أنا -ومن بعدي الطوفان -بقلم بنت السريان
مرسل: السبت يوليو 11, 2015 3:48 pm
أنا -ومن بعدي الطوفان -
بقلم
بنت السريان

الأنا وحب الذات , يا لقساوة الحياة وحوش ضارية أشرس من وحوش الغابات,إن سيطرت وتمكنّت ,بلغت جنون العظمة ,ويهوذا يصبح من الذوات.
ريح عاتية ,بغيّها تقتلع الأخضر واليابس, لتخلو لها الساحة , لا تعرف سوى لغة (هات ).
تنزع كل خير - نرجسية -,تُسقِط حروف الأبجدية ,تحرقها بنار الغيرة ,تعجزها عن لملمة أشلائها,تجفف العلاقات الانسانية وتقتل المشاعر الوجدانية , تغرق في روح الانتقام –أنا- ومن بعدي الطوفان - تجرّد الانسان من كل مقومات المحبة, فلا نزل القطرإذا متُّ ظمآن,على حد قول الشاعر أبو فراس الحمداني ,تجسيد للأنانيةبكل ما في الكلمة من معنى وبالبرهان.
متناسية بأن المحبة أقوى من الموت , تسامح ,تغفر , تلملم حروف الأبجديات ,وتعيدها لمجدها الأولفوقفت إزاء - أنا ومن بعدي الطوفان -حطّمتها بخشبة الصليب فوق منحدر الجلجثة هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لخلاص كل من يؤمن به ز
ومات يسوع عن الانسانية, مات ظمآناً لخلاص البشرية من موت محتّمٍ على ذرّية آدم,
فهل من حب أعظم من هذا؟؟؟حب يسوع حطّم أركان الأنانية,غفر لصالبيه وأعلن الحرية,وأعتق آدم وذريّته من شباك أبليس وسهامه المؤذية ورسم لنا طريق الأبدية ,معبّداً في
أحبّوا أعداءكم, باركوا لاعنيكم, صلّوا لأجل الذين يسيؤون إليكم ,إن جاع عدوّك أطعمه وإن عطش فاسقه.
محبة يقف أمامها المرء عاجزاً عن النطق تسعفهعيناه بلغة الدمع , تطهر دواخله فيتنفّس الصعداء ويتحوّل إنساناً آخر - من الطوفان يهرب إلى بحر المحبة ,يعوم بأمان, ويظفر بالخلاص