قصيدة : الرابطة المهجرية ..ـ شعر وديع القس
مرسل: الجمعة أكتوبر 10, 2014 8:10 am
قصيدة :
الرابطة المهجرية لللإبداع المشرقي
مهداة إلى رئيس الرابطة الأستاذ الشاعر (( اسحق قومي ))
وأعضاء الرابطة المؤسسين والمنتسبين .
معا ً نحو الأمل ..
سعادةُ القلبِ لا تأتي من الذّهبِ
وراحةِ البالِ لا تأتي من السّحب ِ
الصّدقُ أقوى لغاتُ الكونِ قاطبة ً
يبقى الوحيدُ دوامَ النّورِ والصوبِ
المالُ لا ينقذُ الأعراضّ إن هُتِكتْ
والنّارُ لا ترحمُ الأطفالَ والشّيبِ
عزُّ الحياةِ لأنْ تبقى بمبتعد ٍ
عن الدّنايا إذا ما كنتَ في نسب ِ
وزينةُ العمرِ أنْ تبقى بمغترب ٍ
عن الحثالى من العميان ِ والعصب ِ
حكمُ العدالة ِ فوقَ الأرضِ جائرة ً
فالمالُ سيّدها ، والنّطقُ بالكذب ِ
والقلبُ لا يكتوي من نارهِ أبدا
إنْ لمْ يُداوى بطيبِ العدل ِ والوجب ِ
دعنا نضمّدُ أوجاعا ً تقرّبنا
في غربة ٍ فُرضتْ بالقسرِ والرّهبِ
وفي الخصامِ خساراتٌ تُباعِدنَا
وفي الوئامِ سينمو الصحرَ بالخصبِ
وإنّنا بشرٌ والعقلُ يجمعُنَا
وما تبقّى من التفريقِ في ذوبِ
والنّارُ في خندقِ الآلامِ تلفحنَا
فأينما لهبتْ ، بالروحِ تلتهب ِ
أوطانُنا عهدةٌ في عنقِ مُكرِمهَا
أعداؤها فكرةُ التّمييزِ والحسَبِ
أوطانُنا ثكلتْ والجهلُ أغرقَها
في عتمةِ الويلِ لا خلٌّ ولا صَحِب ِ
تشكو المصيبةَ والغازاتُ تحرقها
أينَ الرجولةُ والإكرامُ والنسب ِ..؟
دعنيْ أُعانقُ فيكَ القلبَ والألمَ
ونتركُ الدِّينَ للباريْ على جنبِ
دعُ الإلهَ بعيدا ً في مقاصده ِ
دعُ الإلهَ ينادينا على حبب ِ
دعُ العقيدةَ للعالي وحسبتهُ
والدّينُ في عهدةِ الباري لمحتسبِ
فالنّورُ يشرقُ فوقَ النّاسِ مُعتدلا ً
ولا يفرّقُ بينَ النّاسِ إنْ غرَب ِ
وكلُّ مَنْ يهتديْ بالنّور ِ مُعتدِلا ً
يبقى طليقا ً من الآثامِ والذّنبِ
توحّدوا بنقاءِ القلبِ والفكرِ
أوطانُنا سُحقَتْ من ذلِّ مُغترِبِ
كونوا حرارةَ دفءٍ في سقامتِها
كونوا منارةَ علم ٍ ترتقي الشُّهبِ
لا تبخلو بعطاءٍ كيفما وُجبَ
ففي العطاءِ سرورُ اللهِ مستجب ِ
كونوا جسورا ً من الإبداعِ والفكرِ
تمشيْ عليها بناةُ الجيلِ مُنتصَبِ
كونوا طبيبا ً يداويْ الجّرحَ والوجعَ
وشاعرا ً يزرعُ الإحساسَ بالعذبِ
وعازفٌ ينشدُ الأحلامَ ناصعة ً
وريشةٌ ترسمُ الآمالَ بالرَّحَبِ
كونوا على قدرِ المسؤولِ من وطن ٍ
فيهِ السنابلُ تشكو وهي في عتب ِ
وفي المآسيْ دروبُ الدمعِ تجمعُنَا
والشّرقُ يحترقُ ، والدمعُ في زرب ِ
وواجبُ النُّخبِ ،تمهيدُ معركة ٍ
من العلومِ لسحقِ الجهل ِوالعصب ِ
تُبنى على صخرةِ الإبداعِ وحدتُهَا
معَ إحترام ٍ لرأيِ الفردِ بالحببِ
أنتمْ دعائمُ أوطان ٍ إذا صدقتْ
أقلامكمْ ببناءِ الخلقِ والأدب ِ..؟
توحّدوا بقلوبٍ شقّها الألمُ
فوقَ الضّغائنِ بالإبداعِ والنّجب ِ
ترفّعوا كنسورٍ في ضمائرِكمْ
فوقَ الصّغائرِ فالأوطانُ في طلبِ
إنَّ الحياةَ بطولِ العمرِ زائلة ً
مهما ترّفّعَ فيها المرءُ من قبب ِ
فلنرتقي لخلود ِ النّفسِ ما وهبتْ
فينا العطاءُ وللأجيالِ بالوهب ِ
كلُّ المبادئ تخبو ثمَّ تندثرُ
إلّاكَ يا وطني ، صَرْحٌ من الشُّهُب ِ
وديع القس ـ 10 . 7 . 2014