ليس المخاض بعدُ
بقلم بنت السريان
تكلمتْ جراحي في غمرة الوحدة القاتلة , وفجَّرت حممَ كوامن نفسي,فتضاربت الأفكار وتصارعت ,وقذفتني بين أمواج دوّامة اليأس. أتكلَّم بمرارة وأُناجي خافقي المعّذّب,بامتدادات لا متناهية من رناَّت صدى السنين .
وفي صمت وحدتي ,قلَّبْتُ أوراقي وأبحرتُ في عالم ذكرياتي ,لقد تحدّاني الزمن ,وغزا الشيب مفرقي ,وأنا في خريف عمري,وليس من يفتقدني , وكأني ملفّ قابعٌ
على رفِّ التهميل.
أحداثٌ أليمة تركت آثارها ,وحفرت أخاديداً على وجهي, تأبى أن تبوح بما فعلته الأيام.
سجى الليل ,دعوتُه لمسامرتي, فالبدر رفيق أحزاني, والنجوم تشهد معاناتي,لذا إحتلَّ الليل الجزء الأكبر من حياتي ,وبهدوء حاورتُ نفسي في سكونه, قائلةً:
لمَ تتمزقين يا نفسي هكذا بغير طائل؟
وما هذه الأفكار الملحّة التي تغوصين فيها؟
لا تضطربي فليس المخاض بعد.
ورغم المصاعب والعواصف العاتية على البشرية ما زال بإمكاني التجذيف بقاربي الصغير إني صرخت لله فيدٌه تُرشدني لمرفأ الأمان.
وسيأتي وقت فيه تتهاوى القلاع,وتُطرح أرطاميس الشرّ أرضاً.
فما عليَّ إلآ أن أحارب هرطقات الزمن ,فلا أدعها تسرقُ سويعات من عمري, حرب تتصارع فيه قوى الخير والشر في عالم مصيره الزوال ,ثمَّ يأتي المخاض وينجلي الغبار,يُهدم صنم أرطاميس الجبَّار, ويعظم انتصارنا بالمسيح الذي دكَّ جحيم الشر.
وفي وقت السحر وجدتني هادئ البال أرنِّم مع داؤد النبي قائلاً : سبع مرات اسبحك يا رب على أحكام عدلك ,وأنشد معه إرحمني يا الله كعظيم رحمتك (مزمور 51 ).
طابت نفسي ودخلها سلام داخليٌّ فقد وعدنا رب المجد فادينا يسوع قائلاً :سلامًا أترك لكم . سلاماً أُعطيكم. ليس كما يعطي العالم أُعطيكم أنا لا تضطرب قلوبكم ولاترهب,.(يو 14:27 )
أنا الان إنسان جديد أشُّد صلابة من قبل وأكثر وعياً لتحمل تجارب الحياة اللاحقة ,فقد أدركت أنَّ كل تجربة كانت ترفدني بمدٍّ من الصبر , لم أكن وحدي في الطريق, أبي كان يمشي معي ,يحمل التجارب عنّي, وكل ألم في حياتي كان سبب مصدر إبداع عندي.
عزيزي القاريء
لا تيأس إن مرَّت بك تجارب وضيقات,
إنما هي لصقل النفس التي تلمع كالذهب أشُّد بريقاً عند صقله,
, ولا تخورعزيمتك بل تمسَّك بالرب,
واترك كل شيء بيده قل له أنا لا أستطيع وضعت الامر بين يديك,
(قلها بايمان)
وثق بما أنت تقول
وسترى ما يفعل الرب, فلكل تجربة أعدَّ لها مخرجاً, وسلاحاً يقينا مكامن أعداءنا ,
له كل المجد آمين