نطيع ملكك الأثيم, فاصنع ما شئت .
وذاقوا اشد العذابات والاهانات بالإضافة الى مضض الجوع والعطش واستمرهذا الحال الى ثلاث سنين , حيث جاء الملك الى منطقة مادي وأحضروهم بين يديه ولم يسجدوا له فأشار لهم ان يسجدوا للشمس ويعفوا عنهم فقال له القديس عقبشما : أن لك شؤوناً كثيرة في السلطة فانشغل بأموركم ولا تنشغل بإسداء المشورة لنا فاسرع واصدر امرك بالموت , فقال لهم لا امنحكم إياه بل اجعلكم تتمنوه , وبدأوا بتعذيبه اشد العذاب وفاضت روح القديس بينما كانت الضربات تتواصل على جسده وجروه الى خارج المدينة ومن ثم قامت بنت ملك ارمينية بأخذ الجثة ودفنها وكان استشهاد القديس عقبشما في العاشر من تشرين الأول.
بركة صلواتهم وشفاعتهم تكون معنا. ولربنا المجد دائماً وأبداً، آمين.
------------------------
المصدر : كلندار الأعياد السيدية وتذكارات القديسين في كنيسة أنطاكية السريانية الأرثوذكسية - إعداد (الربان) نيافة المطران مار سيوريوس روجيه أخرس، منشورات دائرة الدراسات السريانية 2015
مصدر القصة : شهداء المشرق ج 1 - الأب ألبير أبونا
آمين