قصة قصيرة لا تحتقروا أحد هؤلاء الصغار!!!
مرسل: الاثنين نوفمبر 24, 2014 9:28 am
طفل صغير لم يتجاوز من العمر الثامنة... في بيت طيني متواضع شكل مع غيره من البيوت الشبيهة به قريةً بسيطةً وادعةً عرف عن أهلها. شغفهم بالعلم وحرصهم على تعليم أبنائهم وتدريسهم مهما كلفهم ذلك من ثمن
لأجل هذا ما بخلوا بشيء فقاموا بجهودهم الخاصة ببناء مدرسة طينية صغيرة أدخلوا إليها أبناءهم وبناتهم... متعاونين في ذلك مع الجهات المعنية في الدولة التي أمدتهم بمعلمين - مع ندرتهم في تلك الأيام -
وما أن تطأ أقدام المعلم الجديد أرض القرية حتى ترى أهاليها متسابقين إلى تأمين كل ما يحتاجه من الطعام والشراب ولياقة السكن..
ولن يمضي وقت طويل ليرى هذا
المعلم نفسه محاطاً بمظاهر إلاجلال والتوقير والاحترام .....
ومع توالي السنوات وتعاقبها احتضنت تلك القرية الكثير من المعلمين...!
في ذلك البيت الطيني المجاور لبئر القرية.... يخرج الطفل الصغير البريء على منأى من أهله
صوراً عديدةً كانت مخبأةً في كيس من قماش متنقلاً ببصره بينها لتقع عيناه على صورة شخصية لأحد هؤلاء المعلمين الذين مروا على القرية وغادروها فيأخذها بيديه الصغيرتين ممطراُ إياها بقبل صافية بريئة مع كون صاحبها أقرب إلى القبح منه الجمال......!!!
والطفل ذاك كان أنا....
أما المعلم فمجهول عندي حتى اسمه... إلا أن صورته لم تزل حيةً باقيةً في ذاكرتي لم يمحها كرالأيام.. ولا تقادم السنين شاهدة عن روعة المحبة وعظمتها التي لا تسقط ولا يمكن إسقاطها ابداً...لقد شعرت بمحبة ذلك المعلم وقرأتها قراءة صحيحة من خلال عطف أبوي أغدقه علي.. وابتسامات تشجيع وتعضيد كان يتلقاني بها مما أسهم في رفع معنوياتي وتقدمي فيما بعد علمياً ونفسيا" ووضع أقدام ثابتة على طريق طويل من النجاح...!
إن الطفل
أيها الأحباء اكفأ من الكبار وأقدر على اكتشاف صدق العبارات من زيفها.... وهو بذلك مرآة نقية صافية كاشفة...!!
فليتنا ندرك هذا كي لا نقع في خطأ أولئك الذين انتهروا يوماً أطفالاً كانوا مسرعين نحو معلم الأجيال يسوع فوبخ يسوع قسوة المنتهرين قائلاً:
( دعوا الأولاد يأتون إلي... ولا تمنعوهم...)
وموصياً إياهم:
( لا تحتقروا أحد هؤلاء الصغار...) إن الكلمات الخارجة من أفواهنا والتصرفات التي نقوم بها إزاء أطفالنا يمكن أن تكون أدوات بناء لمستقبل شخصياتهم أو قد تكون على العكس تماماً أدوات هدم وتدمير...
فلنسع أن نكون عاملي بناء لا عاملي تخريب...
حتى يجيء يوم نرى فيه أطفالنا يخرجون صورنا القديمة من مخابئها وينهالون عليها لثماً وتقبيلاً....!!!!
كتبها الاب القسيس جوزيف ايليا
٢٤ ـ ١١ - ٢٠١٤
لأجل هذا ما بخلوا بشيء فقاموا بجهودهم الخاصة ببناء مدرسة طينية صغيرة أدخلوا إليها أبناءهم وبناتهم... متعاونين في ذلك مع الجهات المعنية في الدولة التي أمدتهم بمعلمين - مع ندرتهم في تلك الأيام -
وما أن تطأ أقدام المعلم الجديد أرض القرية حتى ترى أهاليها متسابقين إلى تأمين كل ما يحتاجه من الطعام والشراب ولياقة السكن..
ولن يمضي وقت طويل ليرى هذا
المعلم نفسه محاطاً بمظاهر إلاجلال والتوقير والاحترام .....
ومع توالي السنوات وتعاقبها احتضنت تلك القرية الكثير من المعلمين...!
في ذلك البيت الطيني المجاور لبئر القرية.... يخرج الطفل الصغير البريء على منأى من أهله
صوراً عديدةً كانت مخبأةً في كيس من قماش متنقلاً ببصره بينها لتقع عيناه على صورة شخصية لأحد هؤلاء المعلمين الذين مروا على القرية وغادروها فيأخذها بيديه الصغيرتين ممطراُ إياها بقبل صافية بريئة مع كون صاحبها أقرب إلى القبح منه الجمال......!!!
والطفل ذاك كان أنا....
أما المعلم فمجهول عندي حتى اسمه... إلا أن صورته لم تزل حيةً باقيةً في ذاكرتي لم يمحها كرالأيام.. ولا تقادم السنين شاهدة عن روعة المحبة وعظمتها التي لا تسقط ولا يمكن إسقاطها ابداً...لقد شعرت بمحبة ذلك المعلم وقرأتها قراءة صحيحة من خلال عطف أبوي أغدقه علي.. وابتسامات تشجيع وتعضيد كان يتلقاني بها مما أسهم في رفع معنوياتي وتقدمي فيما بعد علمياً ونفسيا" ووضع أقدام ثابتة على طريق طويل من النجاح...!
إن الطفل
أيها الأحباء اكفأ من الكبار وأقدر على اكتشاف صدق العبارات من زيفها.... وهو بذلك مرآة نقية صافية كاشفة...!!
فليتنا ندرك هذا كي لا نقع في خطأ أولئك الذين انتهروا يوماً أطفالاً كانوا مسرعين نحو معلم الأجيال يسوع فوبخ يسوع قسوة المنتهرين قائلاً:
( دعوا الأولاد يأتون إلي... ولا تمنعوهم...)
وموصياً إياهم:
( لا تحتقروا أحد هؤلاء الصغار...) إن الكلمات الخارجة من أفواهنا والتصرفات التي نقوم بها إزاء أطفالنا يمكن أن تكون أدوات بناء لمستقبل شخصياتهم أو قد تكون على العكس تماماً أدوات هدم وتدمير...
فلنسع أن نكون عاملي بناء لا عاملي تخريب...
حتى يجيء يوم نرى فيه أطفالنا يخرجون صورنا القديمة من مخابئها وينهالون عليها لثماً وتقبيلاً....!!!!
كتبها الاب القسيس جوزيف ايليا
٢٤ ـ ١١ - ٢٠١٤